اعمدة الرأي

محمد عبدالقادر يكتب … لن يفطر السودانيون على(بصلة التفاوض) يابرهان

محمد عبدالقادر

خذها منى سعادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان ووفده المفاوض فى (منبر جدة)، لن يفطر الشعب السوداني على ( بصلة التفاوض) بعد طول صيام علق من اجله حتى افطار العيد ، ليس لدى شك فى انكم تدركون ما يطلبه السودانيون هم يتوافقون لاول مرة على اهمية حسم المليشيا المتمردة عسكريا، ويطالبون ب( سودان خال من الجنجويد).
اعلنتم استئناف المفاوضات مع مليسيا الجنجويد المتمردة اليوم فى جدة ، لا تثريب عليكم فى اعتماد التفاوض كوسيلة متبعة لايقاف الحرب، ولكن نذكركم ونحذركم باسم الشعب من اية محاولة لتجاوز ما تم الاتفاف عليه بجدة فى الحادى عشر من مايو المنصرم والقاضي بخروج هؤلاء القتلة المجرمين من بيوت المواطنين ومرافق الخدمات والاعيان المدنية قبل كل شئ.. وننبهكم الى انكم تجربون المجرب واخشى ان (تحيق بكم الندامة) كما يقول المثل السوداني، لان التمرد لم ينفذ ما تم التوقيع عليه ومازال وحتى كتابة هذه الاسطر يمارس انتهاكاته ضد المدنيين العزل وبافظع مما كان عليه الوضع منذ اندلاعه فى منتصف ابريل المنصرم.
اعلنتم وصدقنا ان مفاوضات جدة لن تغادر مربع الاتفاق الذى مزقه الدعم السريع قبل ان يجف مداده، سنراقب مسار المنبر ولن يرحمكم الشعب اذا ما حاد عن ضرورة الزام المليشيا المتمردة بالاتفاق الذى مازالت تدوس عليه باقدام الخيانة والانتهاكات غير ابهة بمعاناة شعبنا ولاهيابة للمسهلين اصحاب المبادرة ( السعودية وامريكا) ولا اليات المجتمع الدولي ومنظماته المتواطئة حتى الان.
لن يقبل الشعب السودانى الذى خسر كل شئ.. مقتنياته ومدخراته وامواله ومنازله واعراضه وحتى كرامته ان تتجاوز هذه المفاوضات مبدا ( استسلام المليشيا) وتجميع ما تبقى منها فى معسكرات خارج الخرطوم وكل المدن السودانية..
ليس لدى السعب السوداني ما يخاف عليه بعد اليوم لقد فقد كل شئ وتراكمت فى افقه (حقارة الجنجويد) وجرائمه وانتهاكاته التى تجاوزت كل فظائع الغزاة الغاصبين التى قراناها على مر التاريخ.
لست متفائلا بان تلتزم المليشيا بما ستسفر عنه المفاوضات، فدافعها لاستمرار المنبر وانعقاده من جديد دق اسفين بين الشعب وقياداته ، واظهار الجيش فى مقام الضعف، وابراز وجه خادع للمجتمع الدولى يؤكد انها تقف فى كفة متساوية مع جيشنا الوطني .
اتمنى ان يدرك وفدنا انه يحاور عصابات من النهابين والمجرمين سفاكي الدماء وقطاع الطرق لا راس لهم او قيادة بعد اختفاء قائدهم حميدتي وفرار نائبه عبدالرحيم دقلو من ارض المعركة، لم يعد للدعم السريع قيادة ذات تاثير على من هم فى البيوت الان من عربان الشتات الذين استباحوا الخرطوم وقتلوا اهلها وسرقوهم ونهبوهم واغتصبوا حرائرها واختطفوا العشرات من بناتها الى مناطقهم التى عاد بعضهم اليها بسيارات اهلنا محملين بالذهب والاموال والغنائم…
نعم انه من نكد الدنيا على السودانيين الاحرار رؤية وفد من قواتهم المسلحة يجلس ليفاوض من قتلهم وجعلهم نازحي ولاجئين مشردين ، واستخدمهم كدروع مدنية وطردهم من منازلهم واذاقهم مر العذاب وضنك العيش ونكل بهم، هذا جزاءه الحسم العسكري لا التفاوض اذ لايجوز ان تفاوض الدولة القتلة والنهابين والمجرمين.
فليعلم الفريق البرهان ووفده المفاوض انهم سينفخون فى ( قربة مقدودة) لان الدعم السريع بلاقيادة يمكن الزامها بما تم او سيتم الاتفاق عليه، سيذهب الجميع عبثا الى جدة ليحاوروا مجموعة تدعي سيطرتها على الميدان بينما القائد الفعلي والوقود الحيوى لعمليات الجنجويد هم عربان الشتات الباحثين عن الاموال والذهب والسبايا من النساء والفتيات فى بيوت الخرطوم والجزيرة والسمالية ونهر النيل وسائر بقاع السودان الامنة المطمئنة.
سعادة الفريق البرهان لقد رفع السودانيون شعار( اما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العداء) ، واحتسبوا ما فقدوه فداءا للكرامة وعزة الوطن فلا تخذلوهم بمواقف رخوة او تسويات تتسامح مع عناصر المليشيا وحلفائها ممن باعوا الوطن للسفارات وتنقلوا به بين محطتي (القحت والجوع) ، فقد سمعنا ان هنالك عملية سياسية فى مرحلة لاحقة تنشط المطابخ الغربية فى تجهيزها الان عبر خونة من ابناء جلدتنا باعوا ارواح السودانيين وكرامتهم وشرف نسائهم مقابل نزق السلطة وبريق الدولار.
الحقيقة التى ينبغي ان يعلمها الجميع ويخططون وفقها لمسارات السودان القادم، ان ارض الشمس والسنابل والكبرياء لن تسعنا مرة اخرى مع الجنجويد القتلة واذيالهم من القحاتة الذين يصرخون الان من العواصم الافريقية ( لا للحرب) بينما هم الذين اوقدوا نارها حينما اختاروا دور الحاضنة السياسية لمليشيا قبلية خانت الشعب السوداني وجيشه الباسل..
قوموا الى مفاوضاتكم دون التفكير فى النجاة من لعنة الشعب اذا افردتم اي حيز لعودة المليشيا واذيالها من السياسيين الخونة للمشهد من جديد، فقد قال الشعب كلمته، نعم لمفاوضات ترتب للاستسلام وتخرج الجنجويد وعربان الشتات من بيوت السودانيين، و( لا) لاي تفاوض ينفخ الروح فى وجودهم عبر تسويات خائبة واتفاقات خاسرة، هذه حدود تفويضكم، وان تجاوزتموها فستخسرون الشعب الذى منحكم ثقته ودعمه وارواح ودماء ابنائه…وكل شئ…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى