اعمدة الرأي

فضل الله رابح يكتب…جهاز المخابرات..( زيارة البرهان .. تعزيز الصلاحيات وخدمة المصالح الوطنية )


فضل الله رابح

تزامنت إشادة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن (عبدالفتاح البرهان ) بدور جهاز المخابرات في التصدي لمليشيا قوات التمرد مع المرحلة الجديدة للنزاع الحالي بالسودان وتغيير وجهة نظر المجتمع المحلي والاقليمي والدولي للتصورات والتوهمات التي كانت قد سوقت لها قوي سياسية وتنظيمات مدنية ضمن رؤية نظريا وتكيكيا قيل أنها تستهدف تفكيك النظام السابق لكنها عمليا وإستراتيجيا كانت تستهدف الحد من تطور البنية الهيكلية للدولة السودانية وتغييب ذاكرتها حتي لا تستجيب لعناصر وشروط النهضة وتكون دولة فاشلة ، وجهاز المخابرات العامة احد ركائز شرعية وقوة الدولة وقدرتها علي إختراق المجتمع علي نحو سلس وفعال ولديه القدرة علي الحفاظ علي كل من الامن الخارجي والداخلي ، فلم تعد الدول الضعيفة في هذا العصر هي تلك التي تواجه قيودا من حيث الموارد والجدوي الاقتصادية بل إنها أيضا الدول التي تتميز بأنظمة أمنية وسياسية مهلهلة أو هشة أو مختلة وظيفيا ، وفقا لذلك أول ما استهدفته قوي الحرية والتغيير كان هو جهاز المخابرات العامة لتمهيد الطريق لإنزلاق السودان نحو الهاوية الحالية ، ومن منظور فرضيات تحليل في العلاقات الدولية غالبا ما تعد الدول الهشة خطرا يتوعد جيرانه وبقية العالم ويهدد الامن الدولي وينشر الاضطراب لدي الدول المجاورة ويؤسس لملاذات آمنة لارهابيين ذوي اجندات دولية ، واعتقد هذا الخطر هو ما التفت إليه دول الجوار السوداني والعالم وهو ينظر لتقوية مركزية الدولة السودانية وعودة صلاحات ومهام جهاز المخابرات من الاهمية بمكان ، وبالتالي إن جهاز المخابرات رغم المؤامرات وما تعرض له من استهداف و تجريف لكنه ظل متماسكا قويا ولو لا ادواره التي قال : (البرهان) لدا زيارته إلى مقر جهاز المخابرات العامة بولاية البحر الاحمر ، بحضور الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات العامة قال : ( أن أفراد وعناصر الجهاز لم تتوقف جهودهم ولم تنقطع المعلومات لحظة واحدة وكانت سبباً في نجاح الضربات الموجعة للتمرد ) ..

إن أدوار جهاز المخابرات ومديره العام الذي ظل يعمل في صمت هي التي ساهمت في تقليل حدة الحرب رغم قسوتها والتحكم في مراحلها حتي لا تتحول الي حروب أهلية معقدة ، وبجهود ( مفضل ) وتنسيقه مع القوات المسلحة والشرطة والدبلوماسية السودانية تمكن جهاز المخابرات العامة من الحفاظ علي خزائن معلومات الدولة من الخراب والتلف ، كذلك المحافظة علي توازن علاقات السودان الخارجية رغم ضعف وهشاشة المؤسسات المدنية التي غابت في لحظة واحدة واتشلت قدرتها في التعاطي مع الواقع الجديد الذي فرضته ظروف الحرب ، وبالطبع ان دور جهاز المخابرات ستتعاظم في مرحلة ما بعد الحرب وعليه ان يكيف هياكله وآلياته وإستراتيجياته للتحوط لمآلات ما بعد الحرب واعادة تاسيس مؤسسات الدولة السودانية من جديد ، وحسنا فعل القائد العام بزيارته للجهاز والشرطة في اطار تقوية عمل هذه المؤسسات الامنية المهمة ورفع كفاءتها ومحاولة اعادة تنشيطها لأنها تعرضت لمحاولات تجريد ممنهج من شرعيتها وجعلها عرضة للهشاشة المؤسساتية والمجتمعية خلال الخمسة سنوات الاخيرة ..

تعرضت هذه الاجهزة الي استهداف وخطة اضعاف مدروس بإحترافية بغرض استبدالها بأجهزة اخري تكون خادم لمجموعات وتيارات سياسية معينة ولكن عندما فشلت خطة الترهل والتجريف إنتقلت ذات القوي السياسية إلي المرحلة الثانية وهي تنفيذ الخطة (ب) من خلال صناعة الحروب والتمردات وإن ما يبتدع اليوم من انشقاقات وإنقسامات كالذي شهدته حركة العدل والمساواة ياتي في سياق مواصلة إحداث التغيير بقوة السلاح ومزيدا من التأزيم لكن هؤلاء من فرط غباءهم نسوا ان المجتمع الدولي الذي كان يدعم المعارضة السياسية المسلحة سابقا ويشكل لهم الحماية والغطاء الخارجي والممول لم يعد اليوم مستعدا لسداد الفاتورة كما كان يفعل وهو ليس قادرا علي الاستجابة بشكل فعال للنزاعات كما كان في الماضي نسبة للمزيد من التحولات الدولية والاقليمية ولعدم قدرته من وقاية نفسه وتحمل المهددات التي ربما يتعرض لها حلفاءه الاقليميين بسبب مضاعفات اي نزاع سياسي مسلحة ينشأ من جديد ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى