مالك عقار
انتقد نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس الحركة الشعبية – شمال، مالك عقار، حياد الحركات المسلحة حيال الوضع القائم في السودان، ودعاهم لمساندة الجيش، كما هاجم قوى الحرية والتغيير قائلا إنها استقوت بالمجتمع الدولي.
ولم يجد كلام مالك عقار، الذي تحدث ورشة تُنظمها حكومة جنوب السودان للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام للتشاور حول
لإيقاف الحرب، قبولا من الوساطة الجنوب سودانية وقادة الحركات حيث سرت همهمات اعتراضية أثناء كلامه.
وأوضح توت قلواك، مستشار رئيس جنوب السودان لشؤون الأمن القومي ورئيس لجنة الوساطة لاتفاق السلام 2020، أن الاجتماع التشاوري عُقد بهدف البحث عن طريقة لحل الحرب المستمرة، كما أن الرئيس سلفا كير ميارديت يريد السلام والاستقرار في السودان ولهذا السبب بادر هو وحكومته إلى عقد الاجتماع، وأضاف في كلمة نيابة عن كير “لا نريد أن نرى أي انقسام في المجموعة”.
وقال مالك عقار، في الورشة، إنه “استمع للجميع يتكلمون عن حياد تجاه الوضع القائم في البلاد، وهذا لا يتوافق مع الواقع، حيث يدعم البعض الجيش من دون التصريح بذلك بينما يقف الآخرون مع قوات الدعم السريع”.
ودعا قادة الحركات إلى الالتفاف حول موقف واحد وهو “دعم الجيش، لأن بانهياره سينهار السودان”، محذرا إياهم من أن انهيار الجيش يجعلهم لن يجدون موطئ قدم في البلاد التي سيستمر احتلالها، حسب تعبيره.
وتُشارك الجبهة الثالثة – تمازج في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع ضد الجيش، بينما يقف مالك عقار مؤيدا للجيش وتقول بقية الحركات إنها تقف على الحياد.
وهاجم عقار قوات الدعم السريع قائلا إنها هزمت الشعارات التي رفعتها بإنهاء سيطرة وهيمنة الاسلام السياسي والفلول والعودة إلى الديمقراطية والحكم المدني في السودان وهزيمة الانقلاب، وذلك منذ بداية الطلقة الأولى للحرب.
وتابع “ظهر بالممارسة والتطبيق أهداف الدعم السريع الحقيقية على يد جنودهم عبر احتلال بيوت المواطنين والمؤسسات الخدمية وتدمير البنية التحتية وغيرها وممارسة القتل المتعمد للمدنيين وإرهابهم عبر قصف احيائهم عشوائياً والنهب وجرائم التطهير العرقي وهي انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وتصنف كجرائم ضد الإنسانية من اختطاف وسبي للنساء والاغتصاب الممنهج كوسيلة للحرب”.
كما هاجم مالك عقار قوى الحرية والتغيير، وقالت إنها استقوت بالمجتمع الإقليمي والدولي دون المبادرات الوطنية العديدة، حيث أنتج ذلك بضاعة دولية ذات جودة رديئة تتمثل في الاتفاق الإطاري”.
وأشار إلى أن الاتفاق الإطاري بداخله مجموعة تناقضات ومخاوف وأطماع وأهداف مجموعات الحرية والتغيير والدول، ما عمق التناقضات الداخلية بين الكتل المدنية وبين الجيش وقوات الدعم السريع.
ووقع الجيش والدعم السريع وقوى سياسية ومدنية أبرزها الحرية والتغيير، إلى جانب الحركة الشعبية شمال التي يقودها عقار الاتفاق الإطاري في خواتيم العام المنصرم، لكن الحرب حالت دون استكماله باتفاق نهائي بموجبه تُسلم السلطة للمدنيين.
وفي 15 أبريل هذا العام، اندلعت حرب ضارية بين الجيش والدعم السريع، تمددت في مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم وكردفان ودارفور، ما أدى إلى تشريد 5.9 مليون شخص من منازلهم
ويستأنف طرفا الحرب، غدا الخميس، مفاوضات بوساطة أميركية – سعودية، يتوقع أن يتوصل الطرفان عبرها لاتفاق وقف إطلاق النار، نظرا للضغوط المحلية والإقليمية والدولية.
وأشاد رئيس حركة تحرير السودان -المجلس الانتقالي الهادي إدريس باجتماعات القوى السياسية والمدنية المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، من أجل خلق أكبر جبهة مدنية مناهضة للحرب.
ودعا حكومة جنوب السودان لإقناع الأطراف الفاعلة الأخرى بضرورة الانضمام إلى الجبهة المدنية.
وتقود الحرية والتغيير مسعى لتكوين أكبر تحالف مدني يقف ضد الحرب، حيث تُعقد هذه اجتماعات في أديس أبابا لتكوين التحالف الجديد الذي يتوقع أن يُشارك بفعالية في عملية سياسية مرتقبة.