أسامه عبد الماجد يكتب …. دواعش حميدتي !!
¤ حول المبني الفخم كان الجنود منتشرين في كل مكان وشباب على متن تاتشرات منصوبه على ظهرها دوشكات.. داخل المبنى كانت اجراءات التأمين عالية لدرجة تبعث على الملل، من الوهلة الاولى لكن كانت دقيقة وتجعلك تشعر بالاطمئنان.. شباب على وجوههم ابتسامه صادقة وتبدو عليهم العزيمة والاصرار.. وحسنا فعلت قيادتهم حيث ظهروا في زي عسكري جديد واستبدلوا القديم الذي يجعلك لا تميز بينهم والجنجويد من عصابات الباغي الشقي حميدتي.
¤ مررنا عبر بوابة تفتيش الكترونية.. بعدها استلموا هواتفنا المحمولة والصقوا علي كل تلفون ورقة صغيرة تم تدوين رقم عليها.. منحوني بطاقة صغيرة تحمل ذات الرقم على ظهر التلفون، ترتيب عالي ودقيق.. دلفنا الى قاعة فخمة حملت اسم تلشهيد محمد طاهر موسى.. سألت زميلنا النابه عبد القادر باكاش، افادني بانه (ضابط صف).. سعدت بوفاء القيادة لجنودها.
¤ في شاشة ضخمة كما السينما تم تشغيل (فيديو كليب) ، لكورال كلية الموسيقى (احب مكان.. عندي السودان).. وبعده (ارض الطيبين).. اغاني مفعمة بالوطنية والعزة والبسالة.. تشم منها ريحة الزرع والدعاش والبلد.. بلادي أنا بلاد ناساً في اول شي.. موارثيم، كتاب الله، وخيل مشدود ،وسيف مسنون حداه درع.. (سرحت) مع الاغاني وتذكرت الأمين العام الاسبق لرئاسة الجمهورية أبوبكر عوض حسنين الذي اشرف على تلك الاعمال الخالدة.
¤ لم تمض دقائق حتى ظهر كبير المكان ، المدير العام لجهاز المخابرات الفريق اول احمد مفضل من داخل مقر الجهاز بمدينة بورتسودان امس.. قدم تنويرا ضافيا لم يطرح من خلاله أي مبادرة.. فالجهاز هو رمانة مؤسسات الدولة.. اعجبت جدا بالترتيب الدقيق لمفضل واختياره لكلماته بعناية فائقة.. وصف الحرب باللعينة ، ومضى نحو الغد بشكل مباشر عندما شدد على ضرورة الاستفادة من الدرس.. والعمل على اعادة ربط النسيج الاجتماعي.. واشار الى ان الفترة الماضية شهدت تشققات مجتمعية تحتاج لوحدة الصف.
¤ لفت مفضل – الذي كان باديا عليه الارتياح والحضور الذهني – انتباه الحضور من الزملاء ، الى اهمية التوثيق للحرب بتاريخ (13) ابريل من العام الماضي لا (15) من الشهر نفسه.. وعزز ذلك بتحريك المليشيا لمركباتها الى مدينة مروي في التاريخ الاول.. وهي اشارة ذكية منه.. وتعتبر خطوة الجنجويد هي الرصاصة الاولى.. لا الحديث فاقد القيمة، عن تبادل اطلاق النار في المدينة الرياضية منتصف أبريل.
¤ كان مفضل ينتقي عباراته بصورة دقيقة كما اسلفت.. وصف الحرب بالمختلفة، مقارنة بعمليات التمرد في الجنوب ودارفور وغيرها.. ذكر مفضل ذلك ليصل بنا إلى نقطة خطيرة عندما قال ان ماحدث تمرد مختلف من حيث الممارسات ورفع من نبرة صوته الهادئ، ليقول انها ممارسات مقصودة ومدروسة.. قبل ان يحدثنا عن خطة الارهابي حميدتي ذات الثلاثة مراحل.. السيطرة على السلطة بالقوة.. المرحلة الثانية بعد فشل الاستيلاء على الحكم ، احداث انشقاق داخل القوات المسلحة.
¤ في تقديري ان المرحلة الثالثة هي الاخطر التي اطلق عليها مفضل مرحلة (داعش).. وشرحها بانها تطبيق المليشيا لجرائم تنظيم داعش بمدينة الموصل العراقية.. والتي استهدفت منازل المواطنين وقامت بتهجيرهم.. ووصف مفضل تمرد حميدتي بالاسوأ في تاريخ السودان.. وطاف بنا حول اتفاقيات السلام التي لم تحقق السلام المرجو وركز على نيفاشا التي انتجت اربعة قنابل كما قال (الانفصال، ابيي، جنوب كردفان والنيل الازرق).
¤ ورسم مفضل خارطة طريق لسلام شامل ومستدام من خلال حوار سوداني/ سوداني، عميق يكون من اقصى اليمين الى اقصى الشمال ويستصحب كل المجتمع .. ورأى ضرورة تجاوز كل المشاكل لاجل الوطن.. لكن الحديث المدوي له تأكيده ان الهدف من القانون الجديد للجهاز باعادة صلاحياته خدمة الامن القومي وانه سيوظف سيف مسلط لمن يحاولون العبث بالامن القومي.
¤ ان الجهاز يمر بمرحلة جديدة فيها قدر كبير من الشراكة مع المجتمع.. وفي مقدمتها الصحافة كما قال مستضيفنا.. وفيها قدر كبير من التصدي للمؤامرات التي تحيط بالبلاد.
¤ ومهما يكن من امر .. صدق من قال (أمن ياجن).