محمد عبدالقادر يكتب … الجيش.. لماذا لايعلن هلاك حميدتي؟!
محمد عبدالقادر
استمات اعلام مليشيا الدعم السريع، المتمردة فى التاكيد على ان قائدها الهالك حميدتي (مازال حيا يرزق ويظهر فى الفضائيات كمان)، ربما لاسباب مرتبطة باستراتيجية القتال ، ابرزها الحفاظ على روح المتمردين فى الميدان ، والتغطية على الهزيمة التى حاقت بالمليشيا المجرمة حينما فقدت قائدها الهالك فى الايام الاولى للحرب، وربما لسد منافذ الخلاف التى بدات تدب وسط القيادات الميدانية الباحثة عن حظها فى السلطة واموال ( ال دقلو) خاصة بعد اختفاء حميدتي وهروب سقيقه النائب ومقتل عدد كبير من قادة الصف الاول…
هذا ما فعلته المليشيا المجرمة وهي تثبت يوما بعد يوم موت حميدتي بادعاءات وتسجيلات فطيرة وساذجة تقنعنا كلما فعلوها ان قائدهم اصبح خارج حسابات الحرب والمعادلة السياسية..
السؤال المحير الان يرتبط باسباب عدم اعلان الجيش مقتل حميدتى او الاصابة البالغة التى جعلت من اثبات وجوده غاية لاتدرك بالنسبة لمليشيا مجرمة مارست كل انواع الكذب والتضليل لاثبات ان حميدتي مازال على قيد الحياة و(يقود المعارك بنفسه كمان)..
مصير حميدتي ينبغي ان تكون معلوماته حاضرة عند قيادة الجيش، لان الكشف والاعلان عنه سيكون بمثابة الضربة القاضية لما تبقي من التمرد ، خاصة وان السؤال بات مطروحا بقوة وسط جنود وقيادات الدعم السريع، وقد ابلغني من اثق به ان هنالك مجموعات توقفت عن القتال بعد هروب عبدالرحيم دقلو والانباء عن هلاك حميدتي، وان قضية خلافة قائد الدعم السريع فى ماله وسلطته تشهد خلافات عميقة ومحتدمة ومستمرة بين مجموعات يمثلها يوسف عزت واللواء عثمان عمليات واللواء الذى خان قسم الجيش عصام فضيل والقوني دقلو الممسك بمفاتيح خزائن ال دقلو…
السؤال الذى يطرحه الشارع بقوة الان لماذا لايقدم الجيش على اعلان مصير حميدتي ، وماهو حجم المعلومات التى تحصلت عليها اجهزة الدولة من شهادات اسرى المتمردين ومصادرها ومتابعاتها الخاصة واستخبارات الدول الصديقة.
على جيشنا ان يتذكر ان هنالك مجموعات وقبائل داخل مليشيا الدعم السريع تنتظر اعلان مقتل القائد لتضع البندقية، الحرب اندلعت فى الاساس لتنصيبه ملكا واميرا على السودان….
اين استخباراتنا من تاكيد مصير حميدتي، ولماذا لايقدم الجيش على اعلان انه بات خارج حسابات الحرب الان…
مصير حميدتي ساحة معركة حاصة ومختلفة تتجلي فيها قوة استخبارات ومستوى علاقاتها فى الاقليم والعالم، وجيشنا اجدر بكسبها من واقع تقدمه العملياتي.
الاعلان عن مصير الهالك سيصعب مهمة تسويق المليشيا سياسيا، ويقضي على امال كثيرين ( دول وقبائل وجماعات وافراد) يراهنون على ان المتمرد الاثم حميدتي مازال على قيد الحياة.. هي معركة كبيرة ومهمة، لابد ان تكسبها اجهزة الدولة الاستخباراتية والامنية…
اكشفوا مصير الهالك حميدتي بالموت او الاصابة البليغة التى جعلته خارج حسابات اللعبة السياسية والمعارك الميدانية وعجلت بانهيار مشروعه الانقلابي ، واجعلوا من ذلك ( قيدومة) وتمهيدا لاعلان نهاية الحرب فقد بداوا الان فى الهروب، افعلوا ذلك ( على مسؤوليتي)..