اخبار

يوسف عبدالمنان يكتب … البرهان يقترب من قحت

يوسف عبدالمنان

بعد خروج الفريق البرهان من القيادة العامة بنصف انتصار على مليشيا الدعم السريع وانتصار خارجي من خلال رحلات لعدد من البلدان أعادت للوجود حكومة السودان بعد أن تجرأ عليها الرئيس الكيني وقال السودان ليس به حكومة الان
والدعم الشعبي الذي وجده البرهان وطوفان الجماهير التي استقبلته بالأمل في إعادة الأوضاع إلى ماكانت عليه والانتصار على مليشيا الدعم السريع
كان منتظرا من الرئيس البرهان تشكيل حكومة مدنية وعسكرية مختلطة لإدارة الأزمة حتى انقشاع الحرب وتحقيق النصر ووجدت الفكرة تأييدا كبيرا من الشعب ولكنها لم تروق لقوى الحرية والتغير التي تحتفظ بوزراء جاءت بهم من كوادرها وولاة ولايات اختارهم حمدوك وبعض الوزراء يمثلون حميدتي ولايمثلون البرهان
نجحت قوي الحرية والتغير اولا بتحريك جناحها العسكري الذي لوح أيضا بتشكيل حكومة موازية ليصبح للسودان حكومة موالية للجيش وأخرى موالية للملشيا هكذا منطقهم المعوج
وتحت ضغوط كثيفة استبدل البرهان مشروع وفكرة حكومة لإدارة الأزمة إلى ترقيع وإعادة توزيع الوزارات على بعض أعضاء مجلس السيادة ومنهم اثنان لاشان لهم الان الا بالملف العسكري ونعني ياسر العطا والفريق كباشي وترك أمر بعض الوزارات للفريق إبراهيم جابر والبعض الآخر إلى مالك عقار بينما أصبح أعضاء مجلس السيادة الموالين لحميدتي وهم الطاهر حجر والهادي إدريس يجلسون في الظل بلا مهام ولكن وزراء موالين لقوى الحرية والتغير وحميدتي يتمتعون بكل السلطات بل يساعدون من مواقعهم مليشا الدعم السريع بخيانتهم لقسم الولاء وهناك ولاة جيوبهم مع البرهان وقلوبهم مع حميدتي
وبينما الشعب في انتظار قرارات لإعادة الروح للحكومة وتعين ولاة عسكريين لبعض الولايات يفاجئ البرهان الجميع ويستقبل عجوزا في الغابرين من بقايا الحزب الشيوعي السيده عائشة موسى اول من دق مسمارا في نعش الأمن الوطني باطلاقها لسراح عتاة المجرمين والحرامية والبرهان يستمع إليها وهي تقود مبادرة لإعادة الاتفاق الإيطاري الذي تسبب في الحرب الحالية وربما يؤدي لحرب ثانية وثالثة لأنه وصفة أجنبية يحملها وكيل داخلي لإقامة دولة علمانية دكتاتورية مدنية لامكان لإرادة الشعب فيها
هذا تتبخر فكرة تكوين حكومة إدارة الأزمة ويسود الإحباط مكان التفاؤل وتعود قحت للتحكم في المشهد السياسي اعتمادا فقط على ضغوط الخارج وبندق الملشيا

           يوسف عبد المنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى