الحكومة تكشف تفاصيل بشأن خسائر الحرب وتحدد موقفها من التفاوض
قال وزير الثقافة والإعلام السوداني المكلف جراهام عبد القادر، إن موقف الحكومة من المفاوضات واضح وهو الالتزام بما تم في جدة.
وكان الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع قد انخرطا في مفاوضات بمنبر جدة السعودية ووقعا إعلان مبادئ في مايو الماضي، قبل أن يتم تعليق المنبر.
واكد جراهام خلال تلفزيوني مع قناة الجزيرة مباشر، أن العودة للتفاوض تأتي حال التزام “القوات المتمردة” بما وقعت عليه سابقاً في جدة، وهو خروج القوات من منازل المواطنين والمستشفيات والأعيان المدنية عموما، وأشار إلى أن ذلك يمثل المطلب الرئيسي للمواطن المشرّد الممنوع من ممارسة حرياته الطبيعية مما اضطره لحمل السلاح ليدافع عن عرضه وماله.
وأضاف: في هذه الحالة لا يمكن أن يكون هناك تفاوض ما لم يتحقق للمواطن استقراره.
وفيما يلي مؤتمر باريس حول السودان، قال جراهام، إن العديد من المؤتمرات قد عقدت بشأن السودان ولكن لم يجن منها المواطن ثمرة.
وأضاف بأن مؤتمر باريس ليس أكثر من كونه مظاهرة سياسية فحسب، “فهو سينعقد وينفض ولا يأتي للمواطن السوداني بجديد، فالسودان دولة لها سيادتها ولديه قضية جوهرية وهي المواطن”- حسب تعبيره.
وانعقد يوم الاثنين، المؤتمر الإنساني الدولي من أجل السودان في العاصمة الفرنسية باريس بدعوة من فرنسا والمانيا والاتحاد الأوروبي تزامناً مع الذكرى الأولى لاندلاع الحرب.
وأشار جراهام إلى أن الأمم المتحدة بقيادة أنطونيو جوتريش تتحدث عن الجنرالين دون الإلمام بالتراتبية، ودون تسمية الأشياء بمسمياتها، ووصف قوات الدعم السريع بأنها قوات متمردة على الدولة، وقال: “لكنا رغم ذلك نشكره على اجتهاداته فيما يخص توفير وتقديم العون الإنساني”.
واضاف: “موقف السودان واضح، وخطاب السيد رئيس مجلس السيادة بالجمعية العامة للأمم المتحدة وكذا الخطابات التي قدمها مندوب السودان بالأمم المتحدة، جميعها أوضحت موقف السودان الواضح من الحرب الدائرة للعالم الخارجي”.
وحمل جراهام قوات الدعم السريع حجم الدمار الكبير في المنشآت، وأشار إلى أن (28) جامعة حكومية بكلياتها قد تم تدميرها ونهبها وأكثر من (82) كلية جامعية بالخرطوم و(4) جامعات بولايات دارفور فضلاً عن (7) كليات و(5) بالجزيرة و(6) كليات خاصة قد لاقت نفس المصير.
كما أن هناك أكثر من (120) مستشفى قد خرج من الخدمة، بجانب أدوية كانت بمخازن الإمدادات الطبية بالخرطوم تفوق 500 ألف دولار و(20) مليون دولار قيمة خسائر الأدوية بولاية الجزيرة، بجانب نهب سيارات الطوارئ والإسعاف.
وكشف جراهام أن الخسائر والدمار بالقطاع الصحي يقدر بـ(11) مليار دولار.
أما في جانب المنشآت الصناعية بولاية الخرطوم فقد تم نهب وتدمير (3193) منشأة، فضلاً عمّا يزيد عن (100) ألف منشأة تجارية أخرى.
ولفت إلى أن كل هذه المواقع إما تحولت إلى حطام أو ثكنات عسكرية للقوات المتمردة.
وأضاف جراهام أن هناك قطاعات أخرى تكبدت خسائر فادحة للغاية مثل المزارعين وأرباب المواشي ومزارع الدواجن فقد تعرضوا جميعاً للنهب والسلب، ونوه إلى أن 67% من الدعم الذي وصل المواطنين من الداخل