يوسف عبدالمنان يكتب …كادقلي تحت الحصار

يوسف عبدالمنان

منذ سقوط محلية القوز في التمرد في شهر يونيو الماضي وسقوط مدينة الكرقل في يد تمرد آخر في أغسطس الماضي ظلت كادقلي تتنفس تحت الماء؛؛ وحوصرت جنوب كردفان وضعفت الدولة حد أن بلغ الاستهتار بأحد زعماء الإدارة الأهلية أن ابلغ قائد كبير في حامية الدلنج مستغلا العلاقات الاجتماعية بأن يسلم حامية الدلنج إلى قوات الدعم السريع مثلا حدث في محلية القوز ومن حينها قطعت قوات الدعم السريع إلامداد الدوائي والغذائي وامداد الوقود عن الدلنج وكادقلي ومن خلال تنسيق أو دون تنسيق قطعت الحركة الشعبية شريان الحياة عن كادقلي عاصمة إقليم جبال النوبة أو عاصمة ولاية جنوب كردفان وكلاهما مسمى لرقعة جغرافية واحدة نصت عليها اتفاقية السلام ٢٠٠٥ واتفاقية جوبا
وظلت كادقلي تتعرض لهجمات متتالية من قبل الحركة الشعبية وجيشها وشرطتها وأمنها صامدا ومنتصرين في كل المعارك واستبسلت قوات الجاو وكافي طيارة في الدفاع عن كادقلي المدينة رغم شراسة الهجوم الذي تتعرض له المدينة في كل أسبوع وقادتها صامدين في وجه الحرب الغاشمة وقد تعطل المطار وأصبحت المدينة تاكل خبزها من جنوب السودان ووقودها يقطع الآلاف الكيلومترات من دولة الجابون إلى الكاميرون ويوغندا وجنوب السودان حتى سوق النعام الذي أصبح الشريان المغذي لنصف سكان ولايات كردفان سبحان مبدل الدول من حال إلى حال جنوب السودان الذي كان البعض ينظر إليه بسخرية أصبحوا يسخرون منا كما نسخر منهم في الزمان القديم
كادقلي الان تختنق بضيق العيش وغلاء الأسعار وجوال الزره قارب سعره ال٥٠ الف جنيه والسيولة أصبحت كالبن الطير والأحياء الشرقية نزحت للغرب والحركة الشعبية تخطط للاستيلاء على تقاطع كيقا جرو لقتل كادقلي جوعا وتهلك قوات فرقة بكاملها والي الولاية محمد إبراهيم ونائبه محمد علي لاخيل عندهم يهدوها ولامال ولا مطالبين بأكثر مما هو شاخص الان من مأساة
ومهما اختلف الناس حول أداء الحكام ولكن أصبح البقاء في كادقلي في مثل هذه الظروف بطولة ومحل تقدير لكل منصف
الفريق شمس الدين كباشي ابن المنطقة وفرس رهانها بعد توليه منصب الرجل الثاني في القوات المسلحة والان الفريق البرهان قد وضع في عاتقه إدارة العمليات العسكرية وآمن السودان في عنقه يشاركة آخرين المسؤولية كالفريق ياسر العطا الذي يعتبر ابن كادقلي الوفي وعرفته قيادة المنطقة ضابطا أهم مايتصف به الشجاعة في مواجهة الموت فهل تترك كادقلي هكذا دون تدابير تقيها من السقوط في يد التمرد مناصفة الدعم السريع القطاع الرملي والحركة الشعبية كادقلي والدلنج اما المنطقة الشرقية (سبق سبق) هكذا جبالنا وارضنا وأهلنا هانوا على حكومة المركز والا فكيف تفسر هذا التجاهل وحل مشكلة الولاية وكادقلي أسهل من شرب جرعة الماء البارد
إذا سقطت كادقلي في عهد أصبح فيه كباشي الرجل الثاني في الدولة فإن لهذا السقوط آثاره حتي علي الخرطوم التي أكثر المدافعين عنها الان أبناء جبال النوبة؛؛

Exit mobile version