بعد موافقة السلطات السودانية على دخول المساعدات الإنسانية.. القوات الامريكا في ادري…الخطة “ب”
تقرير : ضياءالدين سليمان
في تطور خطير في مسار الأزمة التي تعيشها البلاد كشفت صحيفة journal du tchad التشادية عن رسالة بعث بها السفير الأمريكي في تشاد ألكسندر لاسكاريس يطلب من خلالها من حكومة انجمينا أن تتولى القوات الأمريكية الإشراف على عملية توصيل المساعدات الإنسانية
وتأتي الخطوة بعد موافقة السلطات السودانية على دخول المساعدات الإنسانية إلى السودان عن طريق معبر أدري أحد المعابر الأساسية الحيوية وأهمها بين دولة السودان وجمهورية تشاد والتي جاءت ضمن مقررات المباحثات غير المباشرة التي تجرى في العاصمة السويسرية جنيف رغماً عن عدم حضور وفد الحكومة السودانية للمفاوضات الا انها وافقت دون تردد أو شروط.
تدخل سافر
وصف مراقبون الخطوة التي اقدمت عليها الولايات المتحدة الأمريكية بأنها خطوة غريبة واثارت جدلاً كثيفاً بين عدد من الناشطين السياسيين في الاوساط السودانية الذين رأوا أن الخطوة تعكس بعمق التدخل السافر الذي تبديه الإدارة الأميركية في الشؤون الداخلية في السودان وأنها محاولة من واشنطون لاستغلال فرصة إدخال المساعدات الإنسانية لإدخال عناصرها من المخابرات وعملائها في المؤسسات الدولية بهدف التسلل الي أمن واستخبارات السودان
نشوب أزمة
اتفق بعض الخبراء السياسيين والمتخصصين في الشؤون الأفريقية الذين تحدثوا للكرامة إن الخطوة التي اقدمت عليها الولايات المتحدة الأمريكية ستؤثر على سير المفاوضات التي بدأت في جنيف منذ الرابع عشر من هذا الشهر ويمكن للحكومة السودانية التي أبدت رغبتها في المساهمة في إيصال المساعدات الإنسانية بعد موافقتها على عبور الشحنات عبر معبر أدري يمكن أن تتراجع عن ذلك اذا شعرت بإصدار واشنطن بالتدخل في شؤون السودان
كما أن هذه الخطوة يمكن أن تؤثر على مسار العلاقات الدبلوماسية بين السودان وتشاد والتي تشهد توترات عنيفة بعد اتهامات وجهتها الخرطوم لانجمينا بإدخال امدادات عسكرية ومشاركة مقاتلين من تشاد ضمن مرتزقة الدعم السريع مما قد يؤدي الي نشوب أزمة جديدة بين الدولتين.
إنقاذ المليشيا
ترى كثير من الفعاليات السياسية والمدنية في السودان أن مباحثات السلام في جنيف تحت رعاية أمريكية جاءت لإنقاذ مليشيا الدعم السريع والتي بدأت في الانهيار وان المباحثات تريد أن تعيد المليشيا الي الواجهة السياسية الا أنه وبعد أن أصرت الحكومة السودانية على عدم الذهاب لجنيف بدأت الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات في تنفيذ الخطة ” “ب” بإدخال إمدادات عسكرية الي المليشيا في دارفور تحت غطاء المساعدات الإنسانية بعد ان استعصى أمر إدخال تلك الإمدادات كما كان في السابق
لتكثيف الطيران لطلعاته في دارفور وبعد أن قطعت القوات المسلحة والقوات المشتركة خطوط الإمداد البري من تشاد الي أماكن تجمعات المليشيا في دارفور عطفاً على أن الفترة الماضية شهدت توترات داخل الجيش التشادي بعد رفض احد الجنرالات توصيل شحنة أسلحة خاصة بالدعم السريع الي السودان وما يؤكد على ذلك هو انحياز الولايات المتحدة الأمريكية الي المليشيا في كثير المواقف واصرارها على عدم الاعتراف بشرعية الحكومة التي يرأسها الفريق أول عبدالفتاح البرهان.
إدخال اسلحة
ملف الإغاثة هو أحد نقاط الخلاف بين الحكومة ومايشيا الدعم السريع، التي تصر على دخول المساعدات عبر معبر أدري مع تشاد، بينما وافقت الحكومة على عدة معابر مع مصر وجنوب السودان وتشاد، واستثنت معبر أدري الذي تقول إن الدعم السريع يستخدمه لنقل الأسلحة.
ويتفق خبراء من الأمم المتحدة مع اتهامات الحكومة للدعم السريع بشأن تلقي شحنات أسلحة عبر هذا المعبر، وتنفي قوات الدعم السريع هذه الاتهامات.
وذكرت وكالات الإغاثة أن الحظر المفروض على استخدام المعبر أدى إلى توقف أطنان من المساعدات في تشاد لأن معبر الطينة -الوحيد الذي يسمح الجيش بالمرور عبره إلى هذه المنطقة- أغرقته الأمطار الغزيرة.
وقال مجلس السيادة الانتقالي في السودان منتصف أغسطس 2024 إنه سيفتح معبر أدري الحدودي مع تشاد لمدة 3 أشهر لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق مهددة بالمجاعة في إقليم دارفور.
مخاوف الحكومة
في نفس السياق، تعكس تصريحات الفريق أول شمس الدين الكباشي، مساعد القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، مخاوف الحكومة السودانية حول عدم وضوح النوايا الأمريكية تجاه مفاوضات السلام. حيث قال الكباشي: “ إن أمريكا تتحايل ، ونحن نرغب صادقين في اتفاق سلام عادل يلبي احتياجات الشعب ويضمن تعويضه عن الأضرار الكبيرة التي تعرض لها”.
وأشار: “الولايات المتحدة لا تبدي اهتمامًا بتنفيذ اتفاق جدة، ولا يوجد أحد يستطيع فرض قرار علينا.”
هذه التصريحات من الرجل الثاني في قيادة الجيش واحد اهم رجال الدولة تعكس مدى خبث نوايا الولايات المتحدة الأمريكية في التعاطي مع الشأن السوداني