اعمدة الرأي

(شوكة حوت) ياسر محمود يكتب … صراع الحمار والفيل

الولايات المتحدة الأمريكية هذا البلد القارة متنوع الأعراق والأديان والثقافات لا يتجاوز عمره الثلاثة قرون من عمر الزمان بمساحة تتجاوز التسعة مليون كيلو متر مربع وكتلة سكانية تبلغ أربعمائة مليون نسمة ومنذ ان إكتشفه الرحالة كلومبس وحتى يومنا هذا به حزبين سياسيين فقط هما الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطى ورمزيهما الحمار والفيل ويكون الصراع الإنتخابى بين الحمار والفيل وهناك ثوابت بين المكونات السياسية تقوم على مبدأ إحترام الدستور كأعلى سلطة وعندهم الدستور مقدس لا يمكن تجاوز بند من بنوده ثم الأمن القومى الأمريكى هو مسؤولية الجميع والناخب عندهم لا يصوت للحزب بقدر ما أنه يصوت للبرنامج المطروح والذى يخدم قضايا المواطن وتجرى هذه الأيام الإنتخابات الأمريكية التى ستنتهى فى شهر نوفمبر القادم.

أمريكا كبلد لا يحكمها الرئيس وحده إنما توجد مؤسسات ومراكز صناعة القرار التى تضع السياسات العليا للدولة فى الإقتصاد والعلاقات الخارجية والأمن القومى والدفاع وكل شؤون البلاد ولا يمكن للرئيس ان يتجاوز هذه السياسات او يزيد عليها او ينقص منها (شولة) فما عليه إلا ان ينفذ السياسات الموضوعة له بحزافيرها ومن ثم توجد مؤسسات تضع الإنسان المناسب فى المكان المناسب ولا مكان لما يسمى بتعيين سياسى فى اى مؤسسة من مؤسسات الدولة ويستمد الإنسان قيمته مما يقدمه للمجتمع وكل فى مجال تخصصه ولا يمكن ان تجد إنسان فى غير تخصصه على الإطلاق ولا يوجد سياسى يعيش على أمجاد أبائه أو يعتمد على الحقوق التاريخية والأمريكي من يقول هأنذا وليس من يقول كان جدى أو أبى.

ثم المسؤولية الفردية أمام القانون فلا كبير على القانون فى امريكا ولا يتجرأ اى كائن من كان ان يشفع لمتهم لذلك تنعدم عندهم قضايا الفساد المالى فى كل مؤسساتهم ومن العار والعيب ان يمد مسؤول يده للمال العام أو ان يستلم رشوة أو (كومشن) وطالما أن هناك إحترام لذرة الإنسانية الموجودة عند الإنسان تكون كل الأمور تحت السيطرة وياخذ كل ذى حق حقه مهما قل او كثر.

يعتبر الكذب اسؤا العيوب ولا سيما كذب السياسيين لذلك لا يوجد سياسى عندهم يكثر من الوعود ولا يوفى بوعده ولا يوجد عندهم سياسى يعتلى منصة ويمنى الناس على الهواء الطلق ثم يذهب عنهم وهم يعلمون أنه يكذب عليهم وإذا كذب عليهم فإن الشعب سيعاقبه قبل القضاء مثلما حدث للرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلنتون عندما كذب على الشعب الأمريكى بأنه ليس على علاقة عاطفية مع المتدربة بالبيت الأبيض الأمريكى مونيكا لونسكى الأمر الذى شوه صورته وأبعده عن المشهد السياسى مع العلم انه لم يكذب عليهم فى امور اخرى.

نـــــــــــــص شـــــــوكــة

تعتبر الحرية الشخصية حق اصيل لكل فرد فى المجتمع الأمريكى وتتفاوت درجات التقييم فى هذا الجانب لكن الشعب الأمريكى فى مجمله تنتهى حرية الفرد فيه حيث تبدأ حرية الجماعة وهى حرية محكومة بالقانون ومحمية بالأعراف والتقاليد مع مراعاة إحترام المعتقدات والعبادات للجماعات والأفراد كما توجد حرية الصحافة والتعبير والخروج فى مسيرات رفض او تأييد فيما لا يتجاوز الحد المسموح به إنها الولايات المتحدة الأمريكية البالغة من العمر ثلاثمائة عام فقط بلد المعجزات والعجائب والغرائب والقانون بلد إحترام الإنسان للإنسان وإحترام القانون لا يهمهم لونك او جنسك او دينك إنما يهمهم ماذا تحمل من علم وتأهيل وماذا تقدم لأمريكا

ربــــــــــع شــــوكة

ويبقى السؤال المهم من يحكم أمريكا وتكون الإجابة حاضرة أمريكا تحكمها الأخلاق ويحكمها القانون ويحرسها الدستور.

Yassir.mahmoud71@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى