تقرير : ضياء الدين سليمان
انتهت يوم الجمعة الموافق السادس عشر من أغسطس الجاري المهلة التي منحتها لجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين لإدارة الرئيس جو بايدن والمقرر لها اربعة اشهر اي 120 يوماً للنظر بشكل عاجل في فرض عقوبات على مليشيا الدعم السريع السودانية وقائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) بما ارتكتبه أيادي عناصرها من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان
ورغماً عن استمرار جلسات المباحثات التي تحتضنها العاصمة السويسرية جنيف في ظل غياب وفد الحكومة السودانية الا ان عدد من نواب الكونغرس الامريكي جددوا المطالبات للرئيس بايدن بتوقيع عقوبات على المليشيا وممارسة ضغوطات للكف عما ترتكبه المليشيا في انتهاكات في مناطق واسعة من البلاد بعد اقتحامها.
مطالبات الكونغرس
وفي ابريل الماضي ارسلت لجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين خطاباً للرئيس جو بايدن حملت مطالبات بالنظر بشكل عاجل في فرض عقوبات على قوات الدعم السريع السودانية وقائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، جراء ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
ونص الخطاب الذي جاء مشتركاً بين اللجنتين بإنه يتعين على الرئيس الأميركي بايدن في غضون 120 يوما من تلقي الخطاب- تحديد ما إذا كانت تلك القوات وقائدها قد شاركا في عمليات قتل خارج نطاق القضاء أو التعذيب أو غير ذلك من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
كما طلبوا من بايدن فحص الشبكات المالية لقوات الدعم السريع ومصادر إيراداتها مثل تهريب الذهب والعلاقات مع روسيا ومجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية، وذلك لتقييم ما إذا كان يتعين كذلك فرض عقوبات عليهم بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي.
وقالت قيادة اللجنتين في الخطاب إنه يتعين على بايدن أن يقدم للجنتين تقريرا سريا أو غير سري، يتضمن بيانا عما إذا كان الرئيس قد فرض أو ينوي فرض عقوبات على قوات الدعم السريع أو حميدتي أو كليهما على أن يتضمن التقرير شرحا مفصلا لتلك العقوبات
عقوبات سابقة
وفي سبتمبر من العام الماضي فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على احد اهم قائدين في المليشيا ويتعلق الأمر بالفريق عبدالرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع كونه الرجل الثاني في المليشيا والمحرّك الأساسي لكل عملياتها الحربية التي صاحبتها انتهاكات جسيمة وجرائم مروعة عطفاً على أنه صاحب التعليمات لعناصر المليشيا بإحتلال المرافق العامة ومنازل المواطنين والاعيان المدنية الي جانب قائد مليشيا الدعم السريع وقائدها في ولاية غرب دارفور اللواء عبد الرحمن جمعة،
والذي تقع على عاتقه الانتهاكات والجرائم في الجنينة واردمتا فيما يتعلق التطهير العرقي والابادة الجماعية والتهجير القسري الذي حدث لقبيلة المساليت في مناطق واسعة من ولاية غرب دارفور والتي راح ضحيتها اكثر من 15 الف من المساليت الي جانب مسؤوليته عن مقتل الجنرال خميس أبكر والي الولاية.
وامتدت العقوبات وفقاً ما جاء في القرار الأميركي بفرض واشنطن في مطلع يونيو من نفس العام عقوبات على 4 شركات تابعة الدعم السريع اتهمتها بالمساهمة في تأجيج الصراع في البلاد.
دعم الامارات
وفي وقت سابق بعث 10 من أعضاء الكونجرس الامريكي برسالة للشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن الأوضاع في السودان. وعبر أعضاء الكونجرس في رسالتهم عن قلقهم من الدعم الذي تقدمه أبوظبي لقوات الدعم السريع في السودان مطالبين بأن تعيد الإمارات النظر في سياساتها تجاه السودان.
وعبر أعضاء الكونجرس في رسالتهم عن قلقهم من التقارير التي تتحدث عن تقديم الإمارات الدعم لقوات الدعم السريع، بما في ذلك الأسلحة والمهمات وطالبوا بوقف هذا الدعم. وذكروا بأن توريد الأسلحة لدارفور يعتبر خرق لحظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة بقرارها رقم 1591 وأن مثل هذا الخرق يمثل تشويها لسمعة الإمارات ويطرح تساؤلات بشأن شراكتها اللصيقة مع الولايات المتحدة.
ونوه القرار إلى أن أعضاء الكونجرس سيتابعون أفعال الإمارات في السودان باهتمام وأن دعم قوات الدعم السريع سيقود إلى تعميق الصراع في السودان.
سباق زمن
ويرى الدكتور خالد الطريفي استاذ العلوم السياسية والإستراتيجية أن توقيت مطالبات الكونغرس الامريكي لإدارة الرئيس بايدن بفرض عقوبات على مليشيا الدعم السريع وقائدها حميدتي تأتي في سياق سعي الإدارة الأميركية الي تشكيل ضغوطات على المليشيا بغية الوصول الي حل للازمة في السودان قبل موعد الانتخابات الأمريكية والتي ستسهم في ارتفاع أسهم الديمقراطين في الغمار الانتخابي
وأضاف الطريفي اذا كانت الإدارة الأميركية لم تفعل اي خطوة حيال مطالبات الكونغرس في 120 يومياً فانها ستكون مطالبة بفرض عقوبات لأنها في سباق مع موعد الانتخابات المزمع قيامها في نوفمبر القادم
ولكنه استطرد قائلاً أن الولايات المتحدة الأمريكية بطبيعة الحال تجيد لعبة المراوغة وربما تكون هذه المطالبات كنوع من التكتيك الزكي لمنع التقارب السوداني الروسي الذي انتظم مسار العلاقات بين الخرطوم وموسكو.