تلاحم يبلور شعار جيش واحد شعب واحد..
نساء يحملن الكلاشات، وأخريات يُذخِّرن الدوشكات..
ابتكار وإبداع في ظل الأوجاع، ومبادرات رغم وطأة الأزمات..
الفاشر تُصدِّر تجربتها المدهشة، فهل تلتقطها المدن المحاصرة؟
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو.
أبدى عدد من المواطنين إشادتهم بالانتصار الكبير الذي حققته القوة المشتركة والقوات المسلحة والفرقة السادسة مشاة وقوات “الخشن” والمستنفرين، على ميليشيا الدعم السريع المتمردة والمسنودة بمرتزقة من عدة دول، وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والأنفس والممتلكات، وقالوا في استطلاعات أجرتها معهم الكرامة من داخل مدينة الفاشر إن موقفهم سيظل كما هو صمود واصطفاف خلف القوات الباسلة دعماً وإسناداً لها حتى تطهِّر دارفور من دنس كل الأوباش والمتمردين من عصابات الدعم السريع والمرتزقة والمأجورين، وأرسلوا عبر الكرامة تحايا خاصة للسيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حامدين الله وشاكرين نعمته التي أنعم بها على ” الريس ” بنجاته من محاولة الاغتيال الفاشلة التي قالوا إنها لن تزيده إلا قوة وصلابة، وأكدوا أن الفاشر ستظل صمام أمان السودان وأن التمرد لن يُؤتى من قبلها.
ثبات في وجه الدانات:
ونشر ناشطون من دارفور في مواقع التواصل الاجتماعي إشادات واسعة بالصمود الكبير لمواطني الفاشر في وجه الاستهداف الممنهج من قبل ميليشيا الدعم السريع، وقالوا إن سرَّ تماسك القوة المشتركة والقوات المسلحة والمستنفرين، يكمن في تماسك المجتمع المحلي لمدينة الفاشر، وثباته في وجه الدانات والقذائف، والصبر على تردي الخدمات بسبب الحصار المفروض على المدينة لأكثر من أربعة أشهر، وتحمل ضيق المعيشة الذي لم يمنع النساء من إعداد الوجبات وإطعام القوات تقديراً للتضحيات الجسيمة التي يقدمونها بأرواحهم ودماءهم فدىً لفاشر السلطان التي ما فتئت تمارس التحدي وتنال تصفيق وإعجاب الأعداء قبل الأصدقاء، فيا له من سر عميق يختبئ خلف ثبات وصمود هذه المدينة!
إسناد المقاتلين:
ورغم الأجواء المشحونة والتوتر الذي يضرب مدينة الفاشر، إلا أن مجتمع المدينة مازال يمارس حياته بشكل اعتيادي، فيه من التحدي والكبرياء كثيرُ أشياء، فقد شهدت الفاشر انطلاق العديد من المبادرات الداعمة للقوة المشتركة والقوات المسلحة والقوات المساندة لها والمستنفرين، ومن ذلك مبادرة “إسناد المقاتلين” التي قادتها مجموعة من نساء وشباب المدينة من أجل تقديم الوجبات الغذائية للمقاتلين من القوات المسلحة والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في الدفاعات والارتكازات المتقدمة التي تتصدى للعدوان المتكرر من قبل ميليشيا الدعم السريع على الفاشر، عجباً من هؤلاء النسوة! يقدمن الطعام لأبنائهم وأزواجهم وأشقاءهم وبني جلدتهم، ليخوض غمار المعارك ويقاتلوا فيَقتُلوا ويُقتلوا!!.
نساء يحملن السلاح:
وقال الناشط السياسي والمجتمعي السيد مبارك أبوسن إن الظروف الاقتصادية الضاغطة وغلاء المعيشة والتساقط الكثيف والعشوائي للقذائف المدفعية من فوهات الآلة الحربية لميليشيا الجنجويد على المناطق المكتظة بالمدنيين، كل ذلك لم يمنع أعضاء المبادرة من التدافع لإسناد جنود القوة المشتركة والقوات المسلحة الذين قال إنه يسهرون الليالي من أجل حماية المدينة والذود عن حياض الفاشر، مثمناً جهود المرأة الفاشرية وثباتها رغم الهجوم المستمر، مبيناً أن دور النساء لم يقتصر على تقديم الوجبات الغذائية بل تعداه إلى حمل السلاح والدفاع عن شرف المدينة.
شنب الأسد:
اصطفاف مجتمع الفاشر خلف القوات المسلحة لحماية الأرض والعرض الإسناد المجتمعي من قبل سكان مدينة الفاشر ساعد كثيراً في تحقيق الانتصارات المتتالية على ميليشيا الدعم السريع، هكذا ابتدر الصحفي الأستاذ محمد علي أحمد إفادته للكرامة وقال إن مدينة الفاشر ستظل صامدة وأبية ومستمرة في كسر صلابة وشوكة المتمردين والخونة والمارقين، وتناول الصحفي محمد علي أحمد إشارة طريفة ظلت تقول بها الشوارع والأزقة والحواري في المدينة، مفادها: أن الفاشر ” شنب الأسد ” كناية صلابتها وقوتها في وجه مليشيا ” القتل السريع” حسب تعبيره.
أفكار مبدعة:
ويقول الصحفي الأستاذ عاطف مصطفى إن ما تقدمه الفاشر من نموذج في الثبات والقوة ليس بغريب على هذا المجتمع الذي جُبل على قبول التحديات والثبات في وجه الأزمات منذ انطلاق شرارة التمرد الأولى في العام ٢٠٠٣م، ومازال متماسكاً ومصدِّراً تماسكه لكافة بقاع السودان، وأبان عاطف في إفادته للكرامة أن مجتمع دارفور في خضم هذه الحرب مازال يبتكر ويبدع في إيجاد الحلول والمعالجات لكافة المشاكل والأزمات من خلال إطلاق المبادرات المجتمعية، ونوه عاطف إلى مبادرة ” إسناد المقاتلين ” هذا فضلاً عن عقد المؤتمرات والملتقيات الداعمة للمسيرة القاصدة على شاكلة ملتقى قبائل دارفور لإسناد القوات المسلحة والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، مبيناً أن هذا الملتقى قد حقق أهدافه وأكد على أن وحدة مجتمع الفاشر هي التي تعكس قوة القوات والمقاتلين، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على حراسة الوطن والدفاع عن الأرض والعرض.
تلاحم مع القوات:
وأبدى الأستاذ الصحفي محمد علي أحمد إعجابه بمواقف مجتمع الفاشر تجاه القوات المسلحة والقوة المشتركة، مبيناً أن المواطنين شيباً وشباباً، أطفالاً ونساءً ورجالاً، ظلوا يستقبلون القوات البواسل العائدة من تخوم المدينة بأهازيج الفرح والزغاريد في احتفالات صاخبة عقب كل انتصار، في مشاهد تحكي عظمة هذا المجتمع وتعكس حقيقة التصاق وتلاحم المواطنين مع قواتهم، وقال إنه شاهد بأم عينيه بعضاً من الشباب يقفزون فوق التاتشرات وهي متحركة، ويزاحمون القوات على متنها ويحاولون الإمساك بمقبض الدوشكات في مظهر يبلور المعني الحقيق لشعار ” جيش واحد شعب واحد”، ونوه الصحفي محمد علي أحمد إلى تدافع الجماهير واحتفالهم بمقتل المتمرد المرتزق التشادي مهدي بشير، وقال هي ذات مشاهد الأفراح التي غمَّت المدينة، واعتملت في نفوس المواطنين، يوم مقتل اللواء علي يعقوب جبريل قائد متحرك الجنجويد في محور شمال دارفور، وأكد استمرار عمليات قنص وقتل كل القادة الميدانيين للجنجويد كلما حاول الاقتراب من حياض الفاشر بوابة السودان الغربية والتي تساهم بقدر متعاظم في تماسك واستقرار السودان من خلال منعها للجنجويد من تدنيسها رغم محاولاتهم المتكررة التي فاقت المية محاولة، عادوا منها بخفي حنين مخلفين وراءهم قتلى وجرحى وأسرى وفاقدين معدات وآليات حربية حديثة ومتقدمة يتم استخدامها حالياً للقضاء على من تبقى منهم.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فمع شروق شمس كل يوم جديد، تقدم فاشر السلطان درساً جديداً في معنى الصمود والثبات في وجه الميليشيا المتمردة وأعوانها من الخونة والعملاء والمرتزقة والمارقين، هي عظات ليت كل مدن السودان تتخذها نموذجاً يُحتذى في الثبات والذود والدفاع عن حياضها وتلقين المتمردين دروساً لا تُنسى، ذلك أن الجنجويد أشدُّ الناس عداوةً لوحدة وتماسك المجتمع، فهم ليس سوى أوباش لا يمتِّون إلى الإنسانية بصلة، لذلك فإن جزاهم أن يُقَتَّلُوا أَو يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّع أَيديهِم وأرجلهم من خلاف أو يُنْفَوْا من الْأَرض.