الجيش و ( معارك الخميس ) …. سر العبور الكبير

تقرير : ضياء الدين سليمان

فاجأت القوات المسلحة السودانية فجر أمس الخميس الاوساط المناصرة لها قبل المعادية بعمليات برية اكتسحت مليشيا الدعم السريع المتمردة في عدد من مناطق البلاد انتقلت بها قوات الجيش من خانة الدفاع والتخدق والاكتفاء بصد هجمات المليشيا الي خانة الهجوم عليها داخل اوكارها.

حيث بدأت العمليات متزامنة مع بعضها في محاور قتالية عديدة كأنما حانت ساعة الصفر التي تنتظرها جموع الشعب السوداني

ولم تقتصر عمليات الجيش التي بدأت في الساعات الأولي من فجر الخميس بالعبور عبر ثلاثة جسور تربط مدينة ام درمان بمدينتي الخرطوم وبحري فقط بل تعدت العمليات المتزامنة في محاور قتال أخرى في سنار والجزيرة وشرق النيل مع عمليات خفيفة في الفاشر الا ان القاسم المشترك بين كل العمليات العسكرية في كل تلك المناطق هو أنها جميعها كانت بصمت وبعيدة عن أعين الإعلام والناشطين.

مناطق عديدة

حققت عملية “فجر الخميس ” التي قامت بها القوات المسلحة مسنودة بالقوات النظامية الأخرى والمستنفرين والمقاومة الشعبية اهدافاً عسكرية عديدة ففي الخرطوم عبرت القوات ثلاث جسور تربط بين مدينة أمدرمان ومدينتي الخرطوم والخرطوم بحري ” جسور ” أبوسعد ” كوبري الحديد وجسر الحلفايا وهي نقاط حاكمة ستحدث فارقاً في مسار العمليات في الأيام القادمة وفي شرق النيل قام الطيران بتوجيه ضربات قوية لتجمعات الدعم السريع في حطاب قبل ان تقوم القوات المسلحة بتمشيط المنطقة وكانت القوات الجوية شكلت غطاء جوي للعملية
وتزامنت عمليات الخرطوم بعمليات أخرى في سنار حيث بدأت القوات المسلحة تتقدم نحو مدينة سنجة عاصمة الولاية عبر عملية برية تستهدف تجمعات المليشيا في المناطق المتاخمة لسنجة وفي الجانب الشمالي لولاية سنار أظهرت مقاطع فيديو تواجد عناصر من القوات المسلحة بكبري الهبانية وهو كبري على بعد كيلومترات قليلة من مدينة الحداد من الناحية الشمالية ومصنع سكر سنار من الناحية الغربية

وفي الجزيرة استطاعت القوات المسلحة أن تقضي على متحرك المليشيا كان في طريقه لمهاجمة مدينة الهدى الا القوات المسلحة مسنودة بالمسيرات والمدفعية دمرت المتحرك الذي كان قوامه 200 فرد حيث قتل منهم اكثر من 150 جنجويدي

التنفيذ بنجاح

قال مصدر عسكري رفيع المستوى للكرامة ان حصيلة عمليات اليوم الأول قد تم تنفيذها بنجاح وفقاً للخطة الموضوعة مسبقاً كما كتبت في الورق و رسمت على الخريطة وفق تصميم المجسم الرملي بنسبة 100%.
وأضاف المصدر أن الخطة كانت تستند في نجاحها على تحرير عدد من المواقع الإستراتيجية في الخرطوم و بحري والتموضع فيها ومن ثم تكثيف العمل وزيادة نشاط وحركة قوات العمل الخاص وإستكمال ما تبقى من مناطق
وذكر المصدر أن الجيش نجح في تحييد عشرات القناصين الذين كانوا يعتلون بعض المباني الواقعة في أماكن عالية وقتلوا فيما فرت أعداد كبيرة من قوات المليشيا.

العمل بصمت

ارجع المصدر العسكري الذي تحدث للكرامة نجاح عمليات اليوم الأول الي استخدام الجيش لاستراتيجية العمل بصمت وبتعتيم إعلامي كبير تفاجأت بها الاوساط السودانية
وأضاف ان الهجوم المباغت وامتلاك زمام المبادرة احدث شللاً و إرباك كامل لما تبقى من منظومة قيادة الدعم السريع في الخرطوم
واردف ان القوات المسلحة باغتتهم وان الجيش كان يجهز لهذه العملية بهدوء وتريث وقد حققت انتصارات كبيرة في كل المواقع رافضاً الكشف عن ماتبقي من خطة لكنه أكد ان عملية تطهير واجتثاث مليشيا الدعم السريع المتمردة من السودان قد بدأت بشكل مختلف وان الشعب السوداني سيتابع الاخبار السعيدة.

استراتيجية جديدة

يرى مراقبون أن الإستراتيجية التي إنتهجتها القوات المسلحة في عمليات اليوم هي فعالة لجهة أنها حققت انتصارات وبأقل تكلفة ودون عناء هي الإستراتيجية التي ينبغي أن تستمر عليها في قادم الأيام
حيث اكد خالد الطريفي استاذ العلوم السياسية والإستراتيجية أنه كلما ابتعد الجيش عن الاعلام كلما كانت النتائج إيجابية وان يكون تواصله مع وسائل الإعلام في حدود المعلومات التي لا تكشف تحركاته ولا تؤثر على سير العمليات العسكرية
فيما دعا الناشط عمر خالد الناشطين الداعمين للجيش بضرورة التريث في الإفصاح عن تحركات الجيش لان ذلك مضر وقد تكون كلفته عالية مشيراً بأن بعض الناشطين يسددون اهدافاً عكسية في شباك القوات المسلحة على حد تعبيره.

Exit mobile version