اعمدة الرأي

ضياء الدين سليمان يكتب…الحركات المسلحة..انتو منتظرين يقعلو الطاقية ولاشنو؟؟

ضياء الدين سليمان

_ موقف غريب ومريب ذلك الذي اتخذته بعض الحركات المسلحة حيال الحرب الدائرة في السودان، الحركات التي من المفترض أن تكون جزءاً من (جيش البلد) وفقاً لإتفاقية جوبا هذا بعد إجراء الترتيبات الأمنية مع القوات المسلحة لتقاتل الي جانبها وتصد عن البلاد اي عدوان يهدد وحدتها وينسف استقرارها وسلامة أهلها. لكن إختارت بعض الحركات المسلحة أن تقف موقف الحياد حالها حال كل تنظميات (قحت) في خطوة اقل ما يوصف بأنه جبانة

_ وفي الوقت الذي من المفترض أن تطّلع فيه هذه الحركات بادوارها كاملة في حماية البلاد وتسجيل موقف وطني يزكره التاريخ بأن الحركات التي ظلت تقاتل لسنوات طويلة تحت دعاوى رفض الظلم وتبني قضايا الهامش وبناء جيش وطني قومي لما حانت لها الفرصة إختارت هذه الحركات أن تقف موقفاً كشف عن سوء عورتها وزيف إدعاءاتها.

_ من المخجل أن يجلس قادة هذه الحركات على كراسي السلطة في البلاد ويتلذذون بنعيمها وزخرفها الزائل ، يُصرف على جنود وضباط هذه الحركات من حر مال هذا الشعب وحينما تحين لحظة الدفاع عن الأرض والعرض تدعي انها تقف على الحياد في المنطقة الرمادية

_ من عجائب السياسة في بلادي أن يجلس شخصاً على قمة الهرم في البلاد ولكنه حينما يدعو داعي الفداء يقف محايداً فتأمل!!! يجلس الطاهر حجر والهادي إدريس على مقعدين في مجلس السيادة قمة هرم السلطة في البلاد ويتحكم جبريل إبراهيم على خزائن الأموال وزيراً للمالية ونُصّب مناوي حاكماً على إقليم دارفور الذي ارتكب فيها الدعم السريع ابشع الجرائم والانتهاكات إلي جانب عدد من الوزارات الإتحادية وفي الولايات و مع ذلك مازال كل هؤلاء يقفون حياداً على مقاعد المتفرجين

_ إنتهازية مفرطة تلك التي تتعامل بها هذه الحركات وإلا وماذا نفسر وقوفها موقف الصامت والمتفرج من دون أن يكون لها اي طعم ولا اي لون في هذه الحرب ، فهل كانت تخشى هذه الحركات من أن المشاركة فى هذا الصراع قد تؤدى إلى فقدانها لمكاسب السلطة والثروة التى حصلت عليها بعد توقيع اتفاق جوبا ؟؟ ام أنها تريد انتظار المنتصر لتؤيده وتحافظ على مناصبها لاسيما وان عملية دمج قواتها في الجيش – وفقاً لما نصت عليه الاتفاقية – رهينة بما يتمخض عنه هذا القتال؟.

_ لم يترك الدعم السريع اي جريمة إلا وإرتكبها في حق جميع المناطق التي شهدت هذا الصراع ،قتل المواطنين بل ومثلّ بجثث بعضهم على قرار ماحدث برفيق الكفاح المسلح لهذه الحركات( والي غرب دارفور ، اغتصب الحرائر واختطف النساء، دمر البنى التحية ، سرق ممتلكات الناس التي حازوها بعرق السنين وشقى الأيام ، لم تسلم حتى دارفور التي كان يناضل قادة هذه الحركات من أجل انسانها فما حدث في الجنينة والفاشر ونيالا، الطويلة ، مستريحه كتم ليس ببعيد عن الاذهان ومع ذلك لم تستفز مشاعر هذه الحركات لتقف وتقاتل الي جانب القوات المسلحة.

_ هذا الموقف يذكرني بأحد الذين تعرضوا لنهب مسلح فتم ضربه وسرقت ممتلكاته وأجبر على خلع ملابسة بالكامل لم يتركوا له الا ( طاقيته ) التي كان يضعها على راسه فحينما عاد الي المنزل ورأته زوجته وهو (ميطي) وطاقيتو في راسو!
اتخلعت وقعدت تكورك: سجمي ، سجمي يا راجل الحصل ليك شنو؟!!
قال ليها : والله لاقوني بتاعين النهب المسلح وضربوني وشالوا حاجاتي وقلعو هدومي كلها!!
قالت ليهو : طيب ليه ما قلعو الطاقية الفي راسك دي؟!!
قال ليها : افوووووو يقدرو يقلعو طاقيتي والله لو هبشوها ساكت كنتا بموت معاهم عديل كده !!!

_ فالحركات المسلحة انتوا منتظرين يقلعوا طاقيتكم ولا شنو ؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى