محمد عبدالقادر
سيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش، اعلم انهم ابلغوك بالفاجعة ، ولكنهم لم يخبروك عن مقدار وجعة الشعب السوداني وحزنه على استشهاد اللواء ايوب عبدالقادر قائد سلاح المدرعات ، قلعة الصمود الحصينة التى يمثل اختراقها على هذا النحو اكبر نكبات الحرب اللعينة..
فلتعلم سيدي القائد ان (سقوط) قائد فى قامة ايوب اوقع وافجع من (سقوط) اليرموك والاستراتيجية والاحتياطي المركزي ، وان ايوب الذى مضى شهيدا كان ممن ندخرهم لمعركة النصر الفاصلة ، لذا فقد ظل ( املا) قبل ان يتحول الى ( الم) قاتل، وما اقسى استهداف ( اسباب الامل) وايقونات النصر التى يراهن عليها الشعب ويستمد منها قدرته على ( الصبر) فى انتظار نهاية التمرد الغاشم… لقد قتلوا ايوب .. وصبره.
لم يكن (ايوب) ضابطا رفيعا فى الجيش السودانى فحسب، لقد ظل بطلا ملهما، يمنح الجنود القدرة على الاستمرار بحماس البدايات، حالة عنفوان موارة بالفداء والبذل لايشيخ معه باس المعارك، او يخبو مع عزمها ضجيج الدانات ولا ازيز المدافع، اعتمدناه بطلا قوميا منذ ان هيعل لداعي الوطن والجهاد، وكم فرحنا حينما دقت اقدام اشاوسه من جنود الفرقة (17) مشاه سنجة ارض المعركة ودخلت ساحة الوغي فى الخرطوم، اذكر يومها ان حالة اطمئنان سرت فى اوصال الجميع لان ( الملهم ايوب) رفع تمام قواته حينما (دخلوها وصقيرا حام) فى معارك المدرعات ، وعندما احمر الحدق وحمي الوطيس فى اشتباكات معسكر طيبة، وقيادة الاحتياطي المركزي.
كان ايوب وقبل ذلك فى كل مسارح العمليات التى جابها على طول البلاد وعرضها ( مر كالتكل المجدر والصف العامر زحامو هو مستعد لى لطامو)..
ايوب شوكة الحوت التى وقفت فى حلق الهالك حميدتي قبل ان يتمرد ويسفر عن وجهه الاقبح، لم يستطيعوا هزيمته اثناء الدواس او ينالوا منه فى المعارك فغدوره ، كيف فعلوا ذلك هذا ما نتمنى ان نعلمه من قادة الجيش لان ( صبر ايوب) سيكون عصيا على التحقق والشعب تتقاذفه الاسئلة الحارقة التى نبحث عن اجابات تشفي الغليل..
نعم سيادة الفريق البرهان كيف نالوا من الفارس ايوب، الم نتعلم مكافحة الطابور الخامس وحماية وتامين القادة من فاجعة استشهاد اللواء ياسر فضل الله ، كيف انفردت الدانة بقائد القوة وامير المدرعات ، من الذى رفع الاحداثيات، وكيف علموا مكانه، ولماذا اختاروا توقيت الهجوم بالمدفعية بعد انتهاء الشهيد من تفقد ارتكازات قواته فى الشجرة، وماهي الجهة المعنية بالحماية؟!، وكيف غفلت عن اعمال الاحترازات المؤمنة لحياة قائد فى عرين تمنيناه محصنا وامنا، لانه يمثل سدرة منتهي العدوالغاشم..
اين استخباراتنا العسكرية التى جعلتنا نتفاجأ من قبل بدخول الجنجويد الى مقر اقامتك سعادة الفريق البرهان، وفجعنا غيابها اليوم برحيل الرجل الاول فى قيادة سلاح المدرعات، هل هو الطابور الخامس الذى يتحدث عنه الناس فى الاسافير والمجالس ام تراها الاسلحة الحديثة (التى تعلم الغيب) وتوجه من اي مكان لتصيب اللواء ايوب دون غيره ، اين المعلومات المرتبطة بامداد العدو وما وصلته من تعزيزات حديثة كان ينبغي التعامل معها بالاحترازات اللازمة ان كانت معلومة، ولماذا لايتم اكتشافها قبل ان تدخل لتفتك بقادتنا وشعبنا؟!.
سعادة الفريق البرهان، لبس هنالك شك فى ان اللواء ايوب ذهبت بروحه الطاهرة مدفعية موجهة، ان كان ذلك عبر تقنيات تجسس استغلت الهاتف او دليل بشري خائن اشار الى وجوده، او تقصير فى مستوى الحماية والتامين ، كل هذه الحيثيات تضعنا امام فرضية مفادها غياب المعلومة، فهل يستقيم هذا الامر والحرب تدخل شهرها السابع..
سعادة الفريق البرهان ، ليس من باب التدخل فى شان العسكريين فلسنا خبراء فى ادارة المعارك حتى نفعل ذلك غير ان استشهاد اللواء ايوب بهذه الطريقة يجعلنا نكتفي بالقول ان هنالك ما يستحق التصحيح…
من الواضح ان المليشيا قد يئست من مواجهات الميدان فاتخذت طريقها للغدر واقتناص القادة والاهداف عبر المدفعية الموجهة، هذا الامر يقتضي احترازات جديدة واستراتيجيات مختلفة لحماية المواقع والقيادات وابناء الشعب السودانى، دانات المليشيا المجرمة ظلت مستمرة فى حصد ارواحهم وضربهم داخل الاحياء والمنازل والمستشفيات.
سعادة الفريق البرهان ان استمر قادتك فى السقوط على هذا النحو من الغدر ، فستجد نفسك وحيدا، وسيستمر السودان ضيعة مستباحة لهؤلاء الاوباش القتلة وسنظل نسال فى اعقاب كل وجعة ( من القادم)؟!، الاجدى استعجال الحسم فلم يعد لديك ما تخسره والحل فى احكام العمل الاستخباراتي وقفل الثغرات وتعزيز القدرة على كشف الطابور الخامس، و تعزيز حماية نفسك وقادة عملياتك العسكرية، لانه ومثل ماقال انشتاين ( من الصعب ان تستخدم ذات الطريقة وتحصل على نتيجة مختلفة)..
احسمها يا برهان فقد تجاوزت القلوب الحناجر…