اعمدة الرأي

(حديث السبت) يوسف عبدالمنان يكتب … البرهان اتفاق على حنكته العسكرية وخلافات حول تقديراته السياسية
المشتركة تطوق دارفور من الغرب والشمال وبحري في قبضة الفرسان متى ينتهي بيات متحرك الصياد لتحرير كردفان؟؟

غداة وصوله من الولايات المتحدة وخطابه المشهود في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيورك توجه الفريق البرهان مباشرة إلى مناطق العمليات العسكرية ووصل اولا إلى شندي ومنها إلى مقدمة القوات التي بدأت تهاجم مصفى الجيلي من جهة الشمال وطاف البرهان وسط جنوده بثقة القائد الميداني في جنوده وكان لوجود البرهان في وسط متحرك الفرقة الثالثة شندي أثره البالغ في رفع الروح المعنوية للمقاتلين ومن شندي انتقل البرهان لوادي سيدنا في يوم التحام قوات الوادي مع قوات الكدرو وسار البرهان وسط دخان المعارك وقبل تأمين مسار حركة الضباط والجنود ودخل الكدور بعربات بيضاء تسر الناظرين ولم يتخفي أو يستخدم سيارة مصفحة مثلما يفعل صغار ضباط مليشيا الدعم السريع في المعارك وبعيدا عن الحديث العسكري والمعنوي للجنود انتقل البرهان للقوات في معسكر حطاب وهذه المعسكرات كانت محاصرة من قبل الجنجويد لمدة عام ونصف العام
البرهان بحضوره الميداني وطوافه على المقاتلين يعيد للأذهان قصة يقال له ابراهيم شمس الدين كان يتقدم متحركات القوات المسلحة في عمليات صيف العبور مثل البرهان الان وإذا كان لقيادة إبراهيم شمس الدين الأثر الكبير في التحول العسكري بجنوب السودان حينذاك فإن البرهان اليوم يقود الجيش بكفاءة واقتدار وحنكة وقد أجمع العسكر والمدنيين وأثبتت الايام ان البرهان (جنرال ماهر) تلك كانت شهادة ياسر عرمان في صحوة ضميره أو كلمة قالها في حق رجلا ظلم منا نحن السودانيين حينما اتهمه بعضنا بالضعف واتهمه آخرين بمولاة التمرد وذهب فريق آخر للتشكيك في كفاءته كقائد ولكن الايام أثبتت أن تقديرات البرهان لإدارة الحرب كانت ناجحة جدا وهو يرخي الحبل للتمرد ليتمدد في الخرطوم العاصمة واجتياح دارفور والجزيرة وسنار وهو يعلم أن الحركات الثورية تمر بمرحلة ميلاد واذدهار ثم تبدأ في الاندثار ولو خرج الجيش في الخامس عشر من أبريل مع بداية الحرب وخاض حرب مدن مع الجنجويد وهم يفوقونه عده وعتاد وعددا وهو يتفوق عليهم خبرة وخطط لخسر الجيش كثيرا في ذلك الوقت لكنه اختار الدفاع على طريقة الطليان سابقا في كرة القدم ودافع الجيش عن مناطق استراتيجية ومدن بعينها وجر خصمه لمعركة طويلة النفس وتكسرت عظام الدعم السريع وهو يسعى لدخول سلاح المدرعات وفقد الآلاف من النخبة المقاتلة في معارك انتحارية وبعد عام ونصف هاهو البرهان يخرج من خندقة الدفاع ويخوض معارك عنيفة مع الجنجويد خلال الأسبوع الجاري كانت حصيلتها في دارفور مقتل أكثر من ألف من الدعم السريع في معارك مليط والصياح وخسارة آليات ومركبات لاتعد وتفاجا الدعم السريع بقوات الصحراء من المشتركة تدق أبواب الجنينه وتقتحم منطة بئر مزه التي تمثل أهمية كبيرة للملشيا لوجود مخزون السلاح والزخائر وتراجعت المليشيا نحو كتم وتم فك اختناق الفاشر التي صمدت طويلا لوحدها وقدمة درسا في البطولة والصمود والكبرياء ولأن الفريق البرهان( عارف حسابو مضرب) اتجه لشد أطراف الملعب العسكري ومزق احشاء العاصمة الخرطوم بعمليات في بحري التي صارت نصفها في يد القوات المسلحة والقوات المشتركة ولم يعد هناك ضغطا على الجيش لتحرير المصفاة كما كان من قبل وقد عاش السودانيين أسبوعا من الأفراح بانتصارات الجيش وتوغله في قلب الخرطوم وحق لهذا الشعب المحروم من الفرح الخروج في تظاهرات تدعم البرهان عسكريا وسياسيا

                        2

قد يختلف البعض حول تقديرات البرهان السياسية ولكنهم بالطبع الان حدث إجماع على قدرات الرجل العسكرية وحنكته كقائد حفر بالابرة ودفن بالبوكلن حتى قضى علي القوة الصلبة لجيش تدعمه ثمانية دول وتشجعه قوى سياسية أسهمت في التغير الذي حدث بإسقاط نظام الإنقاذ ولكن تلك القوى السياسية إساءة التقدير وحرضت المليشيا على التمرد ودقت طبول الحرب لرجل خدعه العرب والعجم بانه سيصبح قائدا للجيش والبلاد إذا ماانقلب على البرهان والجيش وهذه القوى هي من يتحمل مع الدعم السريع ماحاق بالشعب السوداني وإذا كان الجيش الان يقتص من المليشيا ويزيقها مر الهزيمة في الميدان فإن ماينتظر القوى السياسية حسابا آخر من شعب لم يتركوا له إلا الثورة ضدهم كما حدث الأسبوع الماضي حينما خرجت جموع الشعب لتحية الجيش وعلى البرهان أن يدرك جيدا انه الان يكتب اسمه في سجلات التاريخ ان حقق انتصارا كسر به شوكة التمرد فإن الشعب السوداني سيرفع البرهان في مقام عبدالناصر عند المصريين واسياس افورقي عند الاريتريين وجون قرنق عند الجنوبين وعيدي امين دادا عند اليوغنديين وكوامي نكروما عند (البلاك استار) اوبلاد ساحل الذهب والشعوب في دول العالم الثالث تتعلق بالشخصيات الكارزيمية التي تحقق لها أحلامها في التحرر وفي العيش الكريم صحيح أن عهد القيادة الملهمة قد انتهى إلى غير رجعة ولكن رمزية القائد مثل مهاتير محمد عليه الرحمة كقائد لنهضة ماليزيا والإمام الخميني كقائد للثورة الإيرانية وياسر عرفات قائد المقاومة الشعبية الفسلطنية تظل رمزيات لها أثرها على واقع الناس ولها أبعادها والبرهان الان يقود جيشا التف حوله الشعب الذي تعرض لصنوف من الأذى والقتل والسحل والنهب وتم طرد أكثر من عشرة ملايين سوداني من بيوتهم ومن يحقق لهذا الشعب وجوده ويحرر وطنه ويهزم التمرد فإنه يصبح عند أهل السودان جديرا بقيادتهم نحو تأسيس الجمهورية الأولى في السودان ويضع قواعد يتوافق عليها أغلب أهل السودان كنظام حكم ديمقراطي لهذا الشعب والبرهان اختار اشجع الضباط لاصعب المهام الكباشي وياسر العطا وجاءت هبة السماء برجل يحرس الان مرمى السودان يشبه العملاق حامد بريمه مظهرا أنه الفريق ملك عقار أو مالك عقار وهو أول دستوري رفيع من إقليم الفونج منذ الاستقلال وقرار إسناد منصب نائب الرئيس لعقار نفسه قرار يتطلب الشجاعة والإقدام
3
طوقت القوات المشتركة وهي تحالف عسكري عريض يضم الجيش وحركات الكفاح الدارفورية التي ارتبطت مع الجيش باتفاق جوبا للسلام وبعد قرار تحالف القوى الوطنية الدارفورية بالخروج عن حالة الحياد رمت بثقلها في ساحات الوغى ودخلت معترك الحرب لا في دارفور وحدها ولكن حركات الكفاح المسلح قدمت نفسها للشعب السوداني كحركات قومية قاتلت في محور الفاو وفي تحرير الإذاعة وعمليات المناقل وعمليات تطويق مصفى الجيلي الذي تستميت المليشيا في الدفاع عنه ولم يفلح قائد المليشيا في استمالة قادة دارفور من غير العطاوة الا بشراء ثلاثة من قادة الكفاح المسلح وهو الدكتور الهادي إدريس وهو سياسي بلا سلاح أو رجال والطاهر حجر الذي قفذ الأسبوع الماضي من سفينة الدعم السريع الغارقة واعتصم بجبل مرة في حمى عبدالواحد محمد نور وثالثهم سليمان صندل هؤلاء الثلاثة اشتراهم حميدتي بثمن باهظ وكان فيهم من الطامعين مثلما اشتري آخرين من دونهم تحسبهم جماعة وقلوبهم شتى والان دخلت قوى الكفاح المسلح مع الجيش في تحالف المشتركة الذي بفضله صمدت الفاشر ولم تسقط مثل نيالا وزالنجي والجنينه وبقية مدن دارفور وفي صمت وبعيدا عن أبواق الإعلام خططت القوات المشتركة لعملية عسكرية واسعة النطاق لتأمين الحدود مع دولة تشاد وقطع إلامداد عن المليشيا بالسيطرة على المعابر ودخلت القوات التي كانت تتواجد في جبال العطرون ووادي هور في معمعة القتال بمناطق الزرق وبئر مزه وكبكابية والصياح وطريق مليط الصياح وخسرت مليشا الدعم السريع كل تلك المعارك ودمرت عرباتها وهرب الجنجويد باتجاه كتم وتعالت أصوات السافنا وهو من كبار قادة الجنجويد يطلب النجدة والفزع لإنقاذه من بين أنياب المشتركة التي تقاتل بعقيدة عسكرية مشابهة للعقيدة الجنجودية
ولما كان الجنجويد قد عاثوا فسادا وإفساد في غرب دارفور اتجهت قوات الكفاح المسلح إلى جبل مون وتم السيطرة عليه وخنق مدينة الجنينه والاقتراب من زالنجي بدخول منطقة أم دخن لتصبح سرف عمرة التي بيعت فيها السودانيات الشماليات في ذلك السوق العار وتتكدس هناك آلاف العربات الفارهة التي نهبت من الخرطوم وتقدم المشتركة نحو الجنينه يضع مقاتلي الجنجويد في الخرطوم والجزيرة أمام خيارات محدودة اما العودة للدفاع عن مناطقهم من هجوم المشترك وبالتالي إخلاء مواقعهم الحالية في الخرطوم والجزيرة وأما ترك مناطق ظعنهم لقمة سهلة للمشتركة التي لها خطة عسكرية لتحرير عواصم إقليم دارفور الثلاثة زالنجي ونيالا والجنينه ومناوشة الضعين لأغراض تكتيكية وتبدت أخلاق الحرب وقيم أهل السودان فيما نشرت تلكم الحركات من فيديوهات لاسري الجنجويد ولم تبث إهانات وتحقيرا للرجال كما تفعل مليشيا الدعم السريع التي تطلب من الأسرى تحت تهديد السلاح بتقليد أصوات الحيونات ولكن من تربى في أحضان أسر كريمة وتشبع بقيم الإسلام لايجرو على التشهير بالأسري وامتهان كرامة الرجال
أن اسبوع الانتصارات الذي انقضى قد رسم معالم ماهو قادم من تطورات في كل السودان ليس دارفور وحدها

                     4

كل محاور العمليات العسكرية قد نشطت خلال الأسبوع الماضي وجاءت الأخبار التي تشفي قلوب أهل السودان من كل فج عميق الا أخبار متحرك الصياد الذي توقف في منطقة ودعشانا ولم يحرر ام روابة ولم يقترب من الرهد رغم بطولات الهجانة التي تمثل السم الحقيقي للجنجويد والصياد الذي تم إعداده جيدا وتولى قيادته أبناء كردفان في الخدمة والمتقاعدين وعلى رأسهم الفريق الباهي قائد المقاومة الشعبية في كل السودان وعشرات الضباط ولكن لايزال الصياد في النقطة صفر كما يقول الصحفي المفجوع باحتلال محليته إبراهيم عربي نسأل الله له الشفاء والعودة للسودان من الغربة القسرية ونسأل الفريق شمس الدين كباشي الذي لم يطلب قادة الصياد طلبا الا وقال حاضر ولو طلب المرضى وأحمد على الفكي لبن القمري لسعي شمس الدين كباشي لتوفيره لهذا المتحرك الذي لو أضاع فرصة الهجوم الواسع للجيش على مواقع التمرد ربما لن تاتية فرصة أخرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى