عادل الباز يكتب … عرمان وسلك .. ثنائي الجنجويد
1
سبحان الذي أنطقهما بالحق.. أخيراً ياسر عرمان وخالد سلك يخرجان بالأمس للملأ في تغريدات عاجلة ليدينان جرائم الجنجويد في الجزيرة.. الآن بعد شهرين من الاستباحة الشاملة …الآن لا….
2
بعد استباحة أكثر من خمسة وخمسين قرية من قرى الجزيرة الوادعة وقتل المئات، وبعد اغتصاب نسائها ونهب كل شيء يتحرك فيها.. وهؤلاء القادة في أزمنة الغفلة الكبرى ظلوا يشاهدون على الهواء مباشرة ما يجري في ديارهم وذويهم، ويلوذون بالصمت، لم تواتيهم الجرأة ليخرجوا للعلن مطالبين حلفائهم في قيادة الجنجويد أن تتوقف عن مواصلة حفلة الجنون التي يخوضونها في أنحاء الجزيرة… ولكنهم بعد أن هتكت عروض أهلهم مباشرة، خرجوا يترجون قائد الجنجويد أن يتوقف عن جرائمه… ولماذا يتوقف؟ ومتى توقف منذ بداية حربه اللعينة؟ ولماذا يتوقف من ارتكاب جرائمه في دياركم فحسب، وهو الذي عمّت جرائمه كافة بقاع السودان.. أم أن هؤلاء القادة لم يسمعوا بجرائمه تلك؟! تلك الجرائم حينما كانت إبادة سمُّوها انتهاكات ولكن ذات الانتهاكات في الجزيرة تتحول لجرائم الآن لأنها في ديار ذويهم!!. بئس انحيازاتكم العنصرية والجهوية القميئة.
3
لماذا يتوقف الجنجويدي الأخير عن جرائمه الآن؟ حين بدأت جرائمه المتعددة في دارفور لذتم بالصمت المريب واختبأتم تحت عبارة (لا للحرب) تلك العبارة الخائثة الجبانة، ليتوفر لكم غطاء الهروب من إدانة الجنجويد، ثم طفقتم تبررون الحرب نفسها بأنها حرب ضد الفلول وتماهيتم مع مقولات عزت الماهري بما بدا يهرف به عن دولة ٥٦ وأنتم أبنائها غير البررة. ولي أن أسأل بحق.. أبناء من أنتم .؟ أبناء الشتات الجنجويدي أم أبناء الغرب العلماني أم أبناء دويلة الشر؟ أبناء من احترنا فيكم.
لماذا يتوقف الجنجويدي الآن وهو يجد سندكم ودعمكم الإعلامي في كل منصاتكم وتغريداتكم حتى أصبحنا لا نفرق بينهما وبين منصات الجنجويد، فهي تتماهى بشكل كامل مع مقولات وتبريرات وحجج الجنجويد.
4
لماذا يتوقف الجنجويدي وأنتم توقعون معهم الاتفاقيات وتهبونه المشروعية السياسية وتعملون على عودته للمسرح السياسي وتحلمون بالعودة لصدارة المشهد محمولين على تاتشراته وهيهات.
5
لماذا يتوقف وقد عجزتم عن نصحه ناهيك عن إلزامه بالخروج من بيوت الناس في الخرطوم، حتى بعد أن وافق ووقع على اتفاقية منبر جدة.؟!. أتدعونه الآن ليتوقف عن قتل أهل الجزيرة واقتحام قراهم التي كانت آمنة مطمئنة قبل غزو حلفائكم من التتار الجنجويدي.. على أية أساس.؟
6
لماذا يتوقف؟ وماذا تمثلون أنتم له؟ ما ميزان قوتكم؟ ما مقدار احترامه لكم؟. تعلمون أو لا تعلمون أنكم ليسوا أكثر من مطية له ولمن وراءه لتحقيق مآربه ومآربهم، الجنجويدي يعرف أنكم بلا قوة ولا حيلة ولا وزن لكم عند الشعب.
الجنجويدي الذي يدفع ماله ودمه لن يتوقف كثيراً لمناشداتكم الكاذبة التي هدفها تبرئة النفس من جرائمه، إن الذي يعصب عيونكم بأمواله المسروقة من عرق الشعب لن يصغى لنداءاتكم الخائرة، لأنه أصلاً لا يأبه لكم ومن يأبه لمن خانوا وطنهم واصطفوا مع جنجويد مرتزقة. التاريخ القريب يوضح أن كل الكرزايات الخونة دفعوا أثمان خيانتهم لأوطانهم كاش.!!.
7
من الأفضل لكم الآن أن تلوذوا بالصمت نهائياً فلا الشعب سيصدقكم ولا الجنجويدي سيصغى لتغريداتكم، بعد كل ماجرى سيجللكم العار إلى يوم الدين، وكيف لا، فحين كان أهلكم يغتصبون وينهبون، بدلاً من أن تحملوا السلاح للدفاع عنهم تحالفتم مع قتلتهم ومغتصبيهم وعوضاً من أن تسارعوا لنجدتهم، ظللتم تختبئون وتهتفون (لا للعض) حيا الله أستاذنا الوطني الكبير محمد جلال هاشم وقف ويقف موقف الرجال كما ينبغي له.
8
ترى ما موقفكم العملي وجرائم الجنجويدي تتواصل حتى الأمس أي بعد تغريداتكم.؟ هل ستتخذون موقفاً عملياً.. مثلاً تلغون اتفاقكم معه؟. هل بإمكانكم نفض أيديكم عنه وغسلها من الدماء التي يريقها الآن في قرى الجزيرة؟. استباح حليفكم الجنجويدي إلى الآن خمسة وخمسون قرية نهبها واغتصب نساءها وقتل شبابها وأطفالها، فبعد كم قرية ستدركون أن هذا المجرم القاتل بأفعاله الدنيئة لا علاقة له بدولة مدنية أو دينية ولا ديمقراطية ولاهم يحزنون.. ولا شيء… كم من القرى تنتظرون منه استباحتها حتى تتيقنوا من أن حليفكم مجرد قاتل نهاب ومغتصب بلا هدف؟ كم بالله؟