اعمدة الرأي

يوسف عبدالمنان يكتب … هل بات وشيكا التدخل العسكري الأمريكي في السودان؟؟ … ماوراء مكالمة وزير الخارجية الأمريكى مع البرهان

قصف مدارس الطالبات بالأبيض عوضا عن مواجهة الهجانة

إعلان الجوع في جبال النوبة في منتصف الخريف

بعد أن رفضت الحكومة السودانية انتقاص شرعيتها المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية نفسها وإدارات ظهرها لمفاوضات جنيف استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية منهجها القديم في الإغراء والتخويف اي سياسية العصا والجزرة
في الوقت الذي قلل فيه المبعوث الأمريكي من أهمية حضور وفد الحكومة الذي يسميه الأمريكان بوفد الجيش وقال إن أمريكا وشركائها في الإقليم والعالم ماضين في إقرار خطة لإيقاف الحرب في السودان وتوصيل المساعدات الإنسانية وكشف المبعوث الأمريكي عن الدور القذر الذي لعبته وتلعبه القوى المدنية من شركاء أمريكا أو من تستمع إليهم في ماوصلت إليه البلاد من تدهور شمل كل مناحي الحياة والتحريض على التدخل الأجنبي العسكري ليحمل تلك القوى لكراسي السلطة كما حملة رفاقهم من العراقيين والافغان ولكن مع تشدد المبعوث الأمريكي الذي يسابق الزمن لتحقيق اي نصر في ملف السودان قبل حلول الانتخابات الأمريكية بدأ وزير الخارجية أنتوني بلنكن أكثر مرونة وهو يهاتف البرهان يوم الخميس ويخاطب مباشرة إنشغالات الحكومة السودانية التي حالت دون مشاركتها في مفاوضات جنيف وهي من المعلوم بالضرورة مسألة الشرعية اي ان الحكومة تفاوض بوفد يمثلها ولايمثل الجيش كما تريد أمريكا
ثانيا الالتزام باتفاق جده المنصوص عليه خروج قوات الدعم السريع من بيوت المواطنيين والأعيان المدنية ووقف الهجمات التي تشنها على المواطنين وإبعاد دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها دولة متورطة في النزاع السوداني وأمام مجلس الأمن شكوى ضدها مهما عطلتها بريطانيا الان الا ان هذه الشكوى تظل قائمة ويمكن في لحظة اتخاذ مجلس الأمن قرارا يحملها تبعات التخريب الذي تعرض له السودان وفي محادثته مع البرهان أكد وزير الخارجية الأمريكي التزامهم باتفاق جده وطلب من الرئيس البرهان إصدار قرار بفتح معبر ادري على الحدود السودانية التشادية للسماح بمرور قوافل الإغاثة للمدن التي يسيطر عليها الدعم السريع في دارفور ورغم أن المعبر تحت سيطرة الدعم السريع الا ان وزير الخارجية الأميركي احترم سيادة السودان على أرضه حتى ولو كانت تحت سيطرة المعارضة ومابين لهجة المبعوث المتشددة ولهجة الوزير التي تميل إلى الدبلوماسية والمرونة مع الملف السوداني
هل تسعى أمريكا حق في التورط في المستنقع السوداني وتتدخل في البلاد عسكريا من أجل فرض حكام جدد هم مجموعة المدنيين المتعاونين معها؟؟ وهل الدعم السريع الذي تقول أمريكا انه لا مستقبل له في السودان سيصبح مجرد كلب صيد وحراس بوابات لقوى مدنية هي صاحبة الشان في السودان كما خيل المبعوث الأمريكي ومساعده رمضان العمامرة المبعوث الأممي الذي ارتضى لنفسه دورا هامشيا في السودان بعدان صار تابعا وراء المبعوث الأمريكي
أمريكا تستخدم التهديد وعصا العقوبات ولكنها لن تتورط في التدخل العسكري في السودان بعد تجاربها الفاشلة في بلدان أخرى مثل العراق والصومال وأفغانستان وإزاء السودان فإن الأوضاع أكثر تعقيدا من تلك البلدان ومن شأن أي تدخل عسكري يحيل المنطقة برمتها إلى سيولة أمنية تقضي على الاستقرار الهش في دول الإقليم وفي ذات الوقت فإن واشنطون لن تجرؤ على القيام بغذو فردي من غير غطاءا دولية يمر عبر مجلس الأمن الذي يمكن لدولة مثل روسيا والصين تعطيله لا من أجل مصالح تلك الدول في السودان ولكن لحرصها على الاستقرار الأمني في المنطقة وكل التوقعات تشير إلى أن السودان لن يخسر من المعركة الحالية فالتفاوض في جنيف لن يحقق أي مردود لأنه تفاوض بين شركاء لاتفاوض بين نقائض واصلا التفاوض يجري بين النقائض ولكن مايحدث الآن هو اجتماع للرباعية التي أشعلت الحرب حيث استبدل العجوز الالماني فوكلر بالعجوز الجزائري رمضان العمامرة وغاب فقط أو غيب لأسباب معلومة الجناح السياسي للدعم السريع

                                  2

بعد أن هاجمت مليشيا الدعم السريع مدينة الابيض أكثر من سبعين مرة خلال عام وأربعة أشهر وفشلت المليشيا في الاقتراب من مقر الفرقة الخامسة الهجانة وخسرت حتى قائدها شريا الذي قتل في معركة الاحتياطي المركزي بالأبيض وامعانا في اذدراء الصوفية وتضليلا وقهرا لسكان المناطق المحتلة تم تشيد قبة وضريح للشيخ الجليل والعالم النحرير عبدالمنعم شريا ليزوره الناس وينالون من بركاته وفيض علمه وانسانيته وشريا الذي قتل ثلاثة وأربعين نفسا بريئة في يوم دخوله الدبيبات بعد أن باع واشتري ضعاف النفوس من سماسرة الرق وانتهك شريا كل حرمة وقتل أهل الدلنج على الهوية وطرد النوبة من الدبيبات وسكن بيوتهم عنوة وقهرا يأتي السالفة واللصوص ويشيدون له مزارا يطوف عليه أتباع المليشيا صباحا ومساء ولما فشلت قوات التمرد من مواجهة رجال الهجانة ام ريش اشبعت نفسها الإمارة بالشر والنزاعة للقتل في استهداف مدرسة لطالبات كردفان في قلب مدينة الابيض بعد أن أعلنت ولاية شمال كردفان عن استئناف الدراسة بجميع مراحل التعليم قررت المليشيا أبطال هذا القرار وضرب المدارس بعد أن ي يمدها العملاء والمخبرين باحداثيات مدارس الأبيض فيبعثون إليهم شواظ من نار لقتل الطلاب بالعشرات ويعتبرون ذلك عملا بطوليا من أجل القضاء على دولة حدود ١٩٥٦ هذه الفرية التي يرددها اتباع المليشيا صباح ومساء ولايدرون ماهي تلك الدولة وإذا سألتهم ماذا تعني تلك الدولة يقولون انها دولة الجلابة ولكن هل طالبات مدرسة الأبيض من مكونات هذه الدولة؟؟
أن المليشيا بعد عجزها عن مواجهة الجيش في الأبيض وهزيمتهم في كل المعارك التي جرت في سدره وفي جبل كردفان تمركزت المليشيا غرب الأبيض وأخذت في قصف المدينة انتقاما من السكان دون أي مبررات مع ان الأبيض مدينة متساهلة مع الملشيا ولم تتخذ أي تدابير تضر بمناطق سيطرة المليشيا ولايخضع حتى القادمون من تلك المناطق لاية مضايقات لأنهم في أغلبهم مواطنين أبرياء لكن المليشيا بلا أخلاق ولا قيما ولا مروؤة ولا رجولة لذلك تمارس القتل عبر السلاح الجبان وترسل الصواريخ لرؤوس الطالبات وبعد أن نجحت المليشيا في تعطيل التعليم في كل منطقة دخلتها وخربت مؤسسات الدولة ونهبت وسرقت حتى مقاعد الجلوس التي بيعت لبائعات الشاي في الأسواق هاهي المليشيا تستهدف المواطنين سواء في الأبيض أو كرري بأم درمان أو الفاشر وبكل أسف تتماهي مع المليشيا قوي سياسية تتحدث عن شعبها واي شعب ياهولاء والملشيا تقتل المواطنين بالراجمات والصواريخ من أجل فرض الهجرة القسرية وتفريغ المدن من سكانها

                              3

بصورة مفاجئة أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال برئاسة عبدالعزيز الحلو عن حلول المجاعة باقليمي جبال النوبة والفونج الجديد على لسان سكرتير الشئون المدنية ارنو تقلو طبعا ارنو هو تحريف لاسم أحمد وكان ارنو قدبدل اسمه لدواعي وتقديرات تخصه لكن المجاعة التي ضربت إقليم جبال النوبة مما اضطر الحركة إعلان مناطق سيطرتها مناطق جوع وبالتالي دعوة العالم للتدخل الإنساني لم تهبط فجأة من السماء بل كان المجاعة مقدمات منذ منتصف العام الماضي حينما هجمت قوات الدعم السريع علي مخازن الغلال في الأبيض والدبيبات وإحالتها إلى خراب ثم هاجمت مليشيا الدعم السريع منطقة هبيلا حيث تتواجد أكبر مخزونات العيش في السودان وغضت الحركة الشعبية الطرف عن قوات القتيل شريا لتعبث بهبيلا وتنهب المواطنين وكل تلك كانت مقدمات لماحدث في جبال النوبة حيث تعرضت مدنا مثل الدلنج لتجويع متعمد من قبل المليشيا التي أغلقت طريق الأبيض الدلنج وفرضت حصارا على سكان الجبال ليموت الناس جوعا وساهمت قيادة الحركة الشعبية في تعزيز واقع الجوع في الإقليم بأن استمعت لدولة الإمارات ونكصت عن اتفاق الحلو كباشي ذلكم الاتفاق الشفاهي لتوصيل ألمساعدات الإنسانية لمناطق سيطرة الحكومة والحركة الشعبية وقبل أن يتم التوقيع في مايو الماضي نكصت الحركة الشعبية عن مااتفق عليه في جوبا بعد تدخل الأيادي الخليجية وتدخلت أموال بن ذايد ابن سلطان ومد حمدوك رجليه ضاحكا على الكباشي الذي كان ينتظر الاتقاف على مسارات الإغاثة حتى لاياكل أطفال منطقة نمر شاقو أوراق شجر الهجليج وحتى لايجلس أطفال الدلنج في صفوف طويلة في انتظار المديدة وليس عصيدة الكرقي بملاح اللوبيا وكل السودان شاهد ذلك الطفل الذي يلتقط حبوب العيش من طاحونة بحي المعاصر والحركة الشعبية تستجيب لحرب يشنها الدعم السريع على شعب المنطقة ومن ورائهم الإمارات التي من أجل مصالحها لايعنيها موت شعبا بأكمله
الان تعلن الحركة الشعبية الجوع وقد سبقها الفريق شمس الدين كباشي في محاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه وبعث بنحو الف وخمسمائة الف جوال ذره للمنطقة الشرقية وبذلك أكلت المنطقة الشرقية وهي اصلا غير متضررة كثيرا من الجوع في جبال النوبة لأنها بعيدة من اشاوش الدعم السريع الذين يقتلون الطالبات في الأبيض ويفرضون الحصار اللئيم على الدلنج وأضاف شمس الدين كباشي مبلغ تريليون لحكومة جنوب كردفان التي قامت بتوزيع كميات مقدرة من القمح والفتريته مما خفف كثيرا من وطأة الجوع ولكن بحلول منتصف أغسطس كما حدثني الخال إسماعيل المهدي من الكويك أمس الأول أن المنطقة الواقعة في محلية ريفي شرق كادقلي تجاوزت خطر الموت جوعا لسببين اولا بوصول قمح من الولاية تبرع به الفريق شمس الدين كباشي وثانيا بأن بعض المحصولات بدأت في النضوج مثل عيش الريف اي الذره الشامي ينضج وبذلك يتلاشى خطر الموت جوعا وكذلك الطماطم والعجور والبطيخ السبلي الذي يسلق على النار وياكله الجائع وارنو تقلو يعلم ذلك جيدا أن انسان جبال النوبة بعد حلول شهر أغسطس لاخوف عليه من الموت جوعا لأن المنطقة اصلا غنية بمواردها ولكن إعلان الحركة الشعبية عن الجوع في جبال النوبة هو إعلان سياسي في سياق مايجري من مؤامرة لفرض التدخل على السودان بزرائع انسانيه طورا ولأسباب أخرى

                         4

لو كنت في مقام صناع القرار في السودان لاسندت للتوم هجو امر إدارة شان سنار واليا وأسندت أمر ولاية شمال كردفان للشاب عبدالله محمد علي بلال الأول جبهة ثورية ومعارض سابقا ومقاتل حاليا في صف القوات المسلحة ورجلا وفيا لمبادئه وشجاعا في مواجهة الجنجويد وقد صقلته التجربة وكشفت المؤامرة الحالية معدنه النفيس وبالطبع التوم هجو أفضل من كل ولاة الجزيرة وسنار اما عبدالله بلال فهو قيادي في حركة العدل والمساواة وله تجربة طويلة في القتال والحشد ويحظى بثقة شباب كردفان وأهلها وهو من أهل الوجعة ظل منافحا بكل مايملك من أجل الاستقرار والسلام في كردفان وعبدالله إذا أسندت إليه ولاية شمال كردفان لطرد التمرد من ام روابة والرهد والحمادي والدبيبات وأم عرده والعيارة لثقة المقاتلين فيه وثقة قوات حركة العدل والمساواة في نفسها وبفضل هذه الحركة تحققت انتصارات كبيرة في الإذاعة ومحور ام درمان وبالطبع عبدالله بلال أكفا من الوالي الحالي الذي ثبت عجزه في الأيام الأخيرة ونضب معينه ولم يعد كما بدأ وضخ دماء جديدة في شرايين شمال كردفان يمنحها الحيوية والنشاط وما عبدالله الا خيار هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها البلاد وهي مرحلة أهل العزائم لا الباحثين عن الغنائم ولكن من يقنع القيادة بأن الضباط الإداريين مجرد انهم ضباط إداريين أثبتوا فشلا باستثناء أحمد عثمان حمزه في الخرطوم ووالي النيل الأبيض وتلك اشراقات في زمان العتمة والكتمه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى