أبرزه إصرار الحركة الشعبية على مشاركة المليشيا .. الحكومة تكشف عن أسباب إنهيار مفاوضات جوبا
قال وزير الدفاع السوداني يس إبراهيم، الاثنين، إن الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو أصرت على مشاركة قوات الدعم السريع في المفاوضات التي جرت في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا والرامية إلى إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من النزاع العسكري بولايتي جنوب وغرب كردفان وإقليم النيل الأزرق.
وعلقت وساطة دولة جنوب السودان، الأحد، جلسات التفاوض بين الطرفين لأجل غير مسمى لعدم توصل الأطراف لاتفاق حول إيصال المساعدات.
وقال وزير الدفاع ورئيس الوفد الحكومي المفاوض في تصريحات صحفية عقب عودته إلى بورتسودان إن “الحركة الشعبية أصرت على إقحام مليشيا الدعم السريع المتمردة في عملية التفاوض مما يبرهن تماهي الحركة الشعبية مع الانتهاكات الجسيمة التي إرتكبتها المليشيا الإرهابية في حق الشعب السوداني”.
وأعرب إبراهيم عن أسف الحكومة لموقف الحركة الشعبية شمال المتعنت ونكوصها ورفضها التوقيع على وثيقة ايصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين المتأثرين بالحرب في المنطقتين، كما أبدى أسفه كذلك على انهيار جولة التفاوض لعدم التزام وفد الحركة بموجهات لجنة الوساطة.
وأوضح وزير الدفاع أن وفد الحركة لم يقدم أي مسودة اتفاق وجاء رده على مسودة الحكومة انشائيا ولم يتضمن القضايا الجوهرية المتعلقة بإيصال المساعدات إلى المواطنين في الولايات المعنية.
وقال رئيس الوفد الحكومي إن العمل الإنساني يجب أن يعنى فقط بحياة الإنسان بعيداً عن أي أهداف أخرى سياسية أو أمنية.
وأفاد أن الحركة الشعبية أصرت على عدم التوقيع أو النظر فى أي وثيقة أو مقترح اتفاق يقدم من وفد الحكومة أو لجنة الوساطة لإيصال المساعدات الإنسانية للولايات المذكورة بحجة أن المساعدات يمكن مرورها دون أي التزام مكتوب متجاهلة أهم موجبات العمل الإنساني بضرورة تأمين مسارات محددة فى المناطق التي بها صراعات.
وأشار إلى أن الحركة تقدمت بمقترح يتنافي مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة الخاص باحترام سيادة الدول أشارت فيه إلى امكانية توقيع كل طرف اتفاق أحادى مع الأمم المتحدة بشهادة الوساطة.
وعلقت وساطة دولة جنوب السودان، السبت الماضي، جلسات التفاوض بين الطرفين لأجل غير مسمى لعدم توصل الأطراف لاتفاق حول إيصال المساعدات.
ودفع الجيش السوداني بورقة للوساطة تتضمن وقف عدائيات لتمرير مساعدات إنسانية فقط لجنوب وغرب كردفان والنيل الأزرق عبر ممرات برية وجوية مع وجود جهة رقابية وهي حكومة جنوب السودان واقترح الوفد مدن كادقلي في جنوب كردفان والأبيض في شمال كردفان بجانب بلدة الكرمك الحدودية مع إثيوبيا في إقليم النيل الأزرق كمعابر برية وجوية لإيصال المساعدات.
ولكن الحركة الشعبية رفضت ذلك ونادت بتوصيل الإغاثة لكل الولايات السودانية المتأثرة بالحرب بدون تمييز وفي وقت واحد.
وتأثرت ولاية جنوب كردفان بشكل كبير بالحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على الطريق القومي المؤدي إلى مدينة كادقلي من شمال كردفان، كما أن الحركة الشعبية تسيطر على المناطق الواقعة بين الدلنج وكادقلي وهو ما قاد إلى فرض حصار على كادقلي.
ووسعت الحركة الشعبية خلال العام الماضي من نطاق سيطرتها في مناطق جنوب كردفان بعد اشتباكات عنيفة قادتها ضد الجيش كما حاولت السيطرة على كادقلي عاصمة الولاية، لكن المواجهات بين الطرفين توقفت في الفترة الأخيرة.
وفي يناير الماضي، تصدى الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية لهجوم نفذته قوات الدعم السريع على الدلنج ثان أكبر مدن جنوب كردفان