(شوكة حوت) ياسر محمود يكتب … لعنة سد النهضة
المسافة ما بين خزان الروصيرص وسد النهضة لا تتجاوز التسعين كيلو متر ويقع سد النهضة على بعد تسعة عشر كيلو متر من نهاية بحيرة خزان الروصيرص والحدود السودانية الأثيوبية وإذا وضعنا فى الحسبان جغرافيا أثيوبيا فإن الهضبة الأثيوبية تنحدر إنحدار حاد عند منبع النيل الأزرق من بحيرة تانا ويكون إنحدار الأراضى الأثيوبية من الجنوب الشرقى الى الشمال الغربى مما يجعل من سد النهضة وبحيرته التى تسع لكمية من المياه تتجاوز ال٧٠ مليار متر مكعب وهذه الكمية تكون غير ذات فائدة إقتصادية لدولة أثيوبيا لأن المياة وبحسب الجغرافيا لا تعود للمناطق المرتفعة الواقعة جنوب سد النهصة ويمكن أن تستفيد اثيوبيا من التوليد الكهربائى وتصدير الطمئ أما المياه المخزنة هذه فهى لا تصلح للإستخدام إلا فى الأراضى السودانية.
ومن هنا نستنتج أن الغرض الرئيسى من إنشاء سد النهضة هو إستغلال أكثر من مائة مليون فدان داخل الأراضى السودانية شرق وغرب ضفتى النيل الأزرق مع الوضع فى الإعتبار سهولة الإستثمار فى السهل السودانى المنبسط الذى يقع تحت بحيرة سد النهضة حيث تسهل عملية زراعة هذه المساحة الممتدة من أقصى الجنوب الشرقى للسودانى فى المساحة الواقعة بإقليم النيل الأزرق ما بين سد النهضة وخزان الروصيرص علاوة على المساحات الممتدة ما بين إقليم النيل الأزرق ولايات سنار والنيل الأبيض وولاية القضارف والمساحات الواقعة ما بين النيل الأزرق والنيل الأبيض ومشروع الجزيرة وحتى مساحات ولاية كسلا وولاية الخرطوم ونهر النيل والولاية الشمالية وهذه المساحة تتجاوز المائة مليون فدان صالحة للإستصلاح والإستثمار الزراعى.
وما الحرب التى تجرى فى السودان اليوم ما هى إلا لعنة من لعنات سد النهضة الغرض منها إضعاف الشعب السودانى ومن ثم العمل على تصميم إتفاقيات من شأنها تخدم مصالح الدول التى ساهمت فى إنشاء وتشييد سد النهضة للإستفادة من الأراضى السودانية والمساحات الزراعية على الأقل خلال المائة عام القادمة ويمكن القول أن العام ٢٠٣٠ سيشهد تحولات مناخية وبيئة ونقص فى المواد الغذائية ولا يمكن أن تتم عملية سد النقص المتوقع والمحتمل إلا إذا تمت عملية إستثمار الأراضى السودانية ويكون سد النهضة هو مصدر الرى الدائم الذى يوفر المياه لتنفيذ هذا الغرض.
ورغما عن ذلك نجد أن السودانيين يتقاتلون فيما بينهم ويقتلون بعضهم البعض وينفذون أجندات مخطط تم تصميمه للتخلص من ثلث الشعب السودانى علاوة على لجؤ الثلث الثانى من السكان هربا من ويلات الحرب ويبقى الثلث الأخير وتسهل السيطرة عليهم كما تسهل عمليات الإستثمار وإستصلاح الأراضى الزراعية ويكون السودان سلة غذاء العالم والبقرة الحلوب ويكون الشعب السودانى (سلاق بيض) ويخرج من المولد من دون حمص ومن اجل تنفيذ هذا المخطط تتم عملية إزكاء نار الفتنة وإشعال فتيل الحرب بالسودان.
نــــــــــــص شـــــــــوكة
على الحكومة السودانية أن تستوعب الدرس وتقوم بالدخول فى شراكات دولية وإقليمية كبيرة ذات مقدرة إقتصادية يمكنها الإستثمار فى الأراضى الزراعية السودانية اليوم قبل الغد وتكون الوجهة الصين والهند وروسيا وإلا ستكون المساحات من الأراضى السودانية تحت سيطرة الدولة التى تشعل الحرب اليوم .
ربــــــــــــع شــــــــوكــة
لعنة سد النهضة أحرقت السودان قبل أن تغرق أراضيه .
yassir.mahmoud71@gmail.com