تقارير

لها دوراً بارزاً في القضاء على الجنجويد … نسور الجو … ضربات موجعة وغارات حاسمة

تقرير : ضياءالدين سليمان

لم يعرف المواطن السوداني قيمة الطيران الحربي للقوات المسلحة الا خلال معركة الكرامة التي يخوضها بواسل جيشنا ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة ولم يتردد كثيراً اسم نسور الجو على دفاتر يوميات المواطن الا لحظة اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل في العام الماضي حيث رصدت أعين السودانين طائرة مقاتلة من الجيل الرابع من طراز “ميغ-29″، أو “فلكروم” كما تُلقب في حلف الناتو، وهي تحلق على ارتفاع منخفض في سماء العاصمة السودانية الخرطوم وتطلق صواريخ جو-أرض، في أثناء مواجهات مع مليشيا التمرد، الصواريخ التي تسببت إلى شل حركة المليشيا وإيقاف تمددها وتكبيدها خسائر كبيرة الأمر الذي جعلها تصرخ هي وحلفائها من قوى الحرية والتغيير بضرورة حظر الطيران الحربي للجيش.

فسلاح الجو الذي تأسس على يد البريطانيين في العام 1956م كان له اليد الطولى خلال معركة الكرامة وشكل عنصراً حاسماً ونقطة تفوق واضحة استطاعت من خلاله القوات المسلحة أن تحقق الانتصارات في القرى والنجوع والأرياف وكافة محاور القتال.

نبذة تاريخية

تأسس سلاح الجو السوداني مباشرة بعد استقلال السودان في العام 1956 حيث ساعد البريطانيون في تأسيس القوة الجوية بتوفير المعدات والتدريب وتم تسليم السودان أربعة طائرات نفاثة من طراز باك جت بروفوست للتدريب في عام 1957. في العام التالي، حصل جناح النقل في سلاح الجو السوداني على طائرة النقل الأولى له من طراز Hunting President  وفي عام 1960 تلقى سلاح الجو السوداني ست طائرات إضافية من سلاح الجو الملكي. أيضا في عام 1960، تمت زيادة قدرة جناح النقل عن طريق إضافة طائرتي Hunting President   حصل سلاح الجو على طائراته المقاتلة الأولى عندما تم تسليم 12 طائرة باك جت بروفوست ذات قدرة الدعم الجوي الوثيق في 1962. في الستينيات بدأ الاتحاد السوفيتي والصين بتزويد القوات الجوية السودانية بالطائرات وفي بداية التسعينات أنشأت الدولة عدد من القواعد الجوية في عدد من مناطق البلاد على غرار وادي سيدنا ومروري وكنانة والأبيض لتعمل القوات الجوية على خليط من طائرات النقل والطائرات المقاتلة والطائرات المروحية ومع ذلك، ليست كل الطائرات في حالة التشغيل الكامل.

إحصائيات

يحتل طيران الجيش السوداني المرتبة الـ34عالميًا، من بين 140 دولة في قائمة أقوى جيوش العالم، لعام 2021.
حيث يمتلك الجيش السوداني 220 طائرة حربية متنوعة، بينها 55 طائرة مقاتلة، و 67 طائرة هجومية، 32 طائرة شحن عسكري، إضافة إلى 22 طائرة تدريب،
لدى سلاح الجو السوداني ايضاً 73 مروحية عسكرية منها 43 مروحية هجومية، مقابل 30 مروحية عسكرية

حرب السماء

إعتمد الجيش في مراحل الحرب المختلفة على سلاح الطيران واستطاع أن يوجه من خلاله ضربات مميتة كبدت مليشيا التمرد خسائر كبيرة وفادحة بدءاً من الضربات الأولى التي قصمت ظهر المليشيا حول القيادة العامة وفي معسكر سركاب حيث كانت قوات من المليشيا تستعد لمهاجة قاعدة وادي سيدنا التي تنطلق منها طائرات الجيش المقاتلة وكذا الحال في معسكر طيبة جنوبي الخرطوم ومعسكر صالحة جنوبي ام درمان حيث إصابت هذه الضربات المليشيا في مقتل عطفاً على توجيه الطيران لضربات استهدفت عمق مناطق المليشيا في قاعدة الزرق بشمال دارفور ومخازن الأسلحة في نيالا الي جانب تشكيل الطيران لحضور دائم في كل المعارك التي خاضتها القوات المسلحة في محاور القتال المختلفة الأمر الذي جعلها احد عناصر التفوق والكروت الحاسمة لدى الجيش.

ميج وسوخوي

يمتلك سلاح الجوي السوداني نماذج من طائرات الميج والسوخوي التي اثبتت فعاليتها خلال المعارك “ميغ-29” تحديدا لديها سمعة طيبة عالميا، وهي تتميز بمقدمة منتفخة تضم كلا من خزان الوقود وإلكترونيات الطيران بما في ذلك جهاز التشويش النشط تم تطويرها لمقاتلة خفيفة الوزن متعددة الأدوار، وكانت بمثابة رد تقني وعسكري على الطائرة الأميركية “F-16″، فرغم أن “ميغ-29” صُممت بالأساس كمقاتلة دفاع جوي، إلا أنها تحولت بعد ذلك لتخدم أغراضا متنوعة منها إطلاق الصواريخ جو-أرض على الأهداف الأرضية، وليس المناورات في الجو فقط، بل ويصل الأمر إلى إمكانية تكليف هذه الطائرة بضربات نووية تكتيكية،
تستطيع هذه الطائرة حمل حوالي 3500 كيلوغرام من الأسلحة، من ضمنها صواريخ جو-جو وجو-أرض من أنواع مختلفة، وبشكل أساسي النوع “R-73″، إضافة إلى مدفع عيار 30 مم مع 150 طلقة، كذلك، يمكن للميغ أن تناور على مدى 1400 كيلومتر تقريبا من نقطة انطلاقها

بحسب تقرير القوات الجوية العالمي يمتلك السودان 17 مقاتلة سوخوي من فئتي “سو-24″ و”سو-25”.
وهي طائرات تحتوي أجنحة الطائرة على(5) عشر منصات لحمل مجموعة متنوعة من أنظمة الأسلحة والصواريخ جو-جو وجو-أرض، كما يمكن تسليح المقاتلة بقنابل موجهة بالليزر وزن 350 – 670 كجم، إلى جانب القنابل العنقودية، وبأسفل الطائرة بندقية عيار 30 ملم مسلحة بـ 250 طلقة وهي قادرة على إطلاق النار بمعدل يبلغ 3000 طلقة في الدقيقة. لكن إلى جانب ما سبق تتميز الطائرة بمرونة للتعديل مع إمكانية إضافة منصات أسلحة مختلفة إلى جسمها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى