اسامه عبد الماجد … (تشبيك) كباشي !!
¤ لا اعتقد ان الصورة التي جمعت عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي ونائب وزير الخارجية المبعوث الروسي الخاص إلى أفريقيا والشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف وقد (شبكا) يديهما مع بعض كانت محض صدفة.. بدأت الصورة التي ملأت الاسافير مشحونة بذكاء الموقف وحذق السياسي متجاوزة (البروتوكول) .. ذكرتني بصورة جمعت القيادي المرموق ابراهيم غندور وياسر عرمان بمقر المؤتمر الوطني وكانا قد خرجا من اجتماع (وشبكا) يديهما وكأنهما صديقين.
¤ وجه غندور ضربة سياسية قاضية الى عرمان الذي تفاجأ بكاميرات الاعلام والصحفيين.. وكان الوطني نجح في اعادة نواب الحركة الى البرلمان.. لاحقا اسر عرمان لغندور تعرضه لانتقادات بسبب الصورة وكان رد غندور له صادما كما روى لى: (الناس قالوا لي شفناك ماسك ثعبان بايدك) !!.
¤ لكن المؤكد ان كباشي كان ممسكا بدب روسي قوي وصديق.. قصدا من الخطوة على (حرق الخصوم) وارسال رسالة مفادها فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين.. وهي تتويج لجهود مقدرة من زيارتين مثمرتين قام بهما نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار الى موسكو.. التقى الرئيس بوتين الذي ابلغه ان الباغي الشقي حميدتي متمرد مثله وزعيم فاغنر الصريع.
¤ كما ان توطيد العلاقة نتاج مجهود امني كبير قاده مدير المخابرات احمد مفضل.. وجهود لا باس بها من سفارتنا بموسكو .. ولو ترك الامر لوزير الخارجية السابق لما هبط الوفد الروسي بورتسودان.. ففي اخر قمة روسية عربية احتضنتها المغرب مؤخرا سارع كل وزراء الخارجية العرب للاجتماع بنظيرهم سيرغي لافروف الا الوزير علي الصادق الذي ارتكب جريمة دبلوماسية لا تغتفر.
¤ ان الوفد الزائر ضم كبرى المؤسسات لإنتاج الذهب في روسيا وهذا هو العنوان الرئيس للزيارة.. انها ترتكز على العمود الاقتصادي.. ومن الضرورة ان تكون موسكو تحصلت على تعهدات وتطمينات بذات الخصوص.. امام الحكومة فرصة كبيرة لتبرم اتفاقا غير مكتوب قائم على تخليص روسيا للسودان من المليشيا وتحديدا في منطقة سونقو بمحلية الردوم بجنوب دارفور..وهي اضخم مواقع التعدين بالبلاد.. وهي مناطق حدودية مع دولة الجنوب وافريقيا الوسطي وبذلك سيتم قطع اي امداد للمليشيا من الخارج
¤ الكثيرون يعتقدون ان عصابة الدعم السريع تقوم بعمليات التعدين في جبل عامر بمحلية السريف بشمال دارفور.. بعدما ذاع صيت الجبل عقب نزاع مجموعة شيخ موسى هلال وحكومة الولاية.. ودخول شركة الجنيد المملوكة لحميدتي لاحقا.
¤ موقف القوات المسلحة من حيث التسليح مطمئن.. ولا اقول لا حاجة لروسيا في هذا الخصوص، لكن هناك ملفات هي الأخري مهمة مثل الجانب السياسي.. وقد حصل السودان على دعم كبير خلال هذة الزيارة، باعلان المبعوث الروسي ان مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للقوات المسلحة قاطعا الطريق امام قحت.. التي تسعى فرنسا وحلفائها بالمنطقة لتنصيبها ممثلة للشعب السوداني، بتصوير الوهم علي أنه حقيقة.
¤ كما ان السودان سيستفيد من مخرجات القمة الروسية الافريقية التي عقدت بموسكو العام الماصي وحضرها نائب الرئيس عقار.. وتعهدت خلالها روسيا بإمداد الدول الإفريقية بالحبوب والتعاون معها في مكافحة الإرهاب، وإطلاق برنامج مساعدات للرعاية الصحية.. ان روسيا حليف استراتيجي يجب التنسيق و(التشبيك) معها على اعلى المستويات وان لا يتم حصر العلاقة في الشق العسكري او الدوران في فلك اقامة قاعدة عسكرية على البحر الاحمر.
¤ ومهما يكن من امر.. ان زيارة الوفد الروسي لقطع راس الثعبان، ليتسيد الدب الساحة