اعمدة الرأي

عبدالماجد عبدالحميد يكتب… الجيش يفتقد (لاعب ارتكاز)

عبدالماجد عبدالحميد

التضعضع الأمني والعسكري في ولايات وحاميات دارفور لايُسأل عنه الجيش السوداني وحده ..

إنها الحرب ..

كرٌ .. وفر ..

تبقي الحقيقة المُرّة والصادمة الآن أن دارفور الكبري تحتاج إلي عقل سياسي لإدارة وتوجيه المعركة القادمة ..

المعركة في دارفور لم تعد عسكرية فقط .. إنها معركة متداخلة بين العسكري والسياسي والإجتماعي ..

الجيش السوداني قدّم حتي الآن إعجازاً في الجسارة والقتال والتصدي للمؤامرة ..

الجيش السوداني يدافع ..

والجيش السوداني يُهاجم ..

وبلغة ومنطق لعبة كرم القدم يحتاج دفاع أي فريق إلي (لاعب) إرتكاز ماهر .. ثابت الجنان .. واسع الحيلة وله القدرة والدِربة علي قراءة الملعب وخط سير المباراة ..وهذه صفات ومهارات تمكن لاعب الإرتكاز من تنويع اللعب والربط السلس بين خطي الدفاع والهجوم والعمل علي قطع الكرات ونقل الكرة إلي دفاعات الخصم وخلخلتها بالباصات والتمريرات القاتلة ..

ولاعب الإرتكاز الذي يفتقده الجيش السوداني منذ بدء هذه الحرب هو الجسم السياسي والحاضنة الفاعلة والمنظمة التي تقوم بتحويل التدافع والتأييد الشعبي السوداني غير المسبوق للجيش السوداني إلي طاقة دفع هائلة تُجيّش مشاعر وأحاسيس السودانيين عامة ليستشعروا الخطر الحقيقي الذي يحدق بالبلاد ..

والحاضنة السياسية أو الجسم السياسي الذي يقوم بدور لاعب الإرتكاز ، هذه الحاضنة أو هذا الجسم مُعطّل بمخاوف غير مبررة وجرجرة غير مفهومة الدوافع والأسباب من قيادة الجيش الحالية والتي تعمل بوعي أو غير وعي علي تجميد حرارة التأييد الشعبي ووضعه في (ديب فريزر) اسمه قتل المبادرات الوطنية لتشكيل جسم سياسي سوداني أصيل يدعم الجيش ويقدم كفاءات وكوادر مدنية وطنية من عمق هذا الشعب ..قيادات بحجم الوطن وتحديات المرحلة ..

لاخير فينا إن لم نقلها .. التعديلات التطمينية والتغييرات الوزارية الشكلية التي أجراها الفريق البرهان علي الطاقم الوزاري المسكون حتي المشاش بقيادات خدمة مدنية داعمة للتمرد ومتعاطفة مع مليشيا الخيانة .. والتعديل المتأخر جداً الذي أجراه البرهان في مجلس السيادة باعفاء المتمرد الهادي إدريس ..هذه التعديلات كلها شكلية ولا تتجاوز كونها جراحة تجميلية علي الجُرح الذي رُمّ علي فساد ..مايحتاجه السودان اليوم هو ثورة تغيير شاملة تطال كل الطاقم السيادي والوزاري والتنفيذي الذي كان شاهداً علي تدهور الدولة السودانية وليس الحكومة التي أصبحت أبرز واجهات الفشل الكارثي الذي تشهده بلادنا اليوم ..

حواء السودان قادرة علي تقديم ولاة ولايات وقادة لمؤسسات الدولة الخدمية أفضل مائة مرة من الولاة والتنفيذين الحاليين الذين يشبهون تماماً زهور البلاستيك لا طعم لهم ، لاشذي .. ولارائحة !!

مشكلة السودان اليوم أنه يحتاج قيادة جديدة عسكرياً وأمنياً وسياسياً ..

إنها الحقيقة التي علي كل المخلصين من أبناء السودان الضغط لتحقيقها ..

السودان يفتقد لاعب إرتكاز يقوم بربط خطوط اللعب المتباعدة ونقل الكرة إلي مناطق الخصم ..

ومن لطف الله ببلادنا أنه يمكن التوصل إلي هذا اللاعب بسهولة .. إنه في قلب القوي الوطنية الفاعلة التي عليها نفض الغبار وترك الجلوس علي مساطب المتفرجين ..

نصرٌ من الله .. وفتحٌ قريب ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى