مقالات

د.ادم جودةالله يكتب… إنها ليست عبثية

        

عام إنقضى بما حوى من  مآسي و إنطوى على  صفحات مظلمة  من تاريخه هذا البلد وما شاب ذلك من دمار وتقتيل وتعطيل لملامح التنمية بضروبها المختلفة قضت على مظهر الحياة والإستقرار الامر الذي يحتاج منا الكثير من الجهد لترتيب الأوضاع المادية والإجتماعية التي طالها الخراب المدورس و الدمار الممنهج،الذي إبان بأن الحرب مخطط لها وفق أدوار مرسومة وتكاليف موزعة، ومن خلالها إتضحت جملة  من  العبر والدروس  والمسلمات وأهدت لنا عيوبنا وبينت لنا ثغرات نجهلها وإخفاقات يجب تداركها،والتي تتطلب أن نعيها ونعقلها حال تدخلنا لإصلاح ما افدسته  والذي أصبح قريبا بحول الله ثم بصمود قواتنا المسلحة ومساندة الشعب.

_ كنا بحسن ظن نستهون بها ونعتقد بأنها كما إخوتنا أبناء النيل بأنها (شدة وتزول) و ما هي إلا مجرد سحابة صيف يغلب الظن على أنها لاتمطر ،فقط تطلق الساخن من الهواء ومن ثم ينعدل المزاج  بالملاومة والعتاب و ينصلح الامر ، والذي يفضي بعدها كما إعتدنا الي تفاهمات تنتهي بتمرير الأجندة التي يرغبا في تمريرها إلا أنه في غير المعتاد هذه المرة كانت بإصطحاب جملة من التفاصيل التي لاتخلو من خيانة وتضليل أوردتنا هذا  المورد وأوصلتنا لما نحنه عليه من حال ذليل ……..

_ يبدو أننا بالغنا في التفائل الذي  كان مبعثه  يقين نابع من إيماننا بأن مكمن الحل ليس في الحرب، فلابد من أجل الوصول للمطالب ونيل الحقوق، من منهجية تلزم السلمية لبلوغ  الاهداف و التعبير عن المراد، و بالإعتماد علي الحوار والمنطق والدليل،  بعيداً عن النزاع المسلح و إستخدام  العنف،  الذي يخلق مرارات ويولد عداوات لها سلبيتها ومردودها في المجتمع….

_غير أنه قد جانبنا الصواب بالأفراط في حسن الظن وسلامة النيه فقد خابت آمالنا وساء التقدير  فأخذ الموقف غير، ينبئي عن أمر قد دبر و وأحيك بقصد تنفيذ أجندة تفصح عن حجم المؤامرة التي  تعبر عن آراء وتدعو  لواقع في حياة المجتمع وأمر  يراد تطبيقه وفرضه قوة وعنوة يدلل عنه الإتفاق الايطاري الذي لم يكن إلا رؤى لمجموعة تعبر  عن احلام  الطامعين في الهيمنة على البلد و السيطرة على مقوماته وكسر هيبته …..

_ إنفضح أمر الهوانات  وإنكشف زيفهم  وبانت  مقاصد ديمقراطية النزوح واللجوء ومدنية الإغتصاب وإذهاق الروح، دونما إكتراث لأحد، وهم  في ملاحقة للمصالح والمكاسب بقيادة( المغيب) عندما تبين لهم خسرانهم المبين ورهانهم على تدمير الجيش الذي قاد أشرف واصلب المعارك لدك حصون المرتزقة وردع  الخونة، هرعوا لسلطان القهروالإستبداد سجداً وبكياً في بلاط صنم الإستعباد يطلبون البند السابع الذي كشف ذلك على وضاعة وخسة يوصمون بها وذاتية أعمت عيونهم وقبلها القلوب التي ليس فيها ذرة رحمة لأولئك الثكالى والآرامل اليتامى وأسفر ذلك عن وجههم الكالح الذي لايبشر بخير ودون عطف لحال المواطن الذى أصبح بين نار الحرب ومأساة النزوح وترك لمجابهة ذلك لوحده في سبيل أرضاء أسيادهم وبلوغ مرادهم …….

_ الحرب فضحت زيف أدعياء التحول وبائعي الوهم  ومسوقي الأحلام في دنيا الحالمين بالرفاهية والحياة
و طفقًا يخصفان بمعسول الكلام بعيداًعن المحرقة التي أعدوا لها، والتي  كشفت عن سوءآت افكارهم بعد ما أتت  نيران الحرب على ما يتدثرون به من ثوب المكر  والخداع  الدنيئ، وتكشف خبث الهدف وسوء المقصد،  ثم أخذوا ينعقون بأنا قد مسنا الضر بإدعاء زائف ووعد كذوب يصرخون  لوقف الحرب التي هم من أوقدوا نارها وأضرم أوارها………….

_ تكشف لنا  بأن الأمر لم يكن حرب عبثية وإنما هي حرب إستهداف ذات أهداف مقصودة ،  هي حرب  قيم وتوجه وذات فكر يهدف للتغير الكامل بطمس معالم وهوية الأمة  وفق تراتيب محدده وادوار موزعة اللاعب فيها جماعة قحت بإنابتهم عن أسيادهم في تمرير تلكم الأفكار وباستغلال الشباب في تهيئة وخلق رأي عام مساند والعمل علي تأجيج الفتنة لخلق صراع مسلح يهدف لإخراج المؤسسة العسكرية القومية من المشهد، والتشككيك في قوميتها بغرض الإحلال بقوات إرتزاق  تُْبع خالية من الإنتماء  لضمان نجاح التغيير الذي هو في الواقع العمل على  هيمنة الجهات الداعمة ،،،،،،،،

كما تم الزج بالقبيلة في أتون الحرب كشكل من اشكال ضرب النسيج الإجتماعي وطمس الهوية وتهيئة الحال لحرب شاملة تعصف بوحدة وتماسك البلاد و لبلوغ ذلك عملوا علي القضاء على كل من شأنه له علاقة بتاريخ وتراث هذه الامة فكان دمار ( مرجعية الأمةدار الوثائق -قواعد المعلومات -السجلات القانونية –  المرجعيات الثقافية – البحوث- التاريخ -المراكز البحثية- القواعد المعلوماتية…ألخ)

فهي حرب ممنهجة تهدف لتمزيق السودان ونهب خيراته ومدخراته والقضاء على هويته، فهي حرب إستهداف هوية وإستنزاف موارد، والذي  نحتاجه ثورة  إجتماعية شاملة لاعادة صياغة المجتمع الذي تأثر خلقاً وأخلاقاً وهي فرصة لإعمال القانون وتطبيق الراشد من الحُكم والحِكْمة، وسلطة صارمة وحكومة مهمات ، لا ترضيات فيها ولامجاملات لأن الواقع طارئي ليس للموازنات الجهوية والإثنية معيار لذلك كما سبق،نريدها كفاءة وأهليةياسادة قد عفنا مقاييس الإختيار السالفة التي خلق لنا ارجوزات بإلباسهم ثوب لم يكونوا أهل له ،وحسبناه من باب الأبتلاء، فياولاة الامر نرجو أن نرى مايسر ويقنع فإن الحرب أخذت منحنى خطير ولامست أجزاء حساسة والزج بالمكون الإجتماعي والإنتماء  لخلق من ذلك بخبث صراع وجود ،ينسف التعايش و السلم المجتمعي ويذهب بالاستقرار وهو الذي يريدون وعندها لم ينفع الندم فهي( لم تكن حرب عبثية)بل هي حرب مدبرة، وموصوفة المراحل، ومعدة الإخراج فليتنا ندرك ذلك ونحسن العلاج………

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى