عبدالماجد عبدالحميد يكتب … مشاهدات حزينة من داخل مدينة مدني..
🔸مدني اليوم مدينة بلا روح.. من أقصي شرق المدينة حتى أقصي غربها ومن جنوبها وحتي لافتة ابتسم أنت في مدني.. هنا كل شيئ تغيّر تماماً..
🔸الذين أجبرتهم الظروف علي البقاء داخل مدني باتوا يتعايشون مع واقع رعب يومي.. يبدا بنزاع داخل محلات ستار لينك والتي تقلّصت أعدادها بطريقة غريبة في هذه الأيام.. هنا يتنازع المليشيون فيما بينهم وينتقل النزاع إلي الإرتكازات التي صارت محسوبة بأصابع اليد..
🔸النزاع علي أشده بين جنود المليشيا.. والسبب أنه لم يعد داخل مدينة مايُسرق أو يُنهب.. الجميع سواسية في العدم الضحايا والمجرمون!!..
🔸جولة داخل أحياء المدينة لن يقابلك إلا الفراغ العريض ومشاهد العربات والمواتر والتكاتك الموزعة في الشوارع والطرق الجانبية.. خرابٌ كلها مثل البيوت والشقق السكنية التي لم يبق فيها باب أو كرسي إلا وقد تمت سرقته.. حتي حنفيات مواسير المياه!!
🔸الدواب والكلاب والقطط الضالة غادرت هي الأخري مدني.. لا تجد ما تأكله.. الكُوَش وأكوام النفايات غابت هي الأخري عن مواقعها التاريخية..
🔸تاتشرات عصابات التمرد غادرت مدني.. وجنود المليشيا يهربون من حملات الضبط والربط التي تسوقهم كرهاً ليشاركوا في مناطق القتال الساخنة بسنار وسنجة والدندر.. يفضلون البقاء داخل مدني لبيع ما يجدونه من مسروقات أو يعيدون سرقته من الذين نهبوا أحياء مدينة مدني ونقلوا المنهوبات إلي الثورة موبي وحلة أولاد محجوب..
🔸المواطنون الذين فضلوا البقاء في مدني منذ سقوطها يواجهون منذ مدة ظروفاً غاية في التعقيد تزداد صعوبة كل يوم..
🔸والخونة الذين قدموا فروض الولاء والطاعة للمليشيا يذوقون الآن مرارة كأس الخيانة.. أعداد كبيرة من المتعاونين يقبعون الآن داخل سور وحوائط سجن مدني الكبير.. وأعداد منهم تمت تصفيتهم تحت شعار من خان أهله لا ضمان له!!