مقالات

د.ادم جودةالله يكتب…هُم  عبء الوطن

د.ادم جودةالله

الكل يزعم أنه يسعى  من اجل الوطن ليبلغ  المراقي ويعمل كل منهم بجد و تفانٍ من أجل أن يكون حضوراً يشغل حيزاً ومكانة ذات أثر في خارطة العطاء ،وخلق  فضاءات تستوعب منتوجه في شتى مجالات الإبداع الإنساني، والقيام بدوره الذي ينبغي، مما يعظم الشعور المحفز للإسهام والإضافة ويزيد من الثقة والإحساس بالإنتماء والقبول لمزيد من الإنجاز…………

أيٌ منهم  له اسلوبه ومنهجه الذي عبره و من خلاله ينشد  تحقيق ما يصبو إليه ويرغب فيه، وكلٌ يختلف عن الآخرفي تناول الموضوع بإختلاف الهدف المقصود والرؤية والوسائل الموصله والأولوية، فقط  أن الذي يجمعهم هو حب الوطن و التضحية من أجله و الزود عنه وجلب المصلحة لشعبه ومجتعه……………….

  فمن بينهم من يسلك سبل ومناهج  تتسم بالمهنية   والمحترمية والقبول وتصبح أنموذج يجبرك على إحترامه وتقديره، وذلك بإتباعه طرق مشروعة قائمة إعتماداً علي الكفاءة والتأهيل والشفافية والوضوح الذى لالبس فيه بعيداًعن التحيزوالمحسوبية والجهوية التي أصبحت عند كثير  هي معيار الكفاءة ومقياس التميز و التفضيل ……………….!!!!!!!!!

وآخرون لاخلاق لهم ولاخلق  يسعون في الأرض من دون وازع ولا رادع  ولا رقيب، غايتهم بلوغ ما يتمنون دون تحسب وتحسس، ولايكترثون ماذا تكون عليه النتيجة، في تجاهل متعمد لماهية المآلات، التي لاتعني عندهم شيئ في ظل التسابق المحموم والطمع والهلع ، الذي تَخَلَوْا فيه عن الشرف والكرامةمن أجل  المكاسب الرخيصة في غياب الضمير والأخلاق والقيم تلك التي داسوا عليها من أجل الحطام والفتات، أولئك هم عبء  الوطن وعلته ……………

هنالك صنفان لهؤلاء أحدهم ( البو)  حيث البو عند الرعاة ورواد البادية يقومون بحشو جلد العجل الميت وجعله في شكل تعتقد أمه انه حي ويقرب إليها فتدر اللبن الذي يأخذه صانعه، حيث ليس (للبَوْي) نصيب وحظ في ذلك إلا إبتلاع (الريق) ،فكم  من (بوٍ) في دنيانا يستغل لتنفيذ أجندة لا ينوبه منهاالا هباء ومحق فما أكثرهم وأحقرهم وأوهن عزيمتهم ووضاعتهم…..

أما الثاني ( الهنبول) أو الهمبول هو ماينصبه صاحب المزرعة في شكل إنسان (فزاعه ) يكافح به الطير والبهائم  والآفات، من أن  تخرب عليه المحصول   فمن بين أصناف الرجال منهم (الهنابلة)الذين يستغلون في أعمال تنفذ من قبلهم لصالح أولياء نعمتهم فلا يضيرهم ولا يشغلهم مردود ذلك ، بل يسعدوا للعب تلك الأدوار وقيامهم بتلك الأفعال ولا تحسر ولاندم ومات الحياء عندهم بموت الضمير وهوان النفس……..

يقيني أولئك وأشباههم هم من أوردونا هذا المورد وأوصلونا لما نحن فيه من حال،سرقوا مجهود الشباب وفي غفلة إعتلوا المشهد، وأخذوا في حياكة وصنع المكائد والدسائس في تهافت مفضوح وعملوا على زرع الفتن التي ذهبت بأمن البلاد، وسعوا بخبث وعماله في تنفيذ أجندة  الذين أغدقوا عليهم، فلم يراعوا إلاً ولاذمة ومضوا في طغيانهم يعمهون، ومن ثم طفقوا يتباكون بدمع كذب أمام آلة الإعلام علي الوطن الذي ضاع بعقوقهم عمالة وإرتزاق …………

هؤلاء هم عبء الوطن وأثقاله التي يجب أن تلقى في مزبلة التاريخ وهم  آفة المجتمع والأسقام  التي يجب أن يجتهد في القضاء عليهم وعلى من يستغلهم من أجل ذلك، وإجتثاثهم لكي يتعافى جسد المجتمع من تلكم الأورام والأوجاع، والعمل علي حفز روح الإنتماء وبث روح الوطنية التي تَصْغر وتَضْعف أمامها مثل هذه الترهات و الأعمال الدنيئة، و ذلك من أجل قيام مجتمع تسوده العدالةوالحكم الراشد الذي  يزيل الغبن ويولد الثقةالتي فقدت، و بإسناد الأمر لأوجه جديدة وشباب حالم معطاء نتجاوز بذلك  الساسة  أصحاب القداسة الذين فرغت كنانتهم من أسهم  العطاء، والسعي بجد لتقويت الأواصر وروابط  الإنتماء لخلق الأستقرار،اللهم لاتجعلني همبولي ولابوْي……….!!!
   (اللهم ردنا إليك رداً  جميلاً غير مخزٍ ولا فاضح)
               

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى