ضياء الدين بلال يكتب سقط القناع…!
الفرحة العارمة بتحرير الإذاعة، فرحة مستحقة رغم مُحاولات البعض التبخيس من قيمة المُنجز وازدراء شأنه، وعمل آخرين على تضخيم حجم ما تحقّـق كأنّه نهاية المشوار..!
المُهم:
عدم تبديد طاقة الفرح في هذا الانتصار على أهميته الكبرى.
معركة الإذاعة، قطع مسافة مقدرة نحو تحقيق الهدف الكلي وليست نهاية الطريق. الهدف:
الهدف من حرب الضرورة والاضطرار التي فُرضت على الجيش، وحرب الدفاع عن الوجود والقيمة التي فُرضت على المجتمع:
إنهاء مشروع انقلاب ١٥ أبريل، الساعي لتفكيك الدولة بحل أجهزتها وتبديد إرثها الثقافي، وإفقارها اقتصادياً، وتهجير غالب مكوناتها السكانية.
هو مشروع انقلاب على الدولة بكل مكوناتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومؤسساتها الوطنية والأمنية، وليس انقلاباً تقليدياً على مَن هُم في السُّلطة فقط.
الهدف من الانقلاب:
تأسيس إمارة آل دقلو الخادمة لأجندة الغير، والحارسة لمصالحهم في مُقابل الاستمرار في الحكم، والتحكُّم في خيرات البلاد، والسيادة على رقاب العباد.
تلك حقيقة المشروع في جوهره، أمّا في أزيائه التنكرية ومساحيقه التجميلية، فهو مع الديمقراطية لتحقيق المدنية وضد الكيزان وسودان ٥٦…!
ولكن…..!
خلال ما يقارب العام، فإذا بالممارسات من نهب وسلب واغتصاب، تسقط أقنعة التنكر، وتزيل المساحيق عن الوجوه، ليبدو كل شيء على حقيقته كما قال درويش:
سقط القناعُ عن القناعِ عن القناعِ سقط القناعُ فلا قلاعُ.
ولا الشراعُ ولا الأمامُ ولا الوراءُ … فلا مفرُّ.