اخبار

محمد عبدالقادر يكتب … قتلوا الملازم محمد صديق سعادة الجنرال البرهان

الجنجويدي المجرم الذى (مد يده) الاثمة على الشهيد محمد صديق كان يصفع فى تلك اللحظة كل الشعب السوداني ويهيل التراب على كرامتنا وعزتنا، ويذبح شرفنا الوطني على قارعة الطريق..
للوهلة الاول يا سعادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش شعرت ان (الكف) الذى سقط بعنجهية الدعامة على خد الفتي النحيل، وقع فى وجهي حتى انني تحسست المكان، ابتلعت غصة شقت صدري نصفين، ومحمد يتماسك عندما ارادوا كسره، ويختار ان يموت واقفا وشجاعا وفارسا مقداما غير ابه بسلاحهم وعتادهم وهو المصفد الاسير.
مات محمد ميتة الشجعان الاقوياء، كان يدرك ان ثباته سيحفز ابناء جيله للسير على ذات الخطى، لذلك ظهر جسورا شامخا ، ومات فارسا، لم يطاطئ راسه او يصيبه الخور والضعف، بدا واثقا ان النهاية التى يواجهها الان سيراها الشعب السودانى الذى لم يخذله يوما، وهو من ( اخوان البنات العلموا الجبل الثبات).
كان الشهيد محمد صديق يروى للتاريخ صمودا جديدا يشبه السودان والسودانيين ، وينتصر لكبريائنا التى تذبح كل يوم بسكين احداث جسام جعلتنا نتحسر على مايتعرض له السودانيون من ذل وانكسار بفعل جرائم وتجاوزات الجنجويد.
كان محمد صديق بثباته يعبر عنا جميعا بلسان شجاعته المبين، لا احد يعلم ماذا حدث بين لحظة صفعه ووقت ان وجد مقتولا وممثلا بجثته، ولكني اقسم ان درسا فى الشجاعة الوطنية النادرة والثبات الاسطوري ميز هذه اللحظات التى لن يرويها احد ، لكنها دفعتهم لقتل الفتى وتصفيته حينما وقعوا جميعا فى اسر مواقفه التى تشبه وتحكي العزة التى رضعها السودانيون من اثداء التكوين..
اي فتى انت يامحمد العائد للجيش والكاكي مجاهدا عبر بوابة المقاومة الشعبية بعد ان كنت ضابطا تبرق فى كتفيه النجوم اللامعة، وتستريح على سيمائه سطوة الانتماء للمؤسسة العسكرية التى اصبح احد نجومها وايقوناتها ، لم يغب نجمه عن سماء الوطنية وقوائم (شرف الكاكي) فى اية مرحلة مر بها السودان منذ حدوث التغيير الذى كان احد ايقوناته وحتى يوم امس الذى شهد نهاية بطل جسور سبخلده تاريخ السودان اسمه محمد ..
لقد قتلوا محمدا يا سعادة الفريق اول البرهان ، قتلوا الشجاعة والمروءة والجسارة التى تشبع بها من مصنع الرجال وعرين الابطال الكلية الحربية ، كان يشبه الجيش فى عزته وفراسته، دفع ثمنا باهظا لمواقفه ومبدئيته حينما انحاز للثوار فى القيادة العامة، ترك القوات المسلحة وما ان هيعل داعي الجهاد الا ولبى وانخرط مع المجاهدين ضاربا اروع الامثلة فى النصرة والفداء والانحياز الى صف وطن دون تردد.
لله دره رحل محمد وقد كان مدخرا للاحتفال بانتصارنا على الاوباش الجبناء الذين تمالبوا عليه وغدروه، كان محمد جيشا بمفرده لولا كثرتهم وكثافة نيرانهم، وبالرغم من ذلك وقف مثل الجبل ورد لهم الصاع صاعين قبل ان يصفعوه على وجهه يغتالوه . نعم عاد محمد الى كنف الجيش بعد ان غادره تلبية لاداء الواجب، رافعا شعار ( الرهيفة التنقد) فاستهدفه الاوباش الاوغاد وحرقوا بقتله (حشا الامهات)، ويتموا الوطن الذى بدت مدنه وقراه بالامس باهتة ومحبطة وحزينة بعد ان تزيت بالسواد واعلنت الحداد وتجرعت علقم الفقد والاذلال والحقارة التى ارادوا الحاقها بمحمد فاصابت كل الشعب السوداني فى مقتل .
لقد قتلوا سودانيا صميما يا سعادة الفريق اول البرهان وضابطا حرا تشتعل فى دمائه جذوة الوطنية والانتماء وشابا كنا ندخره لسنوات السودان القادمات من رماد الحزن وركام الماسي .
لقد قتلوا ابنك محمد مرة اخرى سعادة الفريق البرهان ، قتلوا محمدا ابن الشعب السوداني فتى مثل صباح العيد، اسروه وقتلوه، ومثلوا بجثته، بعد ان اخافهم بمفرده وهم جماعة وارعبهم وهو المصفد الاسير.
سيظل دم محمد معلقا على رقابنا حتى نلتقيه ، ثقتنا ان دماءه التى روث ثرى الوطن ستنبت الف محمد، وستشعل جذوة العهد الجديد الخالي من الجنجويد فى وجدان ابناء السودان، ثقتي ان الشعب السوداني بقواته ومقاومته سيرد الصاع صاعين وسيجعل من صفع وقتل محمد تجديدا لعهد الالتزام بتحرير كامل التراب السوداني من اخر جنجويدي اثيم..
لقد قتلوا محمدا يا برهان …
فماذا نحن فاعلون؟!
رحم الله محمدا ..
اللهم اجرنا فى مصيبتنا..
اللهم عوض شبابه الجنة وتقبله شهيدا فى عليائك..
ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى