بعد جبل موية والدندر والسوكي .. المليشيا …. في وضع (الكماشة)
تقرير : ضياءالدين سليمان
بعد أن استطاع بواسل القوات المسلحة من تحرير منطقة جبل موية بولاية سنار وتقدم قوات الجيش في عدد من محاور القتال في سنا والجزيرة أصبحت مليشيا الدعم السريع وعصابة ال دقلو الإرهابية في وضع يحسدوا عليه فدائرة الحصار ضاقت كثيراً وأصبح من الصعوبة بمكان لعناصر المليشيا المتمردة من الهروب الي مكان آخر واضعة نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما اما الإستسلام أو الموت.
وتكمن أهمية منطقة جبل موية الواقعة على بعد 296 كيلومترا جنوبي الخرطوم، وعلى بعد 32 كيلومترا من مدينة سنار، كونها واحدة من اهم المناطق الإستراتيجية في الحرب الحالية، فهي تربط كلّا من ولايات سنار والنيل الأبيض والجزيرة والنيل الأزرق، وتنفتح نحو ولاية شمال كردفان وإقليم دارفور غربا.
قطع الامداد
تحرك قوات الجيش في عدد من محاور القتال في ولاية الجزيرة والنيل الأزرق ومناطق شرقي سنار وبعد السيطرة على منطقة جبل موية هذا الأمر قطع الإمداد تماماً على قوات المليشيا المتواجدة في سنجة وسنار وابوحجار وودالنيل والدالي والمزموم
فالمليشيا كانت تستخدم سلسلة جبال موية التي تربط بين ثلاث ولايات ( الجزيرة ، سنار والنيل الابيض) خطاً للإمداد المفتوح من الخرطوم مروراً بالجزيرة وصولاً لقواتها المنتشرة في محليات ولايات سنار وحتى تخوم المناطق الواقعة شمال وغرب ولاية النيل الأزرق عطفاً على عثور الجيش على إمداد عسكري ضخم من الأسلحة والذخائر والمعدات القتالية المتطورة والحديثة ما يدلل على أهمية منطقة جبل موية بالنسبة للمليشيا كونها موقعاً إستراتيجياً مهماً وقاعدة عسكرية تنطلق منها عملياتها بالمنطقة.
وضع الكماشة
العمليات البرية الواسعة التي بدأتها القوات المسلحة منذ أواخر شهر سبتمبر الماضي شكل ضغطاً عسكرياً على مليشيا الدعم السريع في الجزيرة وسنار فتحرك قوات الجيش بصورة متزامنة في كل المحاور تمكنها من السيطرة على منطقة جبل موية جعل المليشيا في وضع (الكماشة) لا تستطيع الخروج منه
فقوات دقلو أصبحت محاصرة من اتجاهات عديدة من فالصندوق القتالي المطبق على المليشيا اضلاعه مكونة من قوات النيل الأبيض والمناقل غرباً وقوات الفرقة الرابعة القادمة من النيل الأزرق جنوباً وقوات الشرقية ومحور الفاو التي أصبحت على مقربة من مدينة الدندر شرقاً الي جانب تواجد أعداد ضخمة من قوات الفرقة 17 مشاة و256 دفاع جوي والقوات المنسحبة من مدني والتي تتواجد في مدينة سنار ما يجعل قوات المليشيا في وضع يحسد عليه تحاصرها الجيوش من كل مكان.
وضع مريح
بعد سيطرة قوات الجيش على جبل موية و التحام قوات سنار بتماسيح النيل الأبيض، وفتح الطريق القومي سنار ــ ربك” هذا الأمر أعطى الجيش أفضلية عسكرية من واقع أن خط إمداده أصبح مفتوحاً من موانئ شرق السودان بالبحر الأحمر إلى النيل الأبيض جنوبا، وإقليمي كردفان ودارفور غربا مما جعل الحياة تعود لطبيعتها في تلك المناطق من حيث المواصلات وانسياب السلع والاحتياجات الغذائية
فالمنطقة الواقعة في الطريق الرئيسي الذي يربط ما بين الولاية والنيل الأبيض تحتوي على محطة قطار وخط السكك الحديدية الذي يربط بين سنار وكوستي بالنيل الأبيض عطفاً على أهمية عسكرية لوقوع جبل موية في منطقة وسطى بين ثكنات الجيش الثلاث الكبرى: الفرقة “17- مشاة” في سنار، واللواء “265- قوات جوية” في سنار من جهة الشرق، والفرقة “18- مشاة” في كوستي من جهة الغرب.
الاستسلام أو الموت
قال الخبير العسكري سالم عبدالله ، إن السيطرة على جبل موية وتقدم الجيش في مدن الخرطوم والقوات المشتركة في دارفور سيرفع الروح المعنوية للجيش، ويضع قوات الدعم السريع تحت الضغط، مما يدفعها لتنفيذ عمليات انتحارية وللاستماتة في الدفاع عن مواقعها بولايتي سنار
الا انها ستكون مواجهة بخيارين فقط الموت أو الاستسلام
وأضاف الخبير العسكري أن هذا الوضع سيجعل قوات الجيش تنتقل الي الهجوم بدلاً عن الدفاع وحماية مقراتها مما يعطيها أفضلية في تنفيذ خططها واستراتيجاتها العسكرية