مقالات

د.آدم جودةالله يكتب … قيادة حكيمة وسياسة رشيدة

تمر البلاد بإبتلاء عظيم منذ أن سرقت قحط المشؤمة إرادة الجماهير وقتلت أحلام الشباب بالإلتفاف حول  مبادئ وأهداف الثورة وحولتها بعمالة لتحقيق أهدافها و أحلام أسيادها، وبموجب موقعها الذي تحصلت عليه حين غرة بتخطي الرقاب وتسور سياج القيم والشرف الذي أوصلها بغفلة لموقع القرار، جعلت من البلاد  متاحه لكل عميل وخائن وأصبحت المعلومات مبذولة وممكنة الحصول عليها دون حسيب ولارقيب حيث وجد الطامعون فرصة لنهب ثروات وموارد البلاد وكذا الإضطلاع على المعلومات وأسرار الدولة التي أضحت لاحرمة فيها ولاعاصم لها من أن تطالها أيدي العملاء والإرتزاق ،،،

فبتصريف القدر مُكِن بعض من الصعاليق أمر العامة ليس فيهم من ميزة غير سعى كل منهم لإرضاء كفيله بتقديم وتسهيل ما من شأنه يحقق الرضاء والمكسب غير آبه بحرمة الأوطان وكرامة الإنسان إذ أنهم ثلة سفه لم تؤمن بشرف وكرامة التراب ولم تدرك معني الأمانة وحجم المسئولية، كادت بذلك أن تهين كبرياء وطن رائد له مجد ناصع أخططه الأجداد بمداد من نور على صفحات التاريخ مزدان عطاءً وعلواً، ويكسوه الإيباء والشمم و تنحني له الهامات إجلالا وإكبارا حال ذكر إسمه تقديرا لدوره ومكانته المحسود عليها،،،،،

و بجهل الرويبضات وتصرفاتهم غير المسؤولة جعلت من البلاد أرض خصبة لنشاط العديد من واجهات العمالة و الأجهزة المخابراتية والمنظمات ذات الأهداف والمقاصد والاجندة الخفية و التي تعمل علي هدم شياد الوطن و تقطيع أواصله………

وبصبر الأنبياء وإحتساب الأتقياء قوبل هذا الإبتلاء برباط جأش وقوة شكيمة ظلت القيادة تعمل بتوكل على الله دون كلل ولا ملل واضعة السودان ووحدته نصب الأعين بتعهد على أن تُخْرجه من وهدته بصدق التوجه وخلاص العمل في وسط يعج بالخيانة والعمالة التي أغرت كثير من حولنا من جيران وليس هنالك أدل علي شئ من المستمسكات على بعض منهم، وليس هناك أمر وأقسى ممن تظن فيه الخير تفتقده في مواطنه، وأكثر مرارة عندما تكتشف أنه مع زمرة الأعداء والخونة ومتماهي مع العملاء والمرتزقة ومع كل لم تيأس القيادة فسعت بحنكة ودراية في بسط السيطرة والمحافظة على التماسك المجتمعي وتوحيد  الصف وكسب سند شعب داعماً للتوجه وحارسا للمكتسبات

وكذا لم يكن العمل  السياسي بمعزل عن العمل العسكري بل كان له دوره المشهود في تبصير الرأي العام العالمي والإقليمي بمجريات الأحداث وتنويرهم بحجم الإعتداء وآثاره، مما كان له الأثر الكبير الإيجابي في تبيان الحقائق وإيضاح حجم الإعتداء والغزو الممنهج الذي إستهدف البلاد وخلال الحراك الدبلوماسي الذي إنتظم مؤخراً و شهدته الساحة السياسية كانت هنالك جملة من الأعمال التي ساهمت في تحييد بعض من كان لهم ود أو غبش رؤية او تماهي مع العملاء ….

ترانا بكل فخر وعزة نهيب بالقيادة ونشيد بدورها المسؤل وخطواتها الراسخة لبناء خطوط تواصل خارجي يعيد للدولة مكانتها وموقعها الريادي، مع  الحذر الخالي من حسن النية في بناء العلاقات وإعادة صياغتها وفق ضوابط محكمة ، ويجب أن نتعلم من التجربة التي كشفت لنا ما وراء الأكمه فلا نتعامل بعفوية حتى لا نتجرع نفس الكاس كما لانريد أن نلدغ من الجحر مرات ومرات……

قد ساهمت الحرب في فضح زيف العلاقات ووهنها وبينت لنا سوء التقدير والحكم في ما كنا  نحسبهم أصدقاء وجيرة تستحق الإيفاء، فأهدت لنا هذه المواقف معايير وقوالب عليها تقام العلاقات وبها تصمم السياسات التي قطعا لاتكون كالتي خلت فهي أنموذج جديد لا تأخذ بالنعوت و التصنيفات السالفه صديق وشقيق وهلمجرا!! لم تكن  تلك معايير تصلح وتبنى عليها العلاقات في زمن شهدنا فيه كيف تباع الذمم وتشترى فإنما تبنى على غير حسن ظن حتى يبدو خلافه وعلى مبدأدفع الشر المقدم على جلب  المصلحة في واقع  قل فيه من بينهم المأمون  وهذا ما نتمناه ونصر الله الولاة،،،،،،،،
           
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى