قمح مسروق بواسطة الدعم السريع يتسبب في تسمم عشرات الاشخاص بالجزيرة
وجد قمح مسموم طريقه إلى بطون الجوعى في مدينة أربجي وهي وحدة إدارية تتبع لمحلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة أواسط السودان. واستقبل المسعفون الطبيون في المستشفى الحكومي بالمنطقة 74 شخصًا بالتسمم الكيميائي جراء تناول طحين قمح مُعالج كيميائيًا للأغراض الزراعية.
ما هي قصة القمح السام؟ في 18 يناير 2024 أعلنت شركة فاست تعرض مستودعاتها في محلية شرق النيل قرب مقابر البنداري بالحاج يوسف إلى نهب من قوات الدعم السريع.
وقالت الشركة وقتئذ إن قوات الدعم السريع نهبت 1.5 ألف طن من القمح المعالج كميائيا كانت تعد للأغراض الزراعية “تقاوي” وقالت إنها خاطبت وزارة الصحة السودانية وهيئة المواصفات والمقاييس، حتى تخلي مسؤوليتها حال وصول القمح إلى أسواق الاستهلاك.
انعدام خيارات الغذاء
القمح السام لم يتوقف عند حدود شرق النيل جرى نقله إلى ولاية الجزيرة إلى القرى والبلدات، ومن ضمنها قرية أربجي التي أصيب بها نحو 74 مواطنًا نقلوا إلى المستشفيات من بينها مستشفى الحصاحيصا ثاني أكبر مدن ولاية الجزيرة بعد تناولهم وجبات من هذا القمح المسموم.
وكان وزير الصحة السوداني المكلف هيثم محمد إبراهيم أصدر قرارا في بالتزامن مع واقعة نهب مخازن القمح في محلية شرق النيل منتصف يناير الماضي بعدم تداول هذه الشحنات في أسواق الاستهلاك في جميع أنحاء البلاد.
وقالت راوية وهي من سكان قرية أربجي إن غالبية المواطنين الذين أصيبوا بالتسمم الكيميائي غادروا مستشفى أربجي التخصص بعد إجراء عمليات غسيل للمعدة.
وأضافت: “تناول المصابين الدقيق من قمح معد للأغراض الزراعية، ويسمى المعفر لا يمكن معرفة درجة الخطورة من خلال الشكل أو الطعم، لكن الأعراض التي ظهرت على المصابين هي التي أدت إلى اكتشاف هذه المشكلة”.
وتضيف هذه السيدة: “الوضع أجبر الناس على تناول الدقيق المسموم في بعض الأحيان لا يجدون خيارات مع إغلاق الطرق وعدم وجود أمل في وصول السلع إلى الأسواق”.
وقالت إن لجان الأحياء في أربجي قامت بحملات توعية وسط المواطنين للتحذير من شراء أو تلقي مساعدات القمح الفاسد.
وتقول الخبيرة في المجال الزراعي المُهندسة عبير علي أن “توزيع 1.5 ألف طن من القمح في بعض مناطق السودان بما في ذلك ولاية الجزيرة تحت إشراف الدعم السريع يشكل خطورة بالغة على حياة المدنيين؛ لأن المطلوب منع هذه الشحنات من الوصول إلى أسواق الاستهلاك أو المساعدات الغذائية”.
وأردفت علي في مقابلة مع(عاين): “هذه الشحنات نُهبت من مخازن شركة فاست في 18 يناير 2024 حسب إعلان الشركة وقتئذ بطرق مختلفة وصلت إلى أيدي المواطنين؛ لأن الوضع الإنساني في غاية السوء