تقارير

إرتكبت ابشع الإنتهاكات بحق المدنيين … الجنجويد في سنار … جرائم مستمرة

تقرير: ضياء الدين سليمان

نقلاً عن صحيفة الكرامة

لم يلبث وإن اقتحمت مليشيا الدعم السريع مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار حتى بدأ عناصرها في تنفيذ هوايتهم المفضلة في نهب ممتلكات المواطنين وسرقة المؤسسات الخدمية وإغتصاب الحرائر عطفاً على القتل على اساس عرقي وهو ذات النهج الذي دأبت عليه المليشيا منذ إطلاقها للرصاصة الأولى مشعلة فتيل حرب الخامس عشر من أبريل من العام الماضي.

حيث لم تسلم اي قرية او مدينة أو منطقة واقعة في الأجزاء الجنوبية الشرقية لولاية سنار من أن تدنسها ارجل المليشيا المتمردة وترتكب فيها الانتهاكات والجرائم حتى تلك المناطق التي تطاولت فيها رؤوس المتعاونيين والخلايا النائمة ما يؤكد أن المليشيا لاتفرّق بين ماهو عدواً او صديقاً

هذه الجرائم والانتهاكات خلفت موجة نزوح كبيرة من المناطق التي دخلتها المليشيا وهو ما أكدته الاحصاءات التي قالت عنها الأمم المتحدة والتي أشارت الي أن هنالك اكثر 136 الف شخصاً فرّوا من الولاية منذ أن بدأت مليشيا الدعم السريع سلسلة هجمات على بلدات الولاية في 24 يونيو صوب مناطق عديدة خاصة إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق المجاورتين.

إختطاف

أعلنت لجنة لحصر المفقودين بان عدد المفقودين بولاية سنار قد ارتفع إلى 524 شخصًا من جميع الفئات العمرية، في الوقت الذي أكدت فيها مبادرة مفقود عن تلقيها بلاغات رسمية من أسر المفقودين لعدد 206 شخصًا وفقا لما نشرت المبادرة على صفحتها على الفيسبوك ومبادرة مفقود هي إحدى منظمات المجتمع المدني التي نشطت في حصر المفقودين بعد الحرب منذ السابع والعشرين من يونيو الماضي

وذكرت مبادرة مفقود في تقريرها أن المفقودين من الإناث بلغ 76 أنثى، والذكور 130 ذكرا. واوضحت أن هنالك عدد 4 عائلات من بينهم أطفال يبلغ عددهم 21 مفقودا .
تعددت اسباب الفقد الا أنه وبحسب شهود عيان فإن غالبية المفقودين من الذكور كان بسبب اختطاف المليشيا لهم بتهمة تعاونهم مع الجيش او انتماء بعضهم للأجهزة النظامية المختلفة وبحسب الشهود فإن مدينة سنجة وحدها اختطفت منها المليشيا من داخل المنازل عدد 37 شخصاً.

118 قتيل

كشفت مصادر متطابقة عن حصيلة الأرواح التي قتلتها مليشيا الدعم السريع في ولاية سنار منذ اقتحامها منطقة جبل موية وحتى الآن وبحسب المصادر ومنها غرف الطوارئ في عدد من المناطق في جبل موية ، سنجة ، الدندر ، ابونعامة، العمارة الرواج ، حويوا، ودالنيل ، ابوحجار فإن الحصيلة تجاوزت 118 قتيل الا ان ذات المصادر أفادت بأن هذه الحصيلة أولية نسبة لانقطاع شبكة الاتصالات والانترنت في مناطق واسعة من الولاية
المليشيا شنت هجوماً بربرياً على عدد من مناطق الولاية الا انه من الملاحظ أن معظم المناطق التي هاجمتها المليشيا لم يكن فيها تواجداً عسكرياً وان القتلى غالبيتهم من المدنيين ما يكشف عن نواياها السيئة في النهب والسرقة وتهجير المواطنين قسرياً.

القتل بدوافع إثنية

لم يكن القيادي بالكتلة الديمقراطية ورئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية مبارك اردول مخطئاً حينما أشار الي ان مليشيا الدعم السريع ارتكبت مجزرة كبيرة بإستهداف ابناء قبيلة النوبة بمنطقة كركوج شرقي مدينة سنجة بدوافع إثنية وتحت رايات سياسية فالحادثة خلفت عدداً من الضحايا من النساء والرجال والأطفال الا ان ذات الجريمة تكررت في عدد من مناطق ولاية سنار فالبداية كانت بجبل موية التي قتلت فيها المليشيا الأسرى وتصفيتهم بناءاً على القبيلة لا سيما أبناء قبائل الشمال او ما تطلق عليهم المليشيا أبناء ( الجلابة) عطفاً على استهداف واضح لأثنية النوبة باعتبار أنها ذات القبيلة التي ينحدر منها نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول شمس الدين كباشي وهو ما اكده مقطع فيديو لاحد الأسرى يعزبونه ويطلبون منه أن يصرخ منادياً الكباشي لنجدته
القتل بدوافع عرقية تكرر في الدندر وسنجة وابونعامة.

من الموت الي الموت

اختار جموع المواطنين الفرار من مواجهة المليشيا حينما تدخل الي منطقة ما وهو الامر الذي تسبب في حادث مؤسف استشهد على اثره “25” مواطنا اغلبهم من النساء والأطفال بينهم عائلة كاملة، غرقًا في النيل، اثناء محاولتهم الهروب على متن مركب من منطقة أبو حجار بولاية سنار بعد دخول مليشيا الدعم السريع إليها.

وكانت مليشيا الدعم السريع قد اقتحمت مدينة ابوحجار الواقعة جنوب ولاية سنار ومارست هوايتها في السرقة والنهب والقتل الأمر الذي قاد عدد من الأسر للفرار من الاعتداءات.
المشهد تكرر بمنطقة العمارة الرواج بعد دخول المليشيا الي المنطقة بدأت الاعتداء على المواطنين الا ان الشاب محمد البشير الشهير ب ( انتنوف) المهندس بشركة سوداني عندما حاول أن يتصدى لإعتداءات المليشيا على أسرته ما كان منهم الا وان طاردوه ليقتلوه حتى قفز في النيل ليموت غرقاً وهو ما علق عليه احد أقاربه بانه هرب من الموت الي الموت.

معسكر منهوبات

علمت الكرامة من مصادرها أن عناصر المليشيا المتمردة بعد ان قامت بنهب الممتلكات الخاصة بالمواطنين في مناطق ابوحجار ، ابونعامة ، ودالنيل ، برنكوة، اب تيقة ، العمارة ، محطة الأبحاث الزراعية عمدت على تخزين المنهوبات داخل مباني كلية الزراعة التابعة لجامعة سنار ابي نعامة
وبحسب المصادر فإن المليشيا قامت بإتلاف مباني الكلية التي يعود تاريخ تأسيسها الي سبعينيات القرن الماضي وسرقة المعامل والمكاتب وقاعات الدروس وتحويلها الي سكنات عسكرية ومعسكر لتخزين منهوبات المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى