محمد عبدالقادر يكتب … (ماسكين العصاية من النص يابرهان)

محمد عبدالقادر

مازال القلق يستبد بالسودانيين الوطنيين من حالة الارتباك البائن فى اداء وخطاب مجلس السيادة بقيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان، وتتملكهم الحيرة من التناقض الغريب بين الفعل السياسي والدبلوماسي (المهادن جدا) وخطاب الحرب القائم على اعتماد الحسم العسكري لقطع الطريق امام عودة (الجنجويد) الى المشهد مرة اخرى..
ومما يؤلم فى خضم ما تعايشه بلادنا من حرب ضروس مع مليشيا متمردة على سلطة الدولة وجيشها الوطني – تقتل السودانيين وتغتصب حرائرهم وتستبيح اموالهم وممتلكاتهم وتشردهم لاجئين ونازحين _ ان المجلس السيادي ليس على قلب رجل واحد حتى الان ، فبينه من اعلن الانحياز صراحة للتمرد واصطف فى معسكره بتهافت وخيانة وطنية بائنة، (الطاهر حجر والهادى ادريس) ، ومنهم من اختار ان ( يفلق ويداوى) ويردد اسطوانة التفاوض المشروخة ويفشل فى تبنى استراتيجية الدولة القائمة على انهاء وجود اخر متمرد من الجنجويد فى الخرطوم مثل مالك عقار نائب رئيس المجلس السيادي.
وبينما اعلن الفريق اول البرهان فى خطابه بمناسبة عيد الجيش عن تبنيه خيار الحسم العسكري ، ياتي نائبه وبعد يوم واحد ليحدثنا عن التفاوض والعملية السياسية ومغازلة قحت بالعزف على وتر مهاجمة الاسلاميين رغم استجابتهم دون القوى السياسية الاخرى لنداء الجيش ، واختيارهم الخنادق وحمل البنادق والاستشهاد فى معارك العزة والكرامة…
الحسم يبدأ بالباس المجلس السيادي لامة الحرب والتماهي الكامل مع الخيار الذى يتبناه الجيش، وناى الفريق البرهان عن اعتمار قبعتين احداها لقائد جيش حاسم و( مر) والاخرى ل( مهادن ) يتسامح مع خيانة مرؤوسيه فى المجلس السيادي وجهاز الدولة التنفيذي.
الحسم الذى نعلمه يبدا بالقرار والفعل السياسي والسيادي الموحد تجاه عدو خائن ومتمرد وعميل، اذ لايعقل ان يقاتل الجيش معارك الشرف والكرامة فى الوقت الذى اختار فيه بعض قادة الدولة من السياديين والسياسيين (الحياد ومسك العصا من النص)، واحتضن اخرون التمرد و قرروا موالاة مشايعيه والتنقل معهم بين العواصم التى تعمل بكل ما اوتيت من قوة لكسر ظهر قواتنا المسلحة الباسلة..
كيف يستقيم ظل الصمود والوطنية و( عود) الولاءات اعوج، وما هو السبب الذى يجعل ( الطاهر حجر والهادى ادريس) يقفان الى جانب التمرد وهما ضمن اعضاء مجلس سيادة الدولة التى تمرد عليها الجنجويد ..
ومما يؤسف له ان بعض قادة الحركات المسلحة التى ينظر اليها كجزء من جيش البلد تمارس الحياد المخجل كذلك فى التعامل مع المعارك العظيمة الطاحنة التى يخوضها جيشنا الباسل ، وقد تبين تماما انهم خفاف عن الطمع (قسمة السلطة والثروة والامتيازات) ، وثقال ومحايدين لحظة الفزع وعندما يحتمي الوطيس .
ماذا تنتظر سعادة الفريق البرهان من امثال هؤلاء، ومتى ستجدهم بلادنا ولماذا تحتفظ بهم حتى الان، هل هنالك انكى مما فعله وزير الداخلية السابق الفريق عنان وغادر دون ان يساله احد ، وهل يعقل ان يكون وزير فى الحكومة ضمن وفد المتمردين والقحاتة الذى يدير التامر على الحيش والبلد ويتنقل من عاصمة لاخري ( وزير الثروة الحيوانية حافظ ابراهيم) ، وزراء اخرون لزموا الصمت و الحياد والبيوت، وتنفيذيون بلا عدد ما زالوا يديرون مواقع عديدة يوالون الحنجويد ويتفرجون بدم بارد على مافعلوه بالشعب السوداني ويقبضون رواتبهم ويحافظون على امتيازاتهم التى يدفعها الشعب المغلوب على امره .
اي هوان هذا واي حسم ننتظره طالما ان هنالك من يحكموننا ويقتلوننا فى ان واحد، اي انتصار ننتظره ومؤسساتنا السيادية والتنفيذية تقبل وجود قادة يوالون التمرد ويتنقلون بين العواصم لكسر الجيش واعادة الجنجويد الذين استباحوا ارواح واموال واعراض السودانيين للحكم .
لن يحدث الحسم العسكري الذى ننتظره مالم يتم كنس كل متامر مع المليشيا ، لن نقبلهم فى مؤسسات الحكم لان فى ذلك استفزار للشعب السواني اللاجئ والنازح والمغتصب والمقتول بافظع انتهاكات ارتكبتها المليشيا الغادرة ..
هذا التوقيت لايقبل الحياد،و(مسك العصا من النص) ، الحسم يبدأ بكنس المتامرين والموالين للمليشيا من كافة اجهزة الدولة وتوحيد الاجابة على السؤال المرتبط بمستقبل المتمردين بعد الحرب، افعلوا ذلك حتى تتجنبوا اتهامكم جميعا ب( مسك العصا من النص) و( فكوا اللجام) …

Exit mobile version