اخبار عاجلة

فضل الله رابح يكتب قمة القاهرةوجيوسياسية دول الجوار السوداني


فضل الله رابح

إجمالا (١٤) نقطة تعتبر أبرز الاحداثيات والتطور الذي نستخلصه من نتائج القمة :

1 – الحضور الكثيف والمؤثر لدول الجوار السوداني ومشاركة رئيس الوزراء الأثيوبي ( أبي احمد ) وتراجعه عن موقفه ودعوته لتغيير النظام بالسودان وإستخدامه عبارة ( أتمني وجود سلطة بالسودان تاخذ بزمام الامور ) تعتبر أولي عمليات إنهيار وعدم مصداقية المواقف المصنوعة التي صدرت عن قمة الايغاد والقمة الإثيوبية الاخيرة ..
2 _ البيان الختامي لقمة القاهرة لم يتحدث عن دور للامم المتحدة ولا المنظومات الاقليمية في الحل السياسي السوداني بل تحدث صراحة عن تأكيد احترام سيادة السودان والمحافظة عليها وعدم التدخل في شأنه الداخلي واعتبار ما يحدث امر يخص السودانيين ، وهذا يمثل اهالة التراب علي مبادرات (يونتامس ورئيسها فولكر) والايغاد وقطع الطريق عن أي تدخل في الشأن السوداني لأسباب إنسانية وهذه اهم نقطة حققتها القمة المصرية وهي القضاء علي محاولات إختطاف المشهد عبر الايغاد لتمكين رؤية طرف من دون الآخرين ..
٣ _ واضح ان القمة قد أعادت الرشد لبعض دول الجوار السوداني وإستشعارهم بأن اتساع دائرة اللاجئين عبر الحدود الهشة تساهم في عدم استقرار المنطقة وتغيير الخريطة الديمقرافية لكل دول المنطقة وهذا يشكل خطراً علي دول الجوار السوداني المباشر ..
٤ _ القمة لفتت النظر ورفعت درجات المخاوف بأن عملية اللاجئين تعبد الطريق الي تمدد شبكات الجماعات المتمردة وتسهل الانتقال غير الوطني للمقاتلين والاسلحة والايدولوجيات وتتاثر هذه التداعيات بسياسات دول الجوار السوداني الداخلية …
٥ _ القمة لفتت أيضا إلي أن المساعدات الإنسانية نفسها تفاغم الأحداث لأنها قد تشمل كل من اللاجئين والمقاتلين علي حد سواء ..
٦ _ من خلال نبرات حديث قادة ورؤساء حكومات دول الجوار السوداني المشاركين في قمة القاهرة أن تدفق اللاجئين الفارين من الحرب بالسودان زادت محاذيرهم ومخاوفهم بأن تتحول إلي معضلة حقيقية تؤرق دولهم ، ولابد من حل النزاع وإنهاء الحرب ..
٧ _ القمة أثبتت أن مصر أكثر دول الجوار السوداني تمتلك القدرة علي قراءة الأوضاع بالسودان والتصورات الدولية والإقليمية بشأنها وأن مصر علي نحو أوثق بأوضاع السودان وهي الأقدر علي رفع درجة إستشعار منسوب القلق من تداعيات ما يجري بالسودان وأنها الأجدر علي طرح البدائل ..
٨ _ قمة القاهرة ونجاحها أثبتت أن السودان عمق استراتيجي لامن مصر القومي وان الأزمة السودانية تلقي بظلالها علي كل الحدود الهشة للجوار السوداني والافريقي وان الحرب الحالية تمثل أبرز المعضلات وربما تؤدي إلي عجز كثير من الدول والسيطرة علي جوارها مع السودان ومراقبته خاصة تلك التي تحتضن مجموعات طائيفية وهوياتية مشتركة والتي بإمكانها نشر الفوضي والعنف بالمنطقة ..
٩ _ أن انتشار الجيش السوداني وإعادة تموضع قواته وتكثيف عملياته وسيطرته ربما كانت البصمة الخفية التي جعلت بعد دول الجوار السوداني تستوعب الدرس وتستشعر الحقيقة وتتبني مشروع الحوار الشامل وهو بمثابة رد ورقة الحرية والتغيير المجلس المركزي التي تبنتها الايغاد ( كينيا وإثيوبيا تحديدا ) وبذلك نجحت قمة القاهرة في عملية إعادة التموضع لبعض دول الجوار السوداني بعد دخول مصر كلاعب وحرصها علي رسم معالم المنطقة المستقبلية انطلاقا من الأزمة السودانية وانهاء الصراع حولها عبر منطق المواجهة والتنافس تارة ومنطق التحالفات تارة أخري ..
١٠ _ في ظل عدم ثبات التحالفات والمواقف حول الأزمة السودانية متوقع أن تحدث قمة القاهرة تغييرات في شكل ومضمون التحالفات الإقليمية لان القمة المصرية نظرت من زاوية أكثر عمقا لمترتبات الحرب علي دول الجوار السوداني وتحذيراتها بأن تقود الي ميلاد جماعات إرهابية ومجموعات حرب عابرة للحدود علي اساس الفروقات الإثنية والقبلية والجماعات الدينية المتطرفة ..
١١ _ القمة المصرية إقتربت بشكل اوضح الي التعامل مع الاستراتيجيات العسكرية المتنافسة بالمنطقة وانزالها علي شمال وشرق وغرب أفريقيا من خلال تفجير الأوضاع الداخلية وتفريخ المزيد من النزاعات المسلحة والحروب الأهلية وخلق بؤر توتر في مختلف أرجاء أفريقيا ..
١٢ _ باعادة تقييم للمواقف والعلاقات أثبتت مخرجات القمة أن طبيعة الصراع الحالي في السودان لا تشبه أساليب تفجير الأوضاع من الداخل لإسقاط الأنظمة السياسية وهو ما اتبع لإسقاط أنظمة سابقة في تونس وليبيا ومصر والسودان واليمن بعدما تاكلت تلك الأنظمة وانتهت شرعيتها وفشلت في انفاذ سياستها لاحتواء الأزمات الداخلية وتلبية المطالب الاقتصادية والاجتماعية لشعوبها وأن النظام الحالي بالسودان لا يشبه طبيعة تلك الأنظمة ولا الحرب الحالي تشبه طبيعة تلك الحروب التي خلعت تلك الأنظمة التي تحول بعضها الي ليبرالية متوحشة دون المرور علي الديمقراطية السلمية كما تبدو في نظر الكثيرين ..
١٣ _ قمة القاهرة التي أنهت أعمالها ورفعت توصياتها كانت مختبرا حقيقيا لتقاطعات وصراعات بعض القوي الإقليمية والدولية حول الأزمة بالسودان كما شكلت الية لمنع الاستراتيجيات والتاكتيكات العسكرية والإعلامية التي تستهدف تمزيق أوصال المنطقة والتمكن فيها من خلال مآلات الصراعات ..
١٤ _ أخيرا نجحت مصر في جمع قادة ورموز حكومات دول الجوار السوداني لأن مصر في تعاملها مع الأزمة السودانية الراهنة في جميع مراحلها كانت الأكثر حيادية ولم تتبع نهج التدخلات وتكثيف المشاركة في الشأن الداخلي السوداني ..https://alsaa24.net/?p=1793&preview=truehttps://yoa.st/34g?php_version=7.4&platform=wordpress&platform_version=6.2.2&software=premium&software_version=20.8&days_active=19&user_language=ar

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى