تقارير

بعد فشل الإيغاد في أديس هل تنجح القاهرة في إنهاء الأزمة السودانية

الإيغاد

بعد ربع قرن من الزمان يعيد التاريخ نفسه ففي العام ١٩٩٧م؛ تعرض السودان لأكبر مؤامرة دولية عسكرية “سميت” بعملية (الأمطار الغزيرة)، حيث تكالبت دول الجوار السوداني على حكومة الخرطوم حينها بقيادة الرئيس السابق المشير عمر حسن البشير، فمارست ضده سياسة شد الأطراف بخلق جبهات متعدده للقتال في أن واحد لتشتيت مجهود الجيش عن معركته الاسياسية بالجنوب؛ فقاد الجيش في ٩٧ الحرب مع أربعة دول،الجنوبيين المدعومين من يوغندا، الأرتريين دخلوا بالشرق وضربوا كسلا وهمشكوريب في ذات التوقيت .. مع مناوشات من جهة الغرب تشاد وغيرها ..
يتكرر ذات السيناريو حاليا بعد تمرد قوات الدعم السريع،فلم تخفي دول الجوار السوداني دعمها اللوجستي للمتمردين ، منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل الماضي.. فجاءت ردود أفعال تلك الدول إزاء ما يحدث في السودان متحاملا على قوات الجيش السوداني، وقد ندد السودان كثيرا بمواقف هذه الدول ووصفها بغير المحايده ولا تصلح أن تقود مفاوضات صلح بين الجيش ومتمردي الدعم لانحيازها الواضح لما يقوم به الدعم السريع…

الخرطوم تحذر:

إلى ذلك حذر وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، من احتمالات ألا تحقق مبادرة الوساطة المصرية أهدافها إذا شارك فيها آخرون من خارج المنطقة. وقال في تصريحات صحفية إن بلاده تنظر بإيجابية لهذه المبادرة التي تستضيفها القاهرة غداً (الخميس).

وتعليقاً على مبادرة مصر باستضافة قمة لدول جوار السودان لبحث سبل إنهاء الصراع، أضاف: ننظر إليها بإيجابية ونتمنى تحقيق أهدافها وحل مشكلات السودان، إلا أنه استدرك بقوله «إذا كثرت أطراف المبادرة وتم إقحام آخرين من غير المنطقة فيها فمن الصعب تحقيق أهدافها».
تحقيق مكاسب :
ولفت وزير الخارجية إلى أن الرئيس الكيني وليام روتو ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد «يريدان تحقيق بعض المكاسب في الإقليم ولكن هذا لا يكون على حساب السودان».

وكانت الخارجية السودانية، أعلنت (الثلاثاء)، رفض نشر أي قوات أجنبية، مؤكدة أنها ستعتبرها معادية.

وأوضحت أن «ما ورد في بيان 4الرباعية الختامي بخصوص غياب وفدنا غير دقيق ويجافي الواقع»، منددة بتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حول فرض حظر جوي على السودان خلافاً لتفاهماته مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان.
إتخاذ موقف :
وتسببت قمة منظمة الإيغاد أديس أبابا في غضب بين الأوساط السودانية بسبب الدعوة إلى نشر القوات الاحتياطية لشرق أفريقيا، إلى جانب التصريحات التي أدلى بها كل من الرئيس الكيني وليام روتو، ورئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، المطالبة بفرض حظر طيران ونزع الأسلحة الثقيلة.

محطة مصر:
تنطلق غدًا الخميس 13 يوليو فعاليات مؤتمر قمة دول جوار السودان الذي تستضيفه مصر لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي بالسودان والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ويهدف المؤتمر لوضع آليات فعالة بمشاركة دول الجوار، ووضع حلول للأزمة في السودان بصورة صحيحة.

وبالتزامن مع عمل الطاولة المصرية مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى على وضع خطط لتسوية الأزمة، وتقول الدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والمتخصصة في الشأن السوداني للإجابة عن ما سيعود على مصر من استضافتها لمؤتمر دول الجوار السودان، والتي قالت إن مصر تحقق عددا من الأهداف أبرزها وقف الحرب بالسودان التي تؤثر على عدد من مهددات الأمن القومي المصري.

وتابعت أن المؤتمر يطرح مشكلة اللاجئين الناتجين عن الحرب، وبالتالي تُطرح فكرة التنسيق مع دول الجوار في هذه المسألة، والمحاولة في دعم فكرة استئناف العملية السياسية في السودان حتى لا تتدهور الأوضاع نحو حرب أهلية واسعة النطاق مؤثرة على مصر، وكافة دول الجوار الإقليمي.

انتقال الصراع لدول الجوار :
وأوضحت أماني أن دول الجوار الإقليمي للسودان هي دول هاشة، كما أن استمرار الصراع في السودان سوف يسفر عن انتقال الصراع لهذه البلدان، وذلك شيء يضع الضغوط الدولية على مصر وخاصة أن غالبية هذه الدول مؤثرة على مصر من خلال حدودها الغربية.

وأضافت أن بعض هذه الدول مؤثرة على أمن البحر الأحمر وهو أحد اهتمامات القاهرة بشكل كبير بسبب تأثير ذلك وانعكاسه المباشر على قناة السويس، وتهدف الرئاسة المصرية إلى صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، حيث تحاول تتخذ خطوات مهمة لحل الأزمة بالسودان وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه لكافة الآثار السلبية التي يتعرض لها منذ أشهر بسبب الحرب بالسودان.
تحرك دبلوماسي :
عملت الدبلوماسية المصرية على تسخير كافة مؤسساتها المعنية لاحتواء الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني كما عملت مصر على تقديم كل المساعدات الممكنة له،
وخلال الفترة الماضية تحركت الدولة المصرية في أكثر من اتجاه لنزع فتيل الأزمة السودانية، وفي أحدث تحرك لمصر، أعلنت رئاسة الجمهورية عن استضافة قمة دول جوار السودان غدا الخميس، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي وتداعياته السلبية ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى.

ووفقا للمراقبين جاء الإعلان عن قمة دول جوار السودان، في أطار مساعي مصر لصياغة وبلورت تحرك جماعي بما يضمن نجاحها وتحقيق أهدافها المتمثلة في وقف الصراع ووقف إطلاق النار ووقف التدخلات الخارجية والوصول إلى مبادرة لصياغة توافق دولي بشأن الحرب السودانية السودانية.

وقالت السفيرة منى عمر مساعد وير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، إنها تتوقع أن تحقق قمة دول جوار السودان اختراقا كبيرا في هذا الملف ولاسيما على صعيد توحيد جهود الدول المجاورة للسودان والدول الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة السودانية.

وأوضحت عمر أن هدف القمة يتركز في عدة نقاط أولها توحيد الجهود وصياغة مبادرة واحدة بشأن الأزمة السودانية يلتف حولها المجتمع الدولي ودل جوار السودان في المقدمة.

وأضافت: “كما أن الهدف الثاني من تلك المبادرة يتمثل في وقف التدخلات في الشأن السودان الداخلي ولاسيما تلك الدولة التي تسعى لتحقيق مصالحها على حساب السودان”، مشيرة إلى أن تحقيق ذلك يعد اختراقا كبيرا في هذا الملف.

وأكدت عمر أن نجاح مصر في بلورة وصياغة مبادرة لوقف إطلاق النار سوف يحظى بدعم دولي جراء الأهمية الإستراتيجية لدولة بحجم السودان وتأثيراتها على 7 دول مجاورة إلى جانب امتداداتها في البحر الأحمر وتأثيرها على الدول المطلة على البحر الأحمر إلى جانب تأثير السودان على الأمن والسلم الدولي.

توحيد المبادرات :

من جانبه قال السفير أحمد حجاج الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الإفريقية، إن قمة دول جوار السودان تهدف إلى توحيد المبادرات التي تقدمت بها عدد من دول الجوار في مبادرة جامعة تكون قابلة للتنفيذ بما يعود بالاستقرار على الشعب السوداني والدولة السودانية.

وأوضح حجاج أن تعدد المبادرات الإفريقية والإقليمية والدولية بشأن الأزمة السودانية أضعف تلك المبادرات وجعل من تنفيذها أمر أشبه بالمستحيل.
رفض التدخل :
في منحى ذي صلة أكد المؤتمر الوطني رفضه للتدخل الخارجي في شؤون البلاد الداخلية تحت أي مسمى وقال الوطني في بيان صادر عنه حول إجتماع مجموعة الايغاد الرباعية الذي انعقد قبل يومين في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا إن البيان الختامي للاجتماع يكشف عن حجم المؤامرة التي تحيط بالبلاد.
ووجه البيان إدانة لموقف قوى الحرية والتغيير لصمتها على تجاوزات وانتهاكات الدعم السريع مشيراً الي أن قحت كانت سبباً في اشعال فتيل الحرب بالبلاد وأنها تسعى عبر تنسيقها مع بعض الاطراف الدولية والاقليمية للنيل من الوطن عبر مؤامرة اجتماع الايغاد حسب وصف البيان.

وقدم الوطني الدعوة للقوى السياسية الوطنية والمجتمعية لتكوين جبهة موحدة لمواجهة الغزو الخارجي على البلاد وان تعمل القوات المسلحة على اتخاذ كافة التدابير الضرورية لقطع الطريق أمام ما وصفه بالتآمر الخارجي الي يسعى لفرض حكومة من العملاءhttps://alsaa24.net/?p=1786&preview=truehttps://yoa.st/34g?php_version=7.4&platform=wordpress&platform_version=6.2.2&software=premium&software_version=20.8&days_active=18&user_language=ar

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى