مقالات

(قلم ورصاصة) ملازم أول.. صهيب عزالدين يكتب… منطقة الكدرو العسكرية .. لم يعبر أحد

الكدرو .. تلك البقعة الوديعة الهادئة الراقدة على كف نهر النيل ومستمدة عراقتها منه وكما كانت مصدر إلهام لأدباء بلادي شعراً ونثراً في أيام السلم الزاهرة صارت في الأيام الماضية جحيماً لا يطاق على سرطان هذه البلاد وسارقي فرحة شعبها وأمنه مليشيا النهب السريع.

تابعنا جميعاً عويل وصراخ منسوبي المليشيا المتمردة بجناحيها العسكري والسياسي بعد أن أذاقتهم قواتنا فنون العذاب وويلاته وذلك بعد قطع الطريق الرابط بين بحري ومنطقة الجيلي التي انتشرت وتواجدت بها المليشيا من الأيام الأولى للحرب وسلفاً كانت لها معسكرات كبيرة بها قبل الحرب فصارت بالنسبة لهم بيت آمن بعيد عن زخم المعركة ومتغيراتها غير أنها كرت ضغط (حسب إعتقادهم) بإعتبارها منشأة إستراتيجية مهمة ولها مكانها ودورها في خارطة الاقتصاد السوداني إضافة لذلك توفيرها أهم ما تحتاجه المليشيا في حربها خصوصاً في تحركاتها الكثيرة وهو الوقود بأصنافه كان ذلك جزء قليل من الأسباب التي جعلت تلك المواقع من الأهمية بمكان لديهم .

بعد تلك العمليات العسكرية الناجحة لقوات منطقة الكدرو علا صراخهم في قروباتهم الخاصة وإجتماعاتهم وإحتدم النقاش وحدثت حالة أقرب ما تكون للشحن والتذمر والتوتر بين منسوبيها مطالبين قيادتهم المزعومة بحل تلك المعضلة ووضع حد لسيل الدماء والخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تعرضت لها قواتهم والتي يعتقدون لسخريتهم ولجهلهم أنها منزهة عن الهزيمة .

الشئ المضحك أن قيادة المليشيا تتعامل بردة الفعل وتحركها رغبات منسوبيها الغير محسوبة خصوصاً وأنها فاقدة للبوصلة وتعمل بدون تخطيط وليست لديها أي إستراتيجية بخصوص المد الذي نشاهده تقدماً وإنتصارات للجيش السوداني فجل ما تفعله هو تنسيق وترتيب عملية الفزع لإرضاء بعض منسوبيها وليس كلهم فقط من علا صراخهم وأزعجوها عملاً بنظرية (أم التيمان بترضع الببكي).

جازفت المليشيا بالهجوم مراراً وتكراراً على مدار ثلاثة أيام على مواقع متقدمة لقواتنا بالكدرو فكانت كمن يستجير من الرمضاء بالنار إذ تكسرت موجات هجومهم في ساعات قلائل مخلفين ورائهم كمية من عتادهم ومركباتهم بشوارع الكدرو إضافة للخسائر البشرية الكبيرة كما تركت خلفها أحد قادة القوة المهاجمة محاصر بأحد المباني لمدة يوم كامل إنتهى الأمر بالقضاء عليه هو ومجموعة كانت موجودة معه بالمبنى بعد محاولات جاهدة منهم لتخليصه وفك الحصار عنه.

خلاصة القول ورسالتنا للمليشيا بأن مسألة فتح الطريق والسيطرة عليه ضرب من ضروب المستحيل وأمر من الصعوبة بمكان في وجود قوات أجادت نصب الكمائن وتمرست في العمل الدفاعي ، قيادة منطقة الكدرو العسكرية بمختلف وحداتها ( معهد التدريب المهني ، سلاح الأسلحة والذخائر ، قاعدة حطاب العملياتية و مركز تدريب شادول ) بالإضافة للألوية والمتحركات الملحوقة عليها وقوات الشرطة والمستنفرين ووحدات الإسناد المختلفة تعمل في تجانس وتنسيق تام وأدارت معركتها الصامتة بإحترافية طوال الفترة الماضية وأحكمت سيطرتها على منطقة شمال بحري تمهيداً لمرحلة أخرى ستكون مرجحة للكفة وضربة قاصمة تعجل بفناء المليشيا وتشييعها لمثواها الأخير.

التوثيق للعمليات العسكرية والتعليق عليها أثناء مجريات الأحداث ضار أمنياً حيث يعد أمن العمليات أُس مبادئ الأمن الفرعية ولكن لابد من ذكر تلك الأحداث إقتضاباً ولا شك أنها ستجد مكانها مستقبلاً في سفر تاريخ بطولات القوات المسلحة وذاكرة الأمة السودانية والأجيال القادمة ، التحية لمنسوبي منطقة الكدرو قيادة وضباطاً وضباط صف وجنود ونسأل الله أن يتقبل جهدهم ويجعل النصر حليفهم.

منطقة الكدرو العسكرية ( حفرة النار .. بؤرة العذاب .. خشم التمساح .. مثلث برمودا الداخل إليها مفقود .. أقصر وأسرع طرق أفراد المليشيا للجحيم ) وكما قال ود مسيخ في وصف أحد أفرادها مواسياً له بعد إصابته :

من ماقالو مضروب قط عليك مان خائف

عارف المولى بلطف بيك متل ماك شايف

بيانك بي العمل مو دبلجات وحلايف

فارساً تنقل البل المكرب لايف

رحم الله الشهداء .. شفى الجرحى .. رد المفقودين

العزة والرفعة والمنعة لقواتنا المسلحة الباسلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى