اعمدة الرأي

محمد عبدالقادر يكتب… حمدوك وناشطي تقدم و( تيس سالم)

نعم انه (سوء المنقلب) او فلنقل النهاية المتوقعة لتحالف قيادات مصنوعة ظهرت فى المشهد السوداني تدعي المثالية والنقاء الثورى، وسرعان ما تحولت الى(متهمة) بالخيانة العظمى متواطئة مع المليشيا التى دمرت الوطن وسامت السودانيين سوء العذاب..
اعجبتني مادة صحفية محترمة ومخدومة كتبتها الصحفية النزيهة المقتدرة هبة محمود وقد تجولت داخل نقريرها المحترم بين محطتين لناشطي تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية ، وقالت انهم بدأوا ك(ملهمين) وانتهت مهمتهم الى ( متهمين).
لن اجد فى التجارب والحكايا الانسانية لتوصيف خذلان الشعب السوداني فى حمدوك وزمرته من قيادات (تقدم)، اقرب من قصة (تيس سالم)، التى تعبر بصدق وبساطة عن حالة خذلان كبيرة وموجعة تعرض اليها سالم شخصيا عندما جاء ب(تيس مكلوف) الى مراحه فى مهمة محددة لتحسين النسل، وادخال ( اغنامه) فى حالة ( تناسل) و( تكاثر) مستمر، لكنه فوجئ بان (التيس) لايجيد سوى ان يكون (رضيعا) كل همه ( لبن الاغنام) .
نعم انتخبناهم لبناء الوطن وحراسته وتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية والسلام ، فكانوا اول من باع البلد فى مزادات المليشيا وبازارات العمالة والارتزاق..
(حكاية تيس سالم) يقال ان احد المواطنين حكاها لقيادى انقاذي ابان حكم الرئيس المعزول عمر البشير وهو يجسد كذلك حالة خذلان فى النظام الذى رفع حينها شعار الانقاذ، لكنه اصبح كذلك مثل (تيس سالم) الذى جيئ به لتحسين النسل واكثاره فتحول الي مجرد (رضيع وديع) غير قادر على انجاز المهمة.
كتبنا كثيرا ان (ناشطى قحت) كانوا يقراون من نفس كتاب الانقاذ وهم يستنسخون كل تجاربها التى اودت بها الى السقوط حتى قصة (تيس سالم)، ولكنا اكتشفنا كذلك ان (القحاتة) لم يقرؤوا جزئيات من كتاب الانقاذ ارتبطت بتعزيز مبدا سيادة البلاد، وعدم رهن قرارها للاجنبي، او طرح امنها القومي فى مزادات البيع والشراء، ودروس كثيرة تؤكد اننا ظلمنا الانقاذ كثيرا حينما كتبنا ان القحاتة يقراون من ذات كتاب الانقاذ، والفرق كبير ذلك ان سلوك الانقاذ اسقط الحكومة بينما اسقطت عمالة قحت ومن بعدها تقدم الدولة برمتها وقذفت بها الى اتون الحرب، وجعلت شعبها بين قتيل وجريح ومنهوب ونازح ولاجئ ومغتصب (بضم الميم وفتح التاء) .
اعود لمقاربة ومقارنة هبة محمود التى تؤكد ان هذا السقوط الداوي والسريع كان نتيجة للصعود غير المنطقي لناشطين وضعتهم الصدفة حكاما للسودان، وتلقفتهم الايادي الاجنبية لتصنع منهم عملاء يبيعون الوطن وشعبه بالدرهم والدولار.
انتكست قحت سريعا وانتهت الثورة التى سرقوها الى كابوس، وتحولوا فعلا الى متهمين، بعد ان صدعونا بشعارات الحرية والديمقراطية وادعاء النقاء الثوري.
هل فهمتم ما كنا نعني الان، ان هؤلاء المتهمين القحاتة لايستطيعون ان يديروا جمعية خيرية ناهيك عن دولة، وان الاجندة التى صعدت بهم ارادتهم اداة لتمزيق السودان ، واعدتهم لهذه المهمة التى يعكفون على ادائها الان بكل وقاحة و سوء اخلاق و(عدم ضمير) ..
نعم خذلتم الشعب السوداني الذى هتف لكم وسلمكم الحكم ومنح حمدوككم صك تاييد على بياض، وانتظر التغيير والاعمار والبناء والسلام والعدالة والحريات، لكنكم لم تكونوا بقدر هذه الثقة و( طلعتو تيس سالم ساي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى