اخبار

أسامه عبد الماجد يكتب … عضَّ اليد الممدودة

¤ يعتبر فريق كريستال بالاس الانجليزي صاحب الرقم القياسي في استبدال المدربين.. قبل عامين وفي احصائية منشورة لمسيرته خلال (30) عاماً في دوري البريميرليج استعانت ادارة النادي بـ (36) مدرباً.. مع العلم ان احدهم استمر لنحو (9) سنوات.. لا اعتقد ان هناك ادارة فاشلة وتصدر قرارات رعناء مثل مجلس كريستال.. لكن دون شك ينافسها في هذا التخبط، الحكومة السودانية، في تعاملها مع فريق مهم يحقق لها الفوز في بطولة (الايرادات) وهو (هيئة الموانئ البحرية).
¤ في وقت تعاني الحكومة من تدني مريع وفقدت الكثير من لياقتها المالية.. بسبب اللاعب الفاشل والطائش حميدتي والذي يستحق الشطب مع الحرمان من اللعب في اي فريق حكومي.. فمنذ فبراير 2018 وحتى اليوم تولت (7) شخصيات منصب المدير العام للموانئ البحرية.. مما يعني أن حلول الأزمات تتعقد أكثر في ظل القرارات الطائشة للدولة.. تبا للحكومة وهي تعض يد الموانئ الممدودة.. حيث تقوم الهيئة بسد فجوة بملايين الدولارات في ميزانية الحكومة.. وتحقق الكثير من المكاسب المالية لها.. قد لا يصدق احدكم ان الهيئة مطلع الشهر الجاري استوردت اثنين من الرافعات الجسرية (ونش يحمل الحاويات من الرصيف الى الباخرة والعكس).
¤ الانقاذ بكل تاريخها امتلكت الموانئ في عهدها (8) رافعات.. واحيانا تتعطل رافعة او تحتاج لصيانه وتم استجلابهما بملايين الدولارات وبتمويل خالص من الهيئة، وهو امر مدعاة للفخر ان مؤسسات حكومية (شايلة نفسها).. اما اخر مرة استوردت فيها الحكومة رافعة كان في العام 2011 وقبله 2006.
¤ ان الهيئة بكل تاريخها وجهد منسوبيها تعاني الاهمال الحكومي المتعمد.. واقول ذلك لانه لايعقل ان يكون للحكومة مصدر ايراد مضمون وتهمله، او تراه يترنح وتنتظر سقوطه.. واحدة من اسباب الحرب التي اشعلتها عصابات الباغي الشقي حميدتي وبدعم من الخارج.. هي السيطرة على الموانئ السودانية، لاننا نعيش في عصر جديد تنوعت فيه انواع المعارك، ومنها (حرب الموانئ).
¤ الطبيعي بعد فقدان السودان لنحو 80% من موارده كما نقل لنا وزير المالية جبريل ابراهيم هذا النبأ الحزين.. ان تسارع الحكومة الى ترقية وتطوير العمل بالموانئ وتحرص على مواكبة التطور العالمي في حركة التجارة الخارجية..
فمثل استجلاب رافعتين يمثل نقلة نوعية في الأداء التشغيلي للموانئ.. ويسهم في تسريع عملية الشحن والتفريغ والحمولات في زمن قياسي.
مما يرفع من مستوى الأداء.
¤ توقعت بعد ان حلت الحكومة الاتحادية ضيفة على مدينة بورتسودان واصبح الرئيس البرهان ينظر من شرفة مكتبة للكورنيش وحركة البواخر – بهذة المناسبة اعتقد ان موقع المقر الرئاسي غير ملائم حتى من الناحية الأمنية – توقعت بعد ان اصبحت بورتسودان العاصمة البديلة ان يرتفع مستوى اهتمام الحكومة بالموانئ، والهيئة القائمة على ادارتها.. والتي قامت بجهد كبير مع قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية اللواء ركن، محمد عثمان حمد في عمليات اجلاء الاجانب في الايام الاولى للحرب وعمليات ارجاع الحاويات المستأجرة من الخارج.
¤ لكم ان تتخيلوا لو تمكنت مليشيا الدعم السريع من السيطرة على الميناء او تهديده من داخل مدينة بورتسودان لانهار السودان.. انظروا الى الحرب بين روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود، والتي انتقلت لحرب مؤانئ من خلال اعلان كل طرف استهداف السفن المُتجهة إلى موانئ الطرف الآخر.. كذلك استهداف روسيا البنية التحتية الاوكرانية لتخزين وتصدير الحبوب مقابل استهداف كييف، ناقلات النفط البحرية الروسية.. ¤ وهذا يقودنا لأهمية الموانئ.. وضرورة ايلاء الهيئة الرعاية الكاملة.. والاهتمام بتوفير السعات التخزينية لأي سلعة.. وبالأمس دشن رجل الاعمال هشام السوباط وعبر مؤسسته العملاقة (المقرن) والتي تديرها باقتدار السيدة فاطمة محمد صالح مستودع، للمواد البترولية والذي يأتي في اطار دعم سياسة المخزون الاستراتيجي للبلاد.. وتأمين احتياجات الدولة من المواد البترولية.. وقد نالوا اشادة نائب الرئيس مالك عقار الذي شرف حفل التدشين.
¤ ومهما يكن من امر.. فان الهيئة تستحق الاهتمام والرعاية من الرئيس البرهان لا وزير النقل.. حتى لا تتحول الى نادي كريستال بالاس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى