تُجبِر الشباب على الإنضمام لصفوفها وتخيّرهم بين الموت او الجوع … المليشيا والتجنيد القسري …. جريمة حرب

تقرير : ضياءالدين سليمان

كشفت مصادر محلية بأن مليشيا الدعم السريع جندت قسرا مئات الرجال وعشرات الأطفال في ولاية الجزيرة،

وبحسب تحقيق نشرته شبكة “سي إن إن” أن مليشيا الدعم السريع وضعت المدنيين أمام خيار الانضمام إلى قواتها أو الموت جوعاً.

وبحسب أفادات شهود عيان لصحيفة الكرامة فان مليشيا الدعم السريع تستخدم الغذاء كسلاح ، وتمنع الإمدادات عن عمد لإجبار الرجال والشباب على الانضمام إلى صفوفها.

وبحسب معلومات مؤكدة ، فإن مليشيا الدعم السريع جندت بصورة قسرية فقط في ولاية الجزيرة نحو 950 رجلاً 80 طفلاً خلال الأشهر التي سيطرت فيها على ولاية الجزيرة وحدها منذ خواتيم العام الماضي.

وتتطابقت هذه الاحصائية مع روايات عدة رواها عدداً من الشهود والناجين وأفراد أسرهم رغماً عن التحديات التي واجهناها في جمع الشهادات بسبب عوائق الاتصال وتحفظ البعض في الادلاء بافادات خوفاً من إستهداف المليشيا المتمردة لهم.

وكانت وسائل التواصل الإجتماعي قد بثت مقاطع فيديو لسكان من قرى الجزيرة توضح هجوم قوات مليشيا الدعم السريع في أوائل يناير الماضي على المدنيين. اظهر أحد مقاطع الفيديو جندياً من قوات الدعم السريع وهو يعلن الاستيلاء على قرية من قرى ولاية الجزيرة، بينما اظهر مقطع آخر جنوداً منهم وهم يهينون ويعدمون ستة رجال رفضوا الانضمام إلى صفهوفهم.

العوز والحاجة

أفاد عدد من شهود عيان بان مليشيا الدعم السريع مارست التجنيد القسري بصورة موسعة في قرى الجزيرة تحديداً دون غيرها الأمر الذي اجبر معه عدد كبير من الشباب والرجال للقتال معها الا ان الشهود اكدوا على ان هنالك فئات من الشباب انضمت للقتال لصالح الدعم السريع تحت ضغط العوز والحاجة وانعدام العمل الناتج عن الحرب وتأثيرها السالب على الأسواق والمصانع والمزارع وفرص العمل بشكل عام وهذه بنفسها ظروف قاهرة حملت البعض للانضمام للقتال دون ارادتهم التامة عطفاً على تهديد قوات المليشيا لهم وهذا وحده سبّب ضغطا واكراهاً اجبرهم على حمل السلاح فلو ان الأوضاع كانت عادية لما لجأوا إلى هذا الخيار الصعب الذي سوف يدفعون واهلهم ثمنه غاليا بعد أن تهتكت عرى النسيج الاجتماعي في البلد.

تهديد الهاربين

وبحسب أفادة قدمها احد الهاربين من القتال مع الدعم السريع أكد على ان المليشيا تجبر الشباب الذين تم تجنيدهم قسرياً وتدفع بها في الصفوف الأمامية بينما يتوارى قادتها في الخلف الا أن الشباب حينما اكتشفوا هذا الامر بدأ بعضهم في التفكير في الهروب الا أن تهديدات عناصر المليشيا لهم بالتصفية حال اقدموا على تلك الخطوة جعلت كثير منهم يتراجع عن فكرة الهروب وهذا الامر حدث ايضاً مع بعض زعماء القبائل و القيادات الشعبية والادارات الأهلية الذين وضعوا ايديهم في يد قيادة الدعم السريع ونالوا منهم العطايا الكبيرة مقابل تجنيد شبابهم في صفوف المقاتلين وقد تم اغراء البعض بمبالغ طائلة حتى ينضموا للمقاتلين ، وحتى عندما رغب بعضهم مع اشتداد المعارك واتضاح الصورة رغبوا في الانسحاب كان الموت يتهددهم إذ تعرضوا لضغوط كبيرة بل تهديد بالتصفية ان حاولوا التراجع عن القتال والانسحاب من الميدان ، وهذا ما يعتبر بنفسه عدوانا على هؤلاء الأفراد.

موجة هروب

أشارت معلومات مؤكدة بأن خلافات حادة ضربت اوساط القبائل التي ساندت مليشيا الدعم السريع في مناطق حواضنها الاجتماعية في بعض ولايات دارفور وكردفان وتعود الخلافات الي أن هذه القبائل قد فقدت عدداً كبيراً من أبناءها اما قتلى أو أسرى لدى للقوات المسلحة أو مصابين الأمر الذي جعل بعض الادارات الاهلية تتراجع عن تفويج شباب للقتال مع المليشيا وشهدت الفترة الماضية موجة هروب كبيرة لأسر وشباب ولايات جنوب وشرق دارفور تجاه مثلث ليبيا وجنوب السودان خوفاً من التجنيد القسري لصالح الدعم السريع مع موجه اعتقالات واسعة لعسكريين ومدنيين رفضوا الإستنفار لصالحهم.

نقص حاد

لم تتوقف المليشيا في تجنيدها القسري للشباب في مناطق عديدة في البلاد الا أن حملة التجنيد هذه استعرت خلال هذه الأيام على غرار ما حدث في قرية الدناقلة شرق مدينة ودمدني حيث أطلقت مليشيا الدعم السريع تهديدات لمواطني القرية وعبر مكبرات الصوت في المساجد بتجنيد أبنائهم ضمن صفوف الدعم السريع، أو إخلاء القرية فورًا، مهددة كل من يخالف هذه القرارات بالقتل وهو الأمر الذي وصفه مراقبون على ان المليشيا تحاول أو تغطي النقص الحاد في صفوفها بعد أن تمكنت القوات المسلحة من توجيه ضربات موجعة لها في عدة مناطق افقدها عدداً كبيراً من المقاتلين في صفوفها

Exit mobile version