اعمدة الرأي

أسامه عبد الماجد يكتب … تمثيلية أبو نمو !!

¤ ليس المقصود من العنوان الأخ وزير المعادن محمد بشير مناوي، (ابو نمو) في شخصه.. هو رجل ودود ومحترم لنا معه صلات قديمة منذ مفاوضات ابوجا في 2006 وحتى قدومه الخرطوم مديرا لمكتب كبير مساعدي الرئيس حينذاك مني مناوي، وانما اعني الحكومة. وهى كل يوم بموقف جديد ومغاير وتبدو مرتبكة ولا تدري ماذا تفعل او تريد ؟.. بينما ظاهريا انطلى على الكثيرين اسلوب المراوغة غير المجدية الذي تنتهجه.
¤ شروط التفاوض واضحة كالشمس واعلنها الرئيس البرهان في جبيت (31 يوليو الماضي).. قال لن نفاوض إلاّ ورأسنا مرفوع ومنتصرين، ولكن مع وجود العدو في بيوت الناس ويقتل فيهم، ويحاصر الفاشر وبابنوسة وقرى الجزيرة، لن تقف الحرب، وطالب من يريد إنهاء الحرب إخراجهم من الجنينة والجزيرة وحول الفاشر وبيوت الناس. وان تكون المفاوضات مع الحكومة وبمشاركة الحركات المسلحة..
¤ مع ذلك غادر وفد الحكومة الى جدة (10 اغسطس) للتشاور مع الامريكان ولا ادري فيما التباحث.. المهم بعد يومين: أعلن ابو نمو انتهاء المشاورات على مقاطعة مفاوضات جنيف – كتوصية للقيادة – دون ان يفصح عن الاسباب.. وقاطعت جنيف.. رغم المعلومات التي رشحت عن مشاركة سرية لوفد رسمي.. كان الطبيعي ان تنفي الحكومة او تؤكد الخبر.
¤ امس (18 اغسطس) اعلنت الحكومة استئناف المشاورات مع الولايات المتحدة ولا ادري فيما التشاور والمليشيا تحتل كل يوم منزلا جديدا.. مع نقل المباحثات الى القاهرة التي سيصلها ابو نمو مساء اليوم.. واعتقد هدفت الحكومة او الولايات المتحدة لطمأنة او تخدير الشعب السوداني – سمها ماشئت – الغريب ان الحكومة بررت ذهابها الى القاهرة انه جاءت بناءً على إتصال مع الحكومة الإمريكية ممثلة في المبعوث الأمريكي الي السودان توم بيرييلو.. ولا ادري من هاتف الآخر الحكومة ام واشنطن ؟ ام ان البرهان هاتف برييلو او العكس؟.
¤ وفي خضم تلك الاحداث فرح البعض لخبر اعتراف واشنطن بالبرهان كرئيس ومخاطبته بصفته السيادية.. مع العلم ان واشنطن لم تشكك يوما في شرعيته او رفضت التعامل والاتصال به بغير صفته كرئيس.. حتى بعد ان اراح الشعب السوداني من قحت في اكتوبر 2021..بدليل منحه ووفده تاشيرات شارك بموجبها في الجمعية العامة للامم المتحدة العام الماضي.. بينما سبق ان رفضت واشنطن من قبل منح الرئيس البشير تأشيرة لذات الحدث.
¤ ان الحكومة تريد التفاوض مع المليشيا ولا ضير في ذلك حتى لو كانت المفاوضات في كينيا وبرعاية رئيسها صديق الجنجويد وليام روتو.. او في ابوظبي.. طالما الحكومة (عارفة انها ح تفاوض في شنو ولشنو؟).. وكتبنا كن قبل تحت عموان (هيا الى جنيف).. وهذا يقودنا لسياسة الالهاء التي تتبعها الحكومة وتصوير جنيف وكانها ستكون وبالا على الشعب السوداني.. حتى علا هتاف (لا لجنيف).
¤ ان الحكومة شاركت من قبل في مشاورات بجنيف مع المليشيا معنية بالشأن الانساني.. واتفقت مع مبعوث الامين العام للامم المتحدة رمطان لعمامرة على سريتها.. لكنه فضح امرها.. وبدلا من ان تغض الطرف او تعالج الامر بحكمه اصدرت بيانا كان هو الآخر فضيحة جديدة لها.. عاتبت عبره لعمامرة على افشاء سر المفاوضات.
¤ كما اعترضت الحكومة – او هكذا اشبع – على مشاركة الامارات في منبر جنيف بصفة المراقب.. بينما كل التقارير تشير الى مشاركتها في منبر المنامة.. وبالمقابل انظروا الى موقف المليشيا وافقت على جنيف وجددت شرطها القديم وهو التفاوض مع الجيش لا الحكومة.. وحضر وفدها الى جنيف وطالب بفرض حظر طيران في المناطق التي تسيطر عليها.
¤ برر الجنجويدي محمد مختار ذلك بان تلك المناطق تتعرض لقصف من جانب الجيش ما عرقل دخول المساعدات الإنسانية إليها.. اقول من الصعب ان تستمر الحكومة في التمثيل وحصد اعجاب وتصفيق الشعب السوداني لها.. وعليها ان تكون واضحة وان تتحلى بالشجاعة، وتحدد موقفها.
¤ ومهما يكن من امر مما لاشك فيه ان المليشيا سيتم حسمها سِلماً او حرباً ولكن ليس على طريقة البرهان !!.

  • الاثنين 19 اغسطس 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى