خلفّ مقتله خلافات داخلية حادة … مقتل البيشي …. أنفراط عقد المليشيا

تقرير : ضياء الدين سليمان

على نحو مفاجئ تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نبأ مقتل العقيد المتمرد عبدالرحمن البيشي قائد عمليات مليشيا الدعم السريع في سنار والنيل الأزرق، ورغماً عن محاولات غرفة المليشيا الاعلامية لإخفاء الحدث لما له من تأثير في اوساط القوات الا ان الوسائط استبقت الجميع معلنة الخبر الذي نزل كالصاعقة على مليشيا التمرد في سنار.

ويعد البيشي ثاني أبرز قادة «الدعم السريع» الذين قُتلوا في معارك ضد الجيش، بعد مقتل قائد وسط دارفور الجنرال علي يعقوب جبريل، في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور فالبيشي الذي حاول قيادة قوات المليشيا لمهاجمة مدينة سنار تلقت قواته هزيمة ساحقة أسفرت عن تدمير عدد من السيارات القتالية الي جانب مقتل أبرز قاداته الميدانيين على تخوم سنار.

وأوضحت مصادر عسكرية أن طائرات الجيش السوداني استهدفت تجمعات “الدعم السريع” في قرى النورانية والمرفع وخور العرب بولاية سنار، بهدف التوجه نحو منطقة مايرنو الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة، وأشارت إلى أن القائد البيشي قتل خلال غارة جوية للجيش السوداني على تجمع قواته.

وتداولت حسابات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لجنود من مليشيا “الدعم السريع” يقومون بمراسم تشييع قائدهم وموارته الثرى، وسط ارتفاع أصوات الصياح والبكاء في دلالة على تأثرهم وحزنهم

من هو البيشي؟

لم يكن البيشي من القادة المعروفين لدى الأوساط الاعلامية قبيل اندلاع الحرب في السودان ولم يعرف عنه سوى انه ضابطاً برتبة مقدم يقود الدعم السريع في قطاع النيل الأزرق
الا ان البيشي الذي ينحدر اصله من قبيلة رفاعة كبرى قبائل سنار والنيل الأزرق كان من المقربين لآل دقلو وتجمعه علاقة مميزة مع زعيم التمرد حميدتي وهو مسؤول عن إدارة أمواله وثرواته في النيل الأزرق حسب إفادة احد أقاربه.

البيشي شارك في غالب العمليات العسكرية جنوب العاصمة الخرطوم وبخاصة الهجوم على المدرعات ومنطقة الشجرة والقيادة العامة وجبل أولياء، ولعب دوراً مهماً في معارك ولايتي الجزيرة وسنار نظراً إلى معرفته الكبيرة بطبيعة ومداخل المنطقة من الدمازين إلى الخرطوم بحكم عمله الاستخباراتي، وله حضور اجتماعي وأهلي في امتدادات كثيرة بولاية سنار.

كما انه قاد العمليات العسكرية في كل من مدن سنار وسنجة والدندر ومناطق الدالي والمزموم، وبعد دخول قواته مدينة سنجة وعدد من المناطق الاستراتيجية في هذا المحور ارتكبت انتهاكات مروعة وجرائم بحق المدنيين من سرقة وقتل واغتصاب وأسر للمواطنين الأبرياء.

مقتله

روايات كثيفة تم تداولها حول الطريقة التي قتل بها البيشي فتواترت كل بصورة مختلفة عن الأخرى فرواية تحدث عن مقتله في محاولة الهجوم على سنار عن طريق محور مايرنو يوم الخميس الماضي اثناء قيادته للقوة التي هاجمت دفاعات الجيش
بينما رواية آخرى كشف عنها مصدر عسكري أن البيشي استهدافه بصورة دقيقة عبر قصف الطيران الذي تتبعه وفقاً لاحداثيات معلومة مسبقاً في كبري العرب

الا ان مصادر طبية بمدينة سنجة قالت إنّ قائد مليشيا الدعم السريع بمنطقة سنار المقدم عبد الرحمن البيشي، لقي مصرعه بمستشفى سنجة، متأثراً بجراحه، حيث تم إجلاؤه إلى مستشفى عاصمة الولاية الخميس الماضي، من قبل فريق إجلاء طبي يتبع للمليشيا.
وأضافت المصادر: “البيشي وصل للمستشفى في وضع حرج، فقد كان مصاباً إصابات بالغة الخطورة، في الصدر وحروق في الظهر والإليتين، وبتر في القدم اليسرى، وفقد كمية كبيرة من الدماء إثر النزيف، وخُضع لثلاث عمليات جراحية، إلا أن قلبه توقف مرتين وتم إسعافه، وفي التوقف الثالث لقي حتفه” وهذا ما يدلل أن قتل بقصف مركز من الطيران الحربي.

إخفاء متعمد

عمدت الغرفة الاعلامية لمليشيا الدعم السريع على إخفاء اي معلومات حول إصابة البيشي التي حدثت يوم الخميس وحتى إعلان وفاته بصورة رسمية يوم السبت خوفاً من تأثير ذلك على جنود المليشيا اثناء المعارك وحتى بعد وفاته كانت التعليمات بضرورة إخفاء ذلك عن الاعلام وبحسب تسجيل صوتي مسرب من قروبات المليشيا على الواتساب لإبراهيم بقال احد اعلاميي المليشيا كان يتحدث فيه عن عدم نشر خبر وفاة البيشي حتى لا يشعر الفلول بالانتصار على حد تعبيره فيما تسجيل اخر من أحد قادة المليشيا في نيالا يصدر التعليمات قائلاً : (يا جماعة ما تنشروا خبر البيشي ده لانه بيأثر على الاشاوس في الميدان ) إلا أن الوسائط ضجت بخبر مقتل البيشي مما أحدث ربكة داخل اروقة المليشيا.

ضربة للمليشيا

وبحسب مصدر عسكري فضّل حجب اسمه أن مقتل عبد الرحمن البيشي يمثل ضربة كبيرة للمليشيا ستقصم ظهر المليشيا ليس كونه قائد عسكري بل تنبع أهميته كونه له نفوذا اجتماعيًا، يحظى بخبرة عسكرية ودراية بمسالك ودروب منطقتي سنار والنيل الأزرق. عطفاً على ان للبيشي حضوره في منطقة النيل الأزرق، وقدرة على التحشيد والتشبيك وإدارة الشأن الاجتماعي والعسكري في آن معًا، عطفاً على مركزية دور البيشي باعتباره قائد أصيل في الدعم السريع له نفوذ اجتماعي في مناطق الدالي والمزموم، حيث كوّن شبكة واسعة من المتعاونين استخباراتيًا وعسكريًا كان لها أثر بالغ في الأوضاع الميدانية هناك. حيث انه عقد تحالفًا مع العمدة أبوشوتال، واستقطبه لصالح الدعم السريع مستثمرًا صراعه مع الحركة الشعبية جناح مالك عقار.

خلافات وإتهامات

عقب إعلان مصرع عبد الرحمن البيشي القائد الميداني للمليشيا في ولاية سنار نشبت خلافات حادة داخل المليشيا دارت الأحاديث في وساطهم أن صفوفهم مخترقة من قبل استخبارات الجيش

وبحسب مصادر فإن الطريقة التي حدثت بها مصرع البيشي بقصف الطيران الحربي “في توقيت واحد، للمركبات الخمس، بدقة شديدة، أسفرت عن موت وجرح كل من فيها، وعلى رأسهم المتمرد البيشي فجرت الخلافات داخل المليشيا مما جعل قادة ميدانيون ينتمون لأسرة البيشي يطلقون اتهامات صريحة بأن الجيش السوداني نجح في اختراق صفوفهم من الداخل، وبيّنوا أن تدمير مركبات البيشي الخمس في توقيت واحد، وفي أماكن متفرقة، أوضح دليل على أنه يوجد بينهم أفراد مقربون يتبعون لأجهزة الأمن حسب ما اوردت صحيفة السوداني.

Exit mobile version