سارعت لإعلان موافقتها على تلبية دعوة الخارجية الأمريكية … مفاوضات جنيف .. ورطة المليشيا
تقرير : ضياء الدين سليمان
ما أن أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الشهر الماضي أن واشنطن قدمت الدعوة للجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع للجلوس في طاولة محادثات لوقف إطلاق النار تحتضنها العاصمة السويسرية جنيف حتى عاجلت المليشيا بالرد السريع بالموافقة على تلك الدعوة.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة دعت الجيش السوداني و الدعم السريع للمشاركة في محادثات لوقف إطلاق النار بوساطة أميركية تبدأ في 14 أغسطس في سويسرا تضم الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقب الي جانب السعودية التي ستشارك في استضافة المناقشات.
وتتركز مفاوضات جنيف على مساري المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، مع توقعات بأن المحادثات ستكون مباشرة بين الجيش والدعم السريع برعاية أميركية سعودية إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وممثل من الهيئة الحكومية للتنمية الدولية “الإيقاد”. وليس تفاوضاً غير مباشر كما حدث في جنيف منتصف هذا الشهر.
منبر جدة
ورغماً عن ان مباحثات جنيف صممت خصيصاً لإنقاذ المليشيا من تعهداتها والتزامتها التي اقرتها مخرجات منبر جدة في مايو من العام 2023م الا ان المليشيا ستجد نفسها في ورطة كبيرة بعد اصرار الحكومة السودانية والقوات المسلحة على ذهابها الي جنيف رهيناً لتنفيذ المليشيا بالتزامات منبر جدة التي قضت بخروج مليشيا الدعم السريع المتمردة من منازل المواطنين والمؤسسات الحكومية والاعيان المدنية عطفاً ان انه وبحسب مصادر كشفت عن ان الولايات المتحدة الأمريكية في سبيل اقناع الحكومة السودانية للذهاب الي جنيف التزمت بأن منبر جدة سيكون هو الأساس الذي تنطلق منه مباحثات العاصمة السويسرية.
ضمانات
يرى مراقبون أن أحد الأسباب التي قادت الي عدم التزام مليشيا الدعم السريع بما ورد في مخرجات جدة هو عدم وجود ضمانات لتنفيذ الاتفاق وهو ما جعل القوات المسلحة ترهن العودة الي طاولة المفاوضات بالتزام المليشيا الا ان المبعوث الأمريكي توم بيرييلو أوضح في تصريحات صحفية أن محادثات سويسرا تختلف عن جدة كونها تمتلك وسائل لضمان تنفيذ ما يمكن الاتفاق عليه لا سيما وان المباحثات ستشهد مشاركة مؤسسات دولية الي جانب مشاركة مصر والاتحاد الأفريقي والايقاد والإمارات ما يجعل المليشيا المتمردة تقع في حيرة في امرها في الذهاب الي جنيف أو عدمه.
الخروج من المنازل
ستجد المليشيا نفسها مأزق يصعب التعامل معه حال توصلت الي اتفاق ينهي الحرب في جنيف ويتعلق الأمر بكيفية اقناع المليشيا لعناصرها بالخروج من منازل المواطنين
فغالبية ( الدعامة ) يعتقدون أن المنازل التي يحتلونها صارت املاكاً خاصة حصلوا عليه بعد قتال ولا يمكن أن يخرج منها وهذه ثقافة معروفة عند غالبية عناصر المليشيا وهنا سيكون قادة الدعم السريع أمام خيارين لا ثالث لهما اما أن تدفع بتعويضات مليارية مجزية كتسوية مقابل خروج عناصر المليشيا من المنازل أو إخراجها بالقوة وهو الامر الذي سيجعل الدعم السريع نفسه أمام حرب داخلية تعصف بما تبقى من قواته.
شرعية البرهان
ستجد المليشيا نفسها مضطرة للتعامل حال أقبلت على الاتفاق مع الحكومة السودانية في جنيف مع البرهان بصفته الشرعية رئيساً للبلاد
وليس كقائد للجيش لا سيما وان الخارجية الأمريكية أكدت اعترافها بالفريق أول عبدالفتاح البرهان كرئيس لمجلس السيادة الانتقالي مبدية استعدادها لاستخدام هذه الصفة في الدعوات الرسمية
كما اكدت بحسب مصادر للشرق أستعدادها لعقد لقاء مع مسؤولين سودانيين للتشاور بشأن مفاوضات جنيف المنعقدة منتصف أغسطس الجاري وهي ذات مطالب الجيش الذي وضعها كشرط لقبول الذهاب لجنيف وهي خطوة تدلل على أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تفرط في البرهان لصالح المليشيا وقائدها وان المليشيا لا مفر لها سوى أن ترضخ الأمر ما يجعلها في ورطة