أدانت محكمة جنايات شرق القضارف برئاسة قاضيها الحسن النوش اليوم 5يونيو 2024 م العمدة (م. ع. م. م) تحت المادة 51/أ من القانون الجنائي لسنة 1991 م المتعلقة بإثارة الحرب ضد الدولة وأوقعت عليه عقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت تعزيراً ومصادرة جميع أمواله.
وتتمثل وقائع القضية في أن المدان وهو عمدة القواسمة أحدى بطون قبيلة الرفاعيين بمنطقة الحواته بولاية القضارف قد توفرت معلومات بشأنه لدى الإستخبارات العسكرية بالفرقة الثانية مشاة بالقضارف تشير الى تأييده للقوات المتمردة ودعمه لها.
وتمكنت قوة من الإستخبارات من القبض عليه في منطقة الفاو في فبراير الماضي ومن خلال التحري معه ثبت انه سافر إلى الخرطوم في أغسطس 2023 م والتقى عبدالرحيم يوسف ناظر أولاد جنيد أحد قادة التمرد ومكث معه عدة أيام ثم عاد إلى القضارف.
ومن ثم تم قيد دعوى جنائية في مواجهته أمام شرطة القسم الاوسط القضارف.
وخلال جلسات المحاكمة ثبت ان المتهم كان على تواصل واتصال مع بعض قادة مليشيا الدعم السريع المتمردة منهم حسين برشم وكيكل والبيشي الذي يدونه المدان في سجل هاتفه بـ (إبن عمي البيشي) وبعض القادة الميدانيين.
ومن خلال مراسلات المدان مع المتمرد ناظر أولاد جنيد كانا يتبادلان فيديوهات تمجد قائد التمرد وتسيئ لقائد القوات المسلحة والجيش السوداني كما ارسل المدان عدد 12 فيديو عند دخول المتمردين قيادة الفرقة 16 مشاة بنيالا عقب انسحاب الجيش منها .
كما تناقشا في منشور يتعلق بمدي هيمنة دولة 56 على البلاد واهمية انهاء تلك الدولة التي ترمز للاستبداد والاستعباد. كما حول المدان مبالغ مالية لذلك المتمرد. كما ارسل تسجيل صوتي للمتمرد كيكل يدعو له وقواته بالنصر والحفظ وانه كان يرغب في لقائه بالخرطوم في أغسطس 2023 م ولكنه لم يوفق في ذلك.
كما راسل المدان المدعو مبارك الشايقي قبيل سقوط مدينة مدني واخبره الشايقي قرب سقوط ولاية الجزيرة وجاهزية القوات المتمردة لذلك العدوان.
وكان المدان قد علل لتلك الاتصالات والمراسلات بانه كان يسعى لفك أسر أخيه المقبوض لدى المتمردين في منطقة بليلة وزكرت المحكمة في حيثيات حكمها أن أقوال المدان المتناقضة خلال التحري والمحاكمة تنسف هذا الدفع.
كما جاء في مزكرة المحكمة حول العقوبة ان المدان وهو احد قادة المجتمع في منطقته قد تخلى عن دور رجل الإدارة الأهلية الرشيد وأقترف جرم الخيانة العظمى للوطن والمجتمع وأصبح يبرر فعائل المليشيا الشنعاء التي انتهكت عرض الحرائر وقتلت الأبرياء وأحتلت دور المواطنين وطردتهم منها ونهبت ممتلكاتهم.
وقد تجلل المدان بعار الخيانة وتلبس بجرم الحرب ولذلك فهو يستحق توقيع عقوبة تراعي قصد المشرع من حماية المجتمع من الخونة وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن.