اعمدة الرأي

ايمن كبوش يكتب … (كبش يا قوة.. مدني جوه)

قلت له: كل الذين يطالبون بعدم رفع التوقعات وسقف الامنيات بانتصارات كاسحة للقوات المسلحة السودانية، ومن يقاتلون معها، للاسف الشديد، لا يعرفون حقيقة الأوضاع التي كان عليها الجيش عندما اندلعت هذه الحرب، ولا طبيعة المعركة التي التي تجري حاليا على الأرض من واقع (افكار عملياتية) بحتة ومعلومات استخباراتية حقيقية، لذلك لا يستطيعون ايجاد معادلة موضوعية بين ما مضى وما نحن عليه الان وما هو آتٍ.

ما علينا، بل علينا، أن ندقق النظر ونعيده كرّة وكرّتين لنراجع، على سبيل المثال، كواليس زيارات الفريق أول ركن، شمس الدين كباشي ابراهيم، عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام، لمحاور القتال المختلفة في السابق، وعلينا أن نخص زياراته لمحوري سنار والنيل الأبيض، انه الأكثر اهتماما ومتابعة لهذين المحورين علاوة على الجزيرة، علما بأن آخر (مسؤول كبير زار البلد) قبل التغييرات الأخيرة التي تمت لقيادة متقدم سنار، كان هو سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي كان هناك بتاريخ 29 يونيو من العام الحالي، وهو تاريخ سقوط مدينة (سنجة) وقيادة الفرقة العسكرية، قبله كان نائبه الكباشي قد زار المنطقة بتاريخ 26 يونيو، فما الذي تغير ما بين تلك الزيارة، وزيارته أمس الاثنين السابع من أكتوبر ؟ صحيح أن الجنرال اُستقبل استقبال الفاتحين في الزيارتين ووجد التفافا عفويا كبيرا من جموع الشعب السناري، إلا أن زيارته التاريخية بالامس على الصعيد الشخصي للكباشي ومزاجه الظاهر على الشاشات، يقول إن الرجل تحلل كثيرا من الضغوط، يبدو ذلك في خطابه الحماسي وسط قواته وفي حجم الكيلومترات التي قطعها براً من محطة الجبل مرورا بسنار التقاطع ثم داخل المدينة وسوقها الكبير، وصولا إلى قيادة اللواء 265 دفاع جوي حيث كان الشعب السناري مصطفاً على جنبات الطريق ليحييه ويردد معه اهازيج النصر: (كباشي يا قوة مدني جوه.. و(عيال عوين جرو).. فما الذي تغيّر ايها السادة غير مناخ الانتصار الذي حققته القوات تحت قيادة ابطال الدفعة 41 الذين خاضوا المعركة بحماس الترقي للرتبة الاعلى وتحديات إحداث واقع جديد !

لم تكن ثورتنا على قيادة المتقدم السابقة نابعة من فراغ، بدليل أن حديث الغرف المغلقة والتحكم والسيطرة، تغيّر كثيرا عن ما كان عليه في السابق، لأن الهدف الآن لم يعد الدفاع عن سنار (المحلية) في حدودها الجغرافية التي تبدأ من كوبري العرب غربا، وتنتهي عند الخزان شرقا، أو من كوبري ام دلكة جنوبا وكوبري مايرنو جنوبا، كان الحديث بالامس هو حديث البشريات الطيبة التي تقول أن سنجة ستكون على المحك، مثلها والدندر والسوكي وولاية الجزيرة، نصر من الله وفتح قريب.

تحية الخلود لشهداء محور سنار بقيادة الفريق علي حسن هلال، وحاتم اللكندي والدحيش ومجموعته وأحمد عوض بشير وعلاء الدين عثمان علي والضو ضيف الله جبريل ومحمد شريف الدين عبد الوهاب، اولئك الذين تخضبت بدمائهم أرض سنار فمضوا إلى الله في الخالدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى