(الراصد) فضل الله رابح يكتب … أم روابة… عروس النيم بانتظار (المعجزة)
تكررت حالات اقتحام مليشيا التمرد ساحة التأزم السياسي والاجتماعي في كردفان وما حالات الدمار الناشئة عن حصار منطقة أم روابة بكل أرثها الديني والاجتماعي إلا حالة من سلوك التمرد والخلخلة الذي انتظم المنطقة حول تخوم مدينة الأبيض وما حولها، وأم روابة كبرى مناطق دار الجوامعة التي تمثلها ثلاثة من أكبر المحليات في ولاية شمال كردفان وهي (أم روابة، الرهد، أم دم حاج أحمد) ويمثل سكان هذه المحليات ٥٥٪ من جملة سكان الولاية وبها أكبر خلاوي تحفيظ القرآن الكريم في السودان (زريبة البرعي ، الشيخ ابوعزة ، ملاوي الرهد ، وخلاوي ودالعجوز ، خلاوي دفع الله الشايقي، وخلاوي الله كريم إلخ) .
ومعروف عن هذه المنطقة حبها للجندية ومنها تمت سودنية الجيش السوداني وتغذية الهجانة أم ريش ساس الجيش، حيث ينتمي إليها الفريق أول ركن عبد الماجد حامد خليل القائد العام ونائب الرئيس جعفر نميري في العهد المايوي ، الفريق اول ركن محمد بشير سليمان النائب إدارة وتوجيه سابقا، الفريق الباهي،، ووزير الدفاع الحالي الفريق الركن يس ابراهيم وهو شخصية مواقفه من الحرب ضبابية حتي اللحظة ولا صوت له ومن هذه المنطقة اللواء الركن بحر احمد بحر ومدير مكتب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اللواء الركن حافظ التاج مكي، واللواء الركن المرضي وعدد كبير لا يسعه المجال ، وطيلة سنوات الإنقاذ قدمت منطقة امروابة خيرة الشهداء وبرز منها كفاءات وسياسيين منهم الدكتور فيصل حسن ابراهيم الوالي والوزير السابق وحسن سعد الوزير السابق ووزير المالية الاتحادي الأسبق سيد علي زكي،احمد وادي المعتمد والبرلماني ومستشار (حميدتي ) وهو الآخر حتي اللحظة لايعرف موقفه هل هو داعم للمليشيا ام مع الجيش، ولكن المحير الموقف العسكري في محيط ام روابة والهجوم المتكرر علي المناطق حولها (الرهد ود عشانا الخ) دون أن يتحرك المجتمع منتظرين القوات المسلحة تحسم ، ومع الاتفاق بأن الجيش السوداني لديه بنية تحتية عسكرية قوية وليس سهلة لكنه ليس بمقدوره الانفتاح في كل القري والوديان، والأمر الاكثر حيرة أن الجيش أعلن بعد شهرين من بداية الحرب حالة الاستنفار العام وقد هب عدد كبير من السودانيين لنصرته وكثفت قبائل ومناطق عديدة بالسودان جهودها واستعدادها لدعم الاستنفار ومساعدة الجيش في معركة الكرامة وحماية حدودها و أراضيها وانضم آلاف من أبناء القبائل الي معسكرات الاستنفار والي صفوف الدفاع عن الوطن وهنا لا أطلب بأن يكون الجوامعة وكل قبائل المنطقة طرفا فاعلا في الحرب ولكن لا بد من أن يكون لهم دور إيجابي في حماية ديارهم ومناطقهم وحفظ مصالحهم ولا ينتظرون معجزة الجيش، وأنني علي ثقة وصلة بدار الجوامعة، وللتذكير فإن المنطقة تضم قيادات من قبائل أخري متعايشة ومتساكنة منذ مئات السنين، أذكر منهم مثالا لا حصرا دكتور أحمد بلال عثمان من قبيلة البزعة ودكتور محمد محجوب هارون من البرتي والزميل ابراهيم عربي ودكتور جمال محمود والأمير التجاني اودون من الهبانية والدكتور ميرغني عبدالرحمن من الشايقية ودكتور سليمان مرحب من الشايقية ودكتور نمر وإبراهيم محمد الحسن من الجعليين وآخرين كثر ، ومعلوم أن الذين يهاجمون المنطقة ينتمون إلي قبائل كردفان لماذا لا تتحرك الإدارات الأهلية بمنطقة الجوامعة وتقود حوارا مباشرا من زعامات تلك القبائل التي تخرج المتفلتين وتحسم هذه الفوضي بدلا من هذا الصمت المريب الذي أشبه بالتماهي مع التمرد وهم يخربون بيوتهم بأيديهم ويعيبون علي الجيش والاخرين…
من العيب أن منطقة تعتبر مركز تجاري مهم واكبر سوق للحبوب الزيتية والكركدي وتعتبر ملتقي طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالخرطوم وميناء بورتسودان ، منطقة يمتد فيها اكبر مشروعا زراعيا لزراعة القطن في كردفان وهو مشروع خور ابوحبل الذي خرج تماما عن دائرة الانتاج حاليا، منطقة تصوف وذكر وخلاوي قرآن أن تعيش هذا الخراب وعدم الاستقرار ، ولا يصدر منها إلا أصوات الفارين من نيران التمرد ، اين الزعماء فتح الرحمن جرجور والنوم الفاضل وعمنا محمد عبد الله حمودة، اين ابراهيم محمد الحسن ودكتور السنوسي ،واين ابراهيم بشير ، اين الشاب الشرس الشهم عبد الله محمد علي بلال نعم استمعت اليه قد أطلق نداء وصوت لوما لكن زعيما مثل عبد الله بلال لا يغرق في شبر موية، عبد الله قائد جسور مقتحم ينتظر منه دور أكبر، اين الزعيم مصطف كبر ابن العمدة كبر ورموز هذا البيت الاهلي الفسيح، ثم أين رموز هذه المنطقة العسكريين من القوات المسلحة وجهاز الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات العامة واين المدنيين، عيب كبير أن يترك الأهالي لهذه الفوضي والسلب والموت المجاني وهم يعيشون هذه المأسأة ، اين تلك الاعداد الكبيرة من أبناء منطقة أم روابة الذين كانوا يمتهنون التجارة في مناطق السودان المختلفة في سوق ليبيا وفي أسواق العاصمة الكبرى وفي الفاشر والقضارف وكادقلي وابوجبيهة وكل مناطق السودان، اين صوت كل هؤلاء من المأسأة صرخات حرائر ود عشينا وإرهاب ام روابة، وإستغاثة الرهد ابو دكنة، واضح أن المشكلة الكبرى بدار الجوامعة في إدارتها الاهلية الناظر مريض شفاه الله ولكن السؤال المهم اين الوكيل وأين عمدة ام روابة…؟؟ صمت أهل القبور يسود الجميع ، منتظرين المعجزة
إن المأذق الراهن بالبلاد يتطلب تضافر جهود المجتمع مع جيشه حتي يكون الجيش حائزا ثقة الأكثرية من السودانيين بعيدا عن أجواء التحدي وإستقطاب السياسة والسلطة وقريبا من الرضا العام بما يتحقق من أمن واستقرار وثقة ، ثقتنا لا تحدها حدود أن عنصر الجيش السوداني الذي تكونت نواته قبل العام ١٩٥٥م بما يسمي بقوة دفاع السودان وهي مجموعة من الجنود ما تزال بخير لكنه يحب ان تتوافر له طاقات العطاء الشعبي التطوعي والعمل المجدي في المرحلة المقبلة من أجل المحافظة علي ما تبقي من وطن ، هذا ما عدا ما يجب أن يتصف به زعامات القبائل والعشائر من صدق وإخلاص في العمل المشترك وقدرة على بناء الدولة السودانية وإعلاء شأنها داخليا وخارجيا من دون مزايدات وتحيزات ضيقة ..